اخبار السعودية
موقع كل يوم -جريدة الرياض
نشر بتاريخ: ١٠ تموز ٢٠٢٥
أ. مسعودة فرجاني*
شهدت القصة القصيرة في الأدب العربي العديد من التطورات الإبداعية، حيث أسهمت التكنولوجيا الحديثة بشكل واضح في تحسين أساليب الكتابة وتقديم رؤى جديدة حول بناء النصوص الأدبية. من بين هذه التطورات، يبرز دور الذكاء الاصطناعي الذي بدأ يؤثر
بشكل ملحوظ في صناعة القصة القصيرة. لم يعد الذكاء الاصطناعي مجرد أداة للتفاعل
مع النصوص، بل أصبح شريكًا إبداعيًا يمكنه تقديم أفكار مبتكرة وتوليد نصوص تسهم في
توسيع أفق الكتابة الأدبية.
أصبح بإمكان الكتاب استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي لإنشاء أفكار سردية جديدة، أو
حتى تطوير الحبكة والشخصيات. بفضل القدرة على تحليل البيانات الضخمة واستخراج
الأنماط السردية، يمكن للذكاء الاصطناعي تقديم اقتراحات مبدعة للكتاب، سواء كانت
تتعلق بتوجيه تطور الشخصيات أو تقديم طرق غير تقليدية للحبكة في بعض الأدوات، مثل
برامج الكتابة المدعومة بالذكاء الاصطناعي، توفر للكتاب إمكانية تخطي حاجز الإلهام،
مما يتيح لهم تحسين جودة العمل وتجاوز المراحل الأولى الصعبة في الكتابة والبحث عن
الفكرة النابضة بالحياة.
من جهة أخرى، يظهر الذكاء الاصطناعي كأداة يمكن أن تساهم في تحسين عملية البحث
والتحليل، حيث يسهم في جمع المعلومات وتقديم رؤى حول الموضوعات المختلفة التي
يمكن أن تطرح في القصة القصيرة. على الرغم من ذلك، يظل للعنصر الإنساني دور
أساسي في التأثير العاطفي والوجداني في بناء القصة، حيث لا يمكن للذكاء الاصطناعي أن يعوض التجربة الإنسانية الغنية التي يمتلكها الكاتب.
رغم هذه الفوائد، هناك من يرى أن الاعتماد المفرط على الذكاء الاصطناعي قد يقلل من
أصالة الإبداع الأدبي. ومع ذلك، يبدو أن المستقبل يحمل الكثير من الفرص لاستثمار هذه
التكنولوجيا في تعزيز الفكرة الأدبية دون أن تفرغها من قيمتها الإنسانية.
*كاتبة جزائرية