اخبار السعودية
موقع كل يوم -الخليج أونلاين
نشر بتاريخ: ٤ تموز ٢٠٢٥
موسكو - الخليج أونلاين
وزير الخارجية الروسي يقول إن اجتماع الحوار الاستراتيجي الثامن بين روسيا والخليج سيعقد في سبتمبر المقبل.
انطلقت صباح اليوم الجمعة، جولة المحادثات الثنائية بين وزيري خارجية المملكة العربية السعودية، الأمير فيصل بن فرحان، ونظيره الروسي سيرغي لافروف، في العاصمة الروسية موسكو.
وقال وزير الخارجية السعودي الذي وصل إلى موسكو أمس الخميس، في مؤتمر صحفي مشترك، إن العلاقات الثنائية بين المملكة وروسيا مميزة، مؤكداً حرص البلدين المشترك على تطوير العلاقات الثنائية في مختلف المجالات.
وأشار بن فرحان في المؤتمر الصحفي، عقب جلسة المباحثات، إن 'الأولوية الآن لوقف إطلاق النار في غزة، وإنهاء المعاناة التي يقع تحت وطأتها الفلسطينيون في غزة والضفة الغربية، وما تعانيه السلطة الفلسطينية من تضييق'.
وشدد على ضرورة أن يكون هناك وقفاً مستداماً ودائماً للحرب، وبداية للحديث عن دولة فلسطينية، محذراً من أن عدم تحقيق ذلك 'يعني تأجيل المشاكل والصراعات إلى وقت قد يكون الوضع أصعب وأدهى'.
وأكد بن فرحان أن 'السلام هو الخيار الاستراتيجي لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي، وحل الصراع العربي الإسرائيلي، وبما يسهم في تحقيق الأمن والتنمية'.
وقال: 'نرى أن الحل المستدام الوحيد والمنطقي والعادل هو قيام الدولة الفلسطينية لتحتضن الفلسطينيين، وهذا هو السبيل لتعايش الفلسطينيين والإسرائيليين'.
وثمن الوزير السعودي التوافق بين السعودية وروسيا حيال القضية الفلسطينية، مؤكداً على ضرورة تكثيف الجهود الدولية لإيجاد حل دائم وعادل يضمن تمكين الشعب الفلسطيني لإقامة دولته المستقلة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
وذكر أنه بحث مع نظيره الروسي، أهمية تسوية الخلافات عبر الوسائل السلمية وتغليب لغة الحوار والدبلوماسية بين الدول، سواءً داخل منطقة الشرق الأوسط أو خارجها، انطلاقاً من حرص المملكة على تعزيز الأمن والاستقرار الإقليمي والدولي.
من جانبه قال وزير الخارجية الروسي، إن الأوضاع في الضفة الغربية، ليست أفضل حالاً من الوضع بغزة، مؤكداً دعم روسيا لإقامة دولة فلسطينية مستقلة.
وأضاف: 'لدينا مواقف متقاربة مع السعودية حول الوضع في غزة وضرورة إنهاء الحرب وإيصال المساعدات'، مؤكداً تشجيع موسكو للمفاوضات بين 'إسرائيل' والفلسطينيين للتقدم نحو إقامة الدولة الفلسطينية.
إيران و'إسرائيل'
وأكد وزير خارجية السعودية على ضرورة العودة إلى النهج التفاوضي فيما يتعلق بالبرنامج النووي الإيراني، مجدداً رفض المملكة للجوء إلى القوة العسكرية في حل الخلافات السياسية.
وحول المواجهة بين 'إسرائيل' وإيران، قال الوزير السعودي: 'كان هذا مقلقاً للغاية، فنحن نرفض الحلول العسكرية وندفع دائماً لحل جميع النزاعات أياً كانت عبر التفاوض، ونأمل أننا تخطينا هذه المرحلة وأن فكرة اللجوء للحل العسكري انتهت، وأننا أمام مرحلة تفاوضية إيجابية تفضي إلى إنهاء هذا الملف بشكل عادل وسليم، وهذا ما سندفع به بكل قوة'.
بدوره، قال وزير خارجية روسيا إن موسكو على تواصل مع الرياض فيما يخص جميع القضايا، بما في ذلك الملف الإيراني وأيضاً ما حدث في الحرب بين إيران و'إسرائيل'.
وقال: 'نأمل أن يحمل اتفاق وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل صفة مستدامة'، مرحباً بتطبيع العلاقات بين إيران ودول الخليج، وفي المقدمة السعودية.
السياحة والنفط
وأشاد وزير الخارجية السعودي، بتزايد أعداد السياح بين السعودية وروسيا، معرباً عن أمله في إنجاز اتفاقية للإعفاء من التأشيرات قريباً، وأن يكون هذا دافعاً لمزيد من التبادل بين البلدين والتوسع في الرحلات المباشرة.
وثمن التوافق البنّاء القائم بين البلدين في إطار 'أوبك بلس'، والذي يؤكد روح التعاون المشترك في مواجهة التحديات العالمية بقطاع الطاقة.
بدوره أكد وزير الخارجية الروسي أن روسيا والسعودية لديهما استعداد مشترك للتعاون بمجال النفط في إطار 'أوبك بلس'.
ولفت إلى أن عدد السياح السعوديين إلى روسيا زاد بمقدار 6 أضعاف عما كان عليه في العام الماضي، مشيراً إلى أن 36 ألف سائح روسي زاروا المملكة العام الماضي.
وأعرب عن تفاؤله باجتماع لجنة التعاون التجاري والاقتصادي بين روسيا والسعودية الذي يعقد في النصف الثاني من العام الجاري في المملكة.
وخلال جلسة المباحثات، قال وزير الخارجية الروسي، إن موسكو والرياض على تواصل مستمر، مشيراً إلى أن البلدين سيحتفلان قريباً بمرور 100 عام على تأسيس العلاقات بينهما.
وأشاد الوزير لافروف بمشاركة المملكة الواسعة في منتدى سانت بطرسبورغ، لافتاً إلى أنها من أهم المشاركين في الفعاليات الاقتصادية الروسية، وهنأ السعودية بفوز فريق الهلال على مانشستر سيتي الإنجليزي.
وأوضح أنه في سبتمبر المقبل ستنعقد الجلسة الوزارية الثامنة للحوار الاستراتيجي بين روسيا ومجلس التعاون الخليجي، وفي أكتوبر ستستضيف موسكو قمة عربية–روسية.
واستقبل الوزير لافروف نظيره السعودي، في مقر وزارة الخارجية الروسية في موسكو، صباح اليوم، قبيل انطلاق جولة المحادثات.
ووفق وكالة 'سبوتنيك'، فإن الوزيرين يناقشان خلال الزيارة تطوير العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تعزيزها، وأهم القضايا الإقليمية والدولية، والموضوعات ذات الاهتمام المشترك عقب المحادثات.
وترتبط روسيا والسعودية بعلاقات سياسية وثيقة، ويتبادل الجانبان الزيارات الثنائية الرفيعة للتنسيق والتعاون في مختلف المجالات، وفي مقدمتها الاقتصاد والطاقة.