اخبار السعودية
موقع كل يوم -صحيفة عاجل الإلكترونية
نشر بتاريخ: ١٩ تشرين الثاني ٢٠٢٥
تشريعات حديثة ومعروض متنوع… مؤشرات قوية على نضج السوق العقاري
يشهد السوق العقاري السعودي في الوقت الراهن مرحلة تحوّل لافتة، تتداخل فيها عوامل الطلب الحقيقي، وتنوع المنتجات السكنية، والتحولات الديموغرافية، مع منظومة تشريعات جديدة أعادت ضبط إيقاع السوق ورفعت مستوى موثوقيته. وتبرز هذه التحولات بوضوح في «معرض سيتي سكيب العالمي»، الذي يكشف عامًا بعد عام حجم التطور الذي يشهده القطاع، وما يعرضه من مشاريع تنوّعت بين الإسكان العمودي، والمجمعات السكنية الحديثة، والشقق المتكاملة، وغيرها من المنتجات التي تعكس نضج السوق واتساع خياراته.
ورغم استمرار الطلب التقليدي على الفلل السكنية، فإن النمو السكاني المتسارع، واتساع المدن، وارتفاع تكلفة الأراضي، دفعت شريحة واسعة من المستفيدين إلى التوجه نحو المنتجات الأكثر ارتباطًا بالحياة الحضرية، خصوصًا في المدن الكبرى. وأصبح واضحًا أن السوق يتحرك نحو السكن العملي، القريب من مراكز الأعمال والخدمات، وهو ما انعكس في ارتفاع الإقبال على الشقق العصرية والمجتمعات السكنية المخدومة التي توفر بيئة معيشية متوازنة وتحدّ من تكاليف التشغيل والصيانة.
وتشير المؤشرات إلى أن المنتجات السكنية المتوسطة، المصممة بما يتوافق مع احتياجات الأسر الصغيرة وفئة الشباب، هي الأكثر جذبًا خلال هذه المرحلة، نتيجة التحوّل العمراني في الرياض وجدة والدمام، حيث بات نمط الحياة الحضرية أكثر حضورًا وتأثيرًا. ويستجيب المعروض في «سيتي سكيب» لهذه التحولات من خلال مشاريع تقدم مساحات أكثر كفاءة وخدمات متنوعة ومواقع استراتيجية، بما يعكس فهمًا دقيقًا لاحتياجات الفئات العمرية الصاعدة.
وتبدو فجوة الإسكان في طريقها إلى الانكماش تدريجيًا، بفضل ما اتخذته الدولة من إجراءات تنظيمية وتشريعية شملت نظام التسجيل العيني للعقار، ولائحة فرز الوحدات العقارية، ونظام الملكية المشتركة، إلى جانب تصنيف المطورين العقاريين وتطوير منظومة التمويل السكني. وأسهمت هذه الأنظمة في رفع مستوى الشفافية والموثوقية، وتحسين جودة المشاريع، وتسهيل رحلة المستفيد عبر المنصات الرقمية، وفي مقدمتها «سكني» و«المستشار العقاري»، مما عزز قدرة الأسر على الوصول إلى خيارات سكنية تناسب احتياجاتها الفعلية.
كما أثّرت التحولات العمرية بشكل مباشر في توجهات السوق؛ إذ يشكّل الشباب نسبة كبيرة من السكان، وهم الفئة الأكثر طلبًا للمساكن المتوسطة ذات المواقع الحيوية، الأمر الذي دفع المطورين إلى تصميم منتجات تلائم نمط حياتهم واحتياجاتهم في المساحات والوظائف والمرافق.
وفي مجمل المشهد، يتجه السوق العقاري السعودي نحو مرحلة أكثر اتزانًا واستدامة، أساسها تشريعات حديثة، وتنظيم أعلى، وتنوّع في المنتجات، وتحسن في جودة المعروض، إضافة إلى طلب حقيقي يعكس التحولات الاقتصادية والاجتماعية. ويعكس هذا الاتجاه رغبة واضحة في بناء سوق عقاري قادر على استيعاب النمو المستقبلي، وتحقيق مستهدفات التملك، وتوفير منتجات سكنية تتسق مع طبيعة المدن السعودية الحديثة، وهو ما يبرز بجلاء في الزخم الكبير الذي يشهده «سيتي سكيب» وما يقدمه من نماذج تمثّل ملامح المرحلة المقبلة للقطاع.










































