اخبار السعودية
موقع كل يوم -صحيفة الوئام الالكترونية
نشر بتاريخ: ١٤ حزيران ٢٠٢٥
لم تعد الشهادات التقليدية أو سنوات الخبرة وحدها هي مفتاح التفوق في سوق التكنولوجيا الأمريكي، بل أصبح امتلاك مهارات الذكاء الاصطناعي هو جواز العبور إلى الوظائف الأعلى طلبًا والأكثر جذبًا.
إذ كشفت تقارير توظيف حديثة أن أبرز المرشحين في سوق التقنية اليوم هم الباحثون والمهندسون المتخصصون في الذكاء الاصطناعي.
فإذا كنت تتلقى يوميًا رسائل من مسؤولي التوظيف على 'لينكدإن'، وتحمل درجة الدكتوراه في تعلم الآلة، وتتلقى عروض عمل برواتب تصل إلى مئات الآلاف من الدولارات، فتهانينا: ربما تكون أحد أكثر المرشحين المطلوبين في أمريكا!
ربع الوظائف التقنية تطلب مهارات في الذكاء الاصطناعي
وفقًا لتحليل أجرته جامعة ميريلاند بالتعاون مع منصتي LinkUp وOutrigger Group، فإن واحدة من كل أربع وظائف تقنية نُشرت في الولايات المتحدة هذا العام تتطلب مهارات مرتبطة بالذكاء الاصطناعي. كما أظهرت بيانات 'لينكدإن' أن وظيفة 'مهندس ذكاء اصطناعي' هي الأسرع نموًا خلال السنوات الثلاث الأخيرة، تليها وظيفة 'مستشار ذكاء اصطناعي'.
'المواهب عالية المستوى تتلقى عروضًا مثيرة للغاية'، يقول آتلي ثوركيلسون، نائب رئيس شبكة المواهب في شركة Redpoint Ventures، والتي تستثمر في شركات مثل Stripe وMistral وPoolside.
مارك زوكربيرغ يدخل على الخط
في خطوة لافتة هذا الأسبوع، أنفقت شركة 'ميتا' قرابة 15 مليار دولار لشراء حصة قدرها 49% في شركة 'Scale AI'، مستهدفة بذلك ضم مؤسسها ألكسندر وانغ إلى فريق يقوده زوكربيرغ شخصيًا، ويُعنى بتحقيق ما يسمى بـ'الذكاء الخارق'.
لكن رغم هذا السباق المحموم، فإن عدد الكفاءات المؤهلة لا يزال محدودًا، كما يؤكد ماثيو كلارك، مؤسس شركة 'Lunch' المتخصصة في التوظيف لشركات التكنولوجيا الناشئة. ويضيف أن هناك وظائف تفضّل الحاصلين على الدكتوراه مع خبرة عملية، وهو ما يصعب توفره نظرًا لحداثة هذا المجال نسبيًا.
الباحثون يُستقطبون من الجامعات.. والمصممون يقتربون من المهندسين في الأجور
يشهد السوق تحولًا كبيرًا، إذ لم يعد علماء البيانات مجرد عناصر هامشية، بل باتوا في قلب المنظومة التقنية. أما المصممون الذين يمتلكون مهارات تقنية وبرمجية، فقد بدأوا بتقليص الفجوة في الأجور بينهم وبين المهندسين.
ووفقًا لستة من مسؤولي التوظيف الذين تحدثت إليهم Business Insider، فإن أكثر الوظائف طلبًا تشمل: مهندس ذكاء اصطناعي، مهندس تعلم آلي، مهندس برامج لوكلاء الذكاء الاصطناعي، مهندس بنية تحتية، باحث علمي، وأخيرًا الدور الهجين المعروف بـ'مهندس بحثي'.
الجامعات الكبرى ما تزال مصدرًا رئيسًا للمواهب
يرى مسؤولو التوظيف أن المرشح المثالي هو من يحمل شهادة عليا في تعلم الآلة أو الإحصاء أو الرياضيات من جامعات مرموقة مثل معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، أو ستانفورد، أو كارنيغي ميلون، أو بيركلي. كما تُعد الخبرة العملية في شركات تقنية نقطة تفوق إضافية، لكونها تثبت قدرة المرشح على تحمل ضغط العمل.
ومع ذلك، يقول ناثان فيشر، مؤسس شركة التوظيف SingleSprout، إن بعض الشركات باتت تهتم أكثر بما أنجزه المرشح من مشاريع، وليس فقط أين درس. وتضيف شركات التوظيف أن 'المهارات الناعمة' باتت ذات أهمية متزايدة، خصوصًا في ظل توقعات بأن الأدوات الذكية ستتولى يومًا ما بعض المهام التقنية.
'الذكاء العاطفي بات لا يقل أهمية عن الذكاء العقلي'، يقول فيشر، موضحًا أن الشركات تبحث عن مرشحين قادرين على بناء التوافق، وتحليل الخيارات، والتواصل بفاعلية بين الفرق التقنية والتجارية.