اخبار السعودية
موقع كل يوم -صحيفة سبق الإلكترونية
نشر بتاريخ: ٣٠ كانون الأول ٢٠٢٤
بلدان عديدة عانت من هطول أمطار قياسي وفيضانات مدمرة
عاش العالم عقدًا مناخيًا قاسيًا، حيث شهدت السنوات العشر الماضية درجات حرارة قياسية وغير مسبوقة، مما دفع الأمم المتحدة إلى إطلاق تحذير قوي، ويسلط هذا العقد من الحرارة القاتلة الضوء على التحديات المناخية، التي تواجه كوكبنا، ويدق ناقوس الخطر حول الحاجة إلى اتخاذ إجراءات عاجلة.
وأكد الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، أن السنوات العشر الأكثر حرارة على الإطلاق حدثت في العقد الماضي، بما في ذلك عام 2024. وهذه الحقبة من الحرارة القاتلة تسلط الضوء على الاحتباس الحراري، الذي يهدد كوكبنا. فمع كل عام يمر، تزداد درجات الحرارة ارتفاعًا، مما يخلق ظروفًا مناخية غير مستقرة ويهدد التوازن البيئي.اتجاه مقلق
وتستعد المنظمة العالمية للأرصاد الجوية، لنشر الأرقام الرسمية لدرجات الحرارة لعام 2024 في يناير، التي من المتوقع أن تؤكد أن العام الماضي كان الأكثر حرارة على الإطلاق. وتكشف البيانات عن اتجاه مقلق، حيث تدفع الأنشطة البشرية درجات الحرارة إلى مستويات غير مسبوقة. فالتلوث الصناعي، واستخدام الوقود الأحفوري، والانبعاثات الضارة، جميعها عوامل تساهم في ارتفاع درجات الحرارة وتغير المناخ، وفقاً لصحيفة 'الجارديان' البريطانية.
وتشير سيلستي ساولو، الأمينة العامة للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية، إلى أن كل درجة حرارة مرتفعة لها تأثيرها، فهي تزيد من التطرف المناخي. فدرجات الحرارة المرتفعة ليست سوى جزء من الصورة، حيث شهد العالم أحداثًا مناخية متطرفة أدت إلى خسائر فادحة في الأرواح. في عام 2024، عانت العديد من البلدان من هطول أمطار قياسي وفيضانات مدمرة، مما تسبب في حزن عميق للمجتمعات في جميع القارات. كما شهدنا حرائق غابات مدمرة، وموجات حر شديدة، وأعاصير مدمرة، مما يسلط الضوء على التأثير المدمر لتغير المناخ.
وتغير المناخ ليس مجرد ظاهرة طبيعية، بل هو نتيجة مباشرة للأنشطة البشرية. فمع زيادة درجات الحرارة، تتغير أنماط الطقس، وتصبح الأحداث المناخية المتطرفة أكثر تواترًا وشدة. وقد أدى ذلك إلى عواقب وخيمة على البيئة، بما في ذلك ذوبان الأنهار الجليدية، وارتفاع مستويات سطح البحر، وفقدان التنوع البيولوجي. كما أن له تأثيرًا مباشرًا على حياة البشر، حيث تتأثر الزراعة، والأمن الغذائي، والصحة العامة، والبنية التحتية.أحداث متطرفة
أصدرت منظمة الطقس العالمية، تقريرًا يكشف عن أن تغير المناخ زاد من حدة 26 حدثًا مناخيًا متطرفًا من أصل 29 حدثًا تم دراستها في عام 2024. وقد تسببت هذه الأحداث في مقتل ما لا يقل عن 3700 شخص وتشريد الملايين. يسلط التقرير الضوء على العلاقة الوثيقة بين تغير المناخ والأحداث المناخية المتطرفة، ويوضح كيف أن ارتفاع درجات الحرارة يزيد من خطر حدوث الفيضانات، والجفاف، والعواصف الشديدة.
وتشير المنظمة العالمية للأرصاد الجوية إلى أن زيادة درجات الحرارة العالمية وتفاقم أحداث الحرارة الشديدة يتطلبان تعاونًا دوليًا. فهناك حاجة ملحة للبلدان والمنظمات للعمل معًا لمعالجة مخاطر الحرارة الشديدة وتطوير استراتيجيات للتكيف مع التغير المناخي. يجب على الحكومات والمجتمع الدولي اتخاذ إجراءات حاسمة لخفض الانبعاثات، وتشجيع استخدام مصادر الطاقة المتجددة، وتعزيز جهود الحفاظ على البيئة.
وفي مواجهة هذه الأزمة المناخية، يتعين على العالم اتخاذ إجراءات عاجلة. فهل ستتمكن الدول من الالتزام بتعهداتها في اتفاقية باريس للمناخ؟ هل ستكون هناك استجابة عالمية موحدة لمواجهة التحديات المناخية المتزايدة؟ هل سيتمكن المجتمع الدولي من التغلب على المصالح الفردية والتوحد من أجل مستقبل مستدام؟
ويقف العالم على مفترق طرق، ويجب عليه اتخاذ قرارات حاسمة لحماية كوكبنا. فهل ستكون هناك إرادة سياسية كافية لمواجهة هذه الأزمة؟ هل ستتمكن الأجيال القادمة من العيش في عالم مستدام؟