النفط يستقر مع تهدئة توترات الشرق الأوسط وتعثر محادثات أوكرانيا

الجبيل الصناعية - إبراهيم الغامدي

استقرت أسعار النفط اليوم مع تقييم المستثمرين لاتفاق وقف إطلاق النار في غزة، الذي قد يُخفف التوترات الجيوسياسية في الشرق الأوسط، مقابل تعثر محادثات السلام في أوكرانيا، الذي قد يُبقي على العقوبات المفروضة على روسيا ويُحد من صادراتها.

ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت سنتان لتصل إلى 66.27 دولارًا للبرميل بحلول الساعة 06:29 بتوقيت غرينتش. وانخفض خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي سنتًا واحدًا ليصل إلى 62.54 دولارًا.

صرح الرئيس الأمريكي دونالد ترمب بأن إسرائيل وحماس وافقتا على المرحلة الأولى من خطة سلام غزة التي ساعد في التوسط فيها، والتي تشمل وقفًا مؤقتًا للقتال، وإطلاق سراح الرهائن، وانسحابًا تدريجيًا للقوات الإسرائيلية..

وصرح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأنه سيوافق على موافقة حكومته على اتفاق وقف إطلاق النار. ومن المتوقع توقيع الاتفاق ظهر يوم الخميس بتوقيت إسرائيل (09:00 بتوقيت غرينتش).

دعمت الحرب في غزة أسعار النفط، حيث قيّم المستثمرون المخاطر المحتملة على الإمدادات العالمية في حال تطور القتال إلى صراع إقليمي أوسع. في الشهر الماضي، كشف ترمب عن خطة من 20 نقطة لوقف الحرب المستمرة منذ عامين بين إسرائيل وحماس. أثارت هذه التطورات آمالاً بتهدئة التوترات في المنطقة، مما قلل من علاوة مخاطر الحرب على النفط.

وقال مايكل مكارثي، الرئيس التنفيذي لمنصة مومو أستراليا ونيوزيلندا الاستثمارية، بأنه من غير المرجح أن يُغير وقف إطلاق النار في غزة إمدادات النفط في الشرق الأوسط، إذ لم تحقق أوبك+ أهدافها الإنتاجية المتزايدة.

اتفقت المجموعة، المؤلفة من منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وحلفائها، يوم الأحد على زيادة الإنتاج في نوفمبر، والتي جاءت أقل من توقعات السوق، مما خفف من المخاوف بشأن فائض المعروض.

ارتفعت الأسعار بنحو 1% يوم الأربعاء لتصل إلى أعلى مستوى لها في أسبوع، بعد أن رأى المستثمرون تعثر التقدم في اتفاق السلام في أوكرانيا، كمؤشر على استمرار العقوبات المفروضة على روسيا، ثاني أكبر مُصدر للنفط في العالم، لبعض الوقت.

وقال غاليمبيرتي من ريستاد: 'طالما استمرت الحرب في أوكرانيا، فمن المتوقع أن تظل علاوة المخاطر الجيوسياسية مرتفعة، حيث يظل إنتاج النفط الروسي المعرض للخطر مرتفعًا'.

في غضون ذلك، ارتفع إجمالي إمدادات المنتجات البترولية الأمريكية الأسبوعية، وهو مؤشر على استهلاك النفط الأمريكي، الأسبوع الماضي إلى 21,990 مليون برميل يوميًا، وهو أعلى مستوى منذ ديسمبر 2022، وفقًا لتقرير صادر عن إدارة معلومات الطاقة يوم الأربعاء.

في وقت سابق من هذا الأسبوع، عدّلت إدارة معلومات الطاقة الأمريكية توقعاتها لإنتاج النفط الأمريكي لعام 2025 إلى مستوى قياسي جديد يبلغ 13.53 مليون برميل يوميًا، ارتفاعًا من 13.44 مليون برميل سابقًا. كما حذّرت من أن ارتفاع مخزونات النفط الخام قد يُؤثر سلبًا على الأسعار حتى نهاية العام.

وأفاد محللو جي بي مورغان أن الطلب العالمي على النفط بدأ بتراجع في أكتوبر، حيث أشارت العديد من مؤشرات الاستهلاك، بما في ذلك وصول الحاويات إلى ميناء لوس أنجلوس، وعدد الأميال المقطوعة برسوم الشاحنات في ألمانيا، وحجم الحاويات في الصين، إلى تباطؤ في النشاط.

بلغ متوسط الطلب العالمي على النفط 105.9 مليون برميل يوميًا في الأيام السبعة الأولى من أكتوبر، بزيادة قدرها 300 ألف برميل يوميًا عن مستوى العام الماضي، على الرغم من أنه أقل بمقدار 90 ألف برميل يوميًا من تقديرات جي بي مورغان، وفقًا لمذكرة للعملاء. وقالوا إن وتيرة بناء مخزونات النفط الخام والمنتجات العالمية تباطأت أيضا، حيث زادت بمقدار 8 ملايين برميل الأسبوع الماضي، وهي أبطأ زيادة في الأسابيع الخمسة الماضية.

وقال محللو النفط لدى انفيستنق دوت كوم، انخفضت أسعار النفط في التعاملات الآسيوية يوم الخميس بعد أن أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترمب أن إسرائيل وحماس قد اتفقتا على المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، في حين زاد الارتفاع الأسبوعي الثاني على التوالي في مخزونات الخام الأمريكية من الضغط على الأسعار.

في وقت سابق من الأسبوع، قدم خفض إنتاج أوبك+ المتواضع دعمًا، لكن ارتفاع المخزونات الأمريكية، وتراجع المخاطر الجيوسياسية طغى على هذا الدعم. في حين، أظهرت بيانات إدارة معلومات الطاقة الأمريكية الصادرة يوم الأربعاء ارتفاع مخزونات النفط الخام بمقدار 3.7 مليون برميل خلال الأسبوع المنتهي في 3 أكتوبر، متجاوزةً بذلك توقعات المحللين التي كانت تشير إلى زيادة قدرها 2.25 مليون برميل.

مع ذلك، انخفضت مخزونات البنزين ونواتج التقطير أكثر من المتوقع، بينما ارتفع مؤشر الطلب الضمني إلى 21.99 مليون برميل يومياً، وهو أعلى مستوى له منذ ديسمبر 2022. يشير ارتفاع مخزون النفط الخام إلى استمرار خطر فائض المعروض في الولايات المتحدة، لكن انخفاض مخزونات الوقود يعكس مرونة الطلب، مما حدّ من الخسائر خلال اليوم.