اخبار السعودية
موقع كل يوم -صحيفة الوئام الالكترونية
نشر بتاريخ: ٢٩ حزيران ٢٠٢٥
في أول أسبوع من إطلاقها الرسمي في شوارع أوستن بولاية تكساس، سجّلت سيارة 'روبوتاكسي' ذاتية القيادة من شركة تيسلا أول حادث مروري لها، ما أثار مخاوف واسعة بشأن مدى نضج التقنية المعتمدة على 'القيادة الذاتية الكاملة' (FSD) التي يروج لها الرئيس التنفيذي للشركة، إيلون ماسك، منذ سنوات.
وبحسب ما كشفته قاعدة بيانات الحوادث في مدينة أوستن، فإن المركبة ارتكبت خطأ خطيرًا عندما انحرفت إلى المسار المعاكس بعد أن فاتتها اللفة المحددة، لتقود في وجه حركة المرور قبل أن يتدخل السائق المشرف ويتحكم بها قبل وقوع تصادم مباشر. ولم يتسبب الحادث في إصابات أو أضرار، لكنه سُجل رسميًا ضمن فئة 'الوقائع المثيرة للقلق'.
الفيديو الموثق للحادث انتشر بسرعة على منصات التواصل، وتحديدًا على منصة 'إكس' (تويتر سابقًا)، التي يملكها ماسك نفسه، ويظهر فيه كيف واصلت السيارة السير في الاتجاه الخاطئ رغم أن النظام أظهر على الشاشة الداخلية معرفته بأنها في المسار الخاطئ.
وأوضحت مصادر محلية أن هذه الحادثة وقعت عند تقاطع شارع 'إيست أولتروف' و'بيرتون درايف'، وكانت كافية لإثارة جدل واسع بين خبراء التقنية ومتابعي تطورات المركبات الذاتية القيادة، لا سيما أن سيارة تيسلا كانت تخضع لإشراف بشري مباشر في هذا التوقيت.
ورغم أن ماسك يروّج لنظام FSD بوصفه مستقبل النقل الذكي، فإن تيسلا لا تستخدم حتى الآن تقنية LiDAR المتقدمة والتي تعتمدها شركات مثل تويوتا، بل تعتمد فقط على نظام كاميرات ورادارات، وهو ما يصفه بعض الخبراء بأنه 'غير كافٍ' لضمان السلامة في بيئات المرور المعقدة.
من جهة أخرى، كشف دان أوداود، المدير التنفيذي لشركة Green Hills Software، أن روبوتاكسي تيسلا سجلت في أربعة أيام فقط 16 خطأً حرجًا في القيادة ارتكبتها 11 مركبة تابعة للنظام الجديد. وأضاف أن بيانات الإدارة الوطنية لسلامة المرور على الطرق السريعة تُظهر أن سيارات تيسلا المزودة بنظام القيادة الذاتية متورطة في أكثر من 2100 حادث، مقارنة بـ112 حادثًا فقط سجلت باسم سيارات هوندا، وهو ما يمثل فارقًا كبيرًا في الأداء والسلامة.
في المقابل، تشير إحصاءات شركة Waymo المنافسة، والتي تشغل سيارات ذاتية القيادة منذ سنوات، إلى أنها قطعت أكثر من 10 ملايين ميل، وتُجري أكثر من 250 ألف رحلة أسبوعية دون تسجيل أي وفيات أو حوادث خطيرة.
وتعليقًا على ذلك، قال ماسك إن النسخة المستخدمة في الروبوتاكسي أكثر تطورًا من النسخ المتاحة لعموم المستخدمين، مشيرًا إلى أن هذه التجارب 'تخضع للإشراف والتقييم'، لكنها تمثل مرحلة تمهيدية لثورة تقنية واعدة.