اخبار السعودية
موقع كل يوم -صحيفة الوئام الالكترونية
نشر بتاريخ: ١٦ كانون الأول ٢٠٢٥
كشفت دراسات علمية حديثة عن مفاجأة تطورية تتعلق بتاريخ السلاحف الممتد لـ 300 مليون سنة، حيث أظهرت الأدلة الأحفورية أن الدرع العظمي الصلب لهذه الكائنات لم يتطور في البداية لغرض الدفاع عن النفس كما كان سائدًا، بل لأسباب بيئية وحركية مختلفة تمامًا.
وأوضح خبراء في علم الحفريات أن صدفة السلحفاة، التي تتكون من أكثر من 50 عظمة وتعتبر جزءًا من هيكلها العظمي، مرت بمراحل تطورية معقدة قبل أن تصبح الحصن المنيع الذي نراه اليوم.
هندسة الحفر والغوص
يشير السجل الأحفوري إلى أن 'إيونوتوصور أفريكانوس'، وهو سلف للسلاحف عاش قبل 260 مليون سنة، امتلك ضلوعًا عريضة ليس للحماية، بل لدعم عضلات قوية تمكنه من الحفر تحت الأرض هرباً من الحرارة القاسية.
وفي مرحلة لاحقة قبل 220 مليون سنة، طورت كائنات مائية مثل 'أودونتوشيلس' دروعًا بطنية لتعمل كثقل موازن يساعدها على الغوص أعمق في الماء، مما يؤكد أن الوظيفة الأولية للدرع كانت ميكانيكية وليست دفاعية بحتة.
لماذا لا تختبئ سلاحف البحر؟
بينما تشتهر السلاحف البرية بقدرتها على سحب رؤوسها داخل دروعها المقببة بفضل المساحة الداخلية الكبيرة وبطئها الذي يفرض عليها التحصن، تفتقر السلاحف البحرية لهذه الميزة.
ويعود السبب إلى تصميم أصدافها الانسيابية والخفيفة التي لا توفر مساحة للرأس، وذلك لتخفيف الوزن وزيادة سرعة السباحة للهروب من المفترسات بدلًا من الاختباء منها.
وتتنوع آليات الاختباء لدى الأنواع الأخرى بين طي الرقبة جانبًا أو سحبها عموديًا.
شاهد على الانقراض
ورغم أن الدفاع لم يكن الدافع الأول للنشأة، إلا أن اكتمال تطور الصدفة قبل 210 ملايين سنة منح السلاحف ميزة بقاء استثنائية.
ويرى العلماء أن هذه البنية المرنة هي السر وراء نجاة السلاحف من ثلاثة انقراضات جماعية كبرى، بما في ذلك الكارثة التي أدت إلى انقراض الديناصورات، لتواصل السلاحف مسيرتها عبر التاريخ.










































