اخبار السعودية
موقع كل يوم -صحيفة الوئام الالكترونية
نشر بتاريخ: ١٣ تموز ٢٠٢٥
رغم شهرة قمة إيفرست كأعلى نقطة على سطح الأرض بارتفاع يتجاوز 8 آلاف و800 متر، فإن أدنى نقطة على اليابسة تقع على ضفاف البحر الميت، حيث تنخفض نحو 430 مترًا تحت مستوى سطح البحر، وفقًا للإدارة الوطنية الأميركية للمحيطات والغلاف الجوي (NOAA).
يقع البحر الميت، وهو في الواقع بحيرة مالحة مغلقة، في قلب صدع جيولوجي ضخم يعرف بـ'فالق البحر الميت'، والذي يمتد من البحر الأحمر إلى جبال طوروس في تركيا بطول يقارب 1000 كيلومتر. ويشكّل هذا الفالق الحدود الفاصلة بين الصفيحتين التكتونيتين: الأفريقية غربًا والعربية شرقًا.
وتُشير دراسات حديثة، منها بحث نُشر عام 2006 في دورية Earth and Planetary Science Letters، إلى أن هذا التصدع بدأ بالتشكل قبل قرابة 20 مليون سنة.
يشبه فالق البحر الميت من حيث الطبيعة التكتونية فالق سان أندرياس في كاليفورنيا؛ فكلاهما يمثلان صدوعًا انزلاقية حيث تتحرك الصفائح الأرضية بمحاذاة بعضها البعض. لكن في حالة البحر الميت، يتحرك الجانب الشرقي من الفالق بمعدل أسرع قليلًا (نحو 5 ملم سنويًا)، بينما يتحرك فالق سان أندرياس أسرع بعشر مرات تقريبًا، وفق موقع 'Live Scince'.
ولكن، لماذا ينخفض البحر الميت بهذا الشكل؟
لطالما افترض العلماء أن البحر الميت تشكل بسبب انثناء في الفالق، مما أدى إلى تكوين 'حوض انسلاخي'، حيث تتحرك الصفائح بشكل يؤدي إلى تشكل فراغ عميق. لكن هذه النظرية واجهت تحديات، خاصةً وأن حوض البحر الميت يتميز باتساعه النسبي مقارنة بعمقه، وهو ما يتناقض مع خصائص الأحواض الانسلاقية التقليدية.
لذا، فإن أحدث النظريات تقدم أطروحة جديدة بديلة مفادها أن البحر الميت تشكل كـ'حوض غائر'، حيث انفصلت كتلة من البازلت عن القشرة الأرضية وغاصت تدريجيًا إلى الأسفل قبل حوالي 4 ملايين عام، مما أدى إلى تعميق الحوض دون اتساعه بشكل ملحوظ.
وتزداد تعقيدات الفهم الجيولوجي بسبب بطء حركة الصفائح، إذ يصعب رصد وتفسير هذه العمليات الدقيقة في الزمن الحقيقي، نظرًا لتكلفتها العالية وصعوبتها التقنية، وفقًا للباحثين.
ومع أن البحر الميت يمثل أدنى نقطة على اليابسة، فإن 'تشالنجر ديب' في خندق ماريانا بالمحيط الهادئ تبقى الأعمق على سطح الكوكب، بعمق يتجاوز 10,900 متر.