اخبار السعودية
موقع كل يوم -صحيفة مكة
نشر بتاريخ: ١ تشرين الأول ٢٠٢٥
مكة - الرياض
أكد وزير الإعلام الأستاذ سلمان بن يوسف الدوسري، أن المملكة تمضي في مسيرة تحول تاريخي تقودها القيادة الرشيدة ويشارك فيها المواطن، فيما تشكل رؤية المملكة بوصلة هذه المسيرة، حيث تجعل المستحيل ممكنا، والممكن إنجازا، والإنجاز تاريخا يرسخ حضور الوطن المتجدد على الخريطة الإقليمية والدولية.
وأشار في مستهل المؤتمر الصحفي الحكومي الـ25 الذي عقد أمس في الرياض، بمشاركة وزير البلديات والإسكان الأستاذ ماجد بن عبد الله الحقيل، والرئيس التنفيذي للهيئة العامة للعقار، المهندس عبد الله بن سعود الحماد، إلى ما شهدته الأيام الماضية من صدور قرارات القيادة - أيدها الله -؛ لتحقيق التوازن في القطاع العقاري، مبينا أن هذا اللقاء يأتي لإيضاح تفاصيل تلك القرارات، ومتابعة انعكاساتها على القطاع والاقتصاد الوطني.
واستعرض الدوسري جهود المملكة على الصعيد الخارجي ودورها الإقليمي، إلى جانب تطوير قدراتها الداخلية ودعم التحول الوطني، بما يرسخ مكانتها، ويحقق التنمية المستدامة لمواطنيها، فعلى الصعيد الخارجي وامتدادا لنهج المملكة في مد يد العون للأشقاء، وتأكيدا لرسالتها السامية ومسؤوليتها الإقليمية، وجهت القيادة بتقديم مليار و300 مليون ريال سعودي إضافية كدعم تنموي واقتصادي للأشقاء في اليمن عبر البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن.
وفي قطاع الأمن السيبراني أكد أن المملكة كما تحمي حدودها الجغرافية بكل حزم، فإنها تحفظ سيادتها على القيم والهوية، حيث اعتمد مجلس حقوق الإنسان بالأمم المتحدة بالإجماع مبادرة ولي العهد العالمية (حماية الطفل في الفضاء السيبراني)، تأكيدا على التزام المملكة بفضاء رقمي آمن وهوية قيمية مصونة، وللمرة الثانية على التوالي، حققت المملكة المركز الأول عالميا في مؤشر الأمن السيبراني، وفق تقرير التنافسية العالمية لعام 2025م.
وفي إطار تعزيز التحول الرقمي، وريادة المملكة في تبني أحدث الابتكارات التقنية، أشار وزير الإعلام، إلى أن مطار العلا الدولي شهد تدشين شركة خدمات الملاحة الجوية السعودية لأول برج مراقبة افتراضي عن بعد في الشرق الأوسط.
وفيما يتعلق بمنجزات الاستثمارات السعودية، أوضح أن صندوق الاستثمارات العامة، وللعام الثاني على التوالي حقق الأعلى قيمة بين الصناديق السيادية، وعلامته التجارية الأسرع نموا في العالم، بحسب تصنيف «براند فايننس» لتقييم العلامات التجارية، في حين انضم مصنع «هيونداي»، إلى منظومة صناعة السيارات باستثمار يتجاوز 1.8 مليار ريال ضمن مجمع الملك سلمان لصناعة السيارات في مدينة الملك عبد الله الاقتصادية، مما يعزز من تنافسية المملكة في صناعة السيارات، ويوطن المعرفة الصناعية المتقدمة، ويفتح المجال لتدريب الكفاءات الوطنية.
واستعرض وزير الإعلام، في معرض حديثه ما تحقق في قطاع الصناعة، مبينا أن عدد المنتجات التي أدرجتها هيئة المحتوى المحلي والمشتريات الحكومية في القائمة الإلزامية للمنتجات الوطنية، بلغ 1444 منتجا ضمن 16 قطاعا حيويا، حتى منتصف 2025م، وبلغ إجمالي التسهيلات الائتمانية لتمكين الصادرات السعودية غير النفطية، التي قدمها بنك التصدير والاستيراد السعودي منذ تأسيسه وحتى منتصف هذا العام، أكثر من 89 مليار ريال.
وأشار ضمن السياق نفسه، إلى تجاوز قيمة القروض المعتمدة من صندوق التنمية الصناعية السعودي 88 مليار ريال، منذ انطلاقة رؤية المملكة 2030 وحتى الآن.
وتطرق وزير الإعلام، إلى ما حققته منظومة الإعلام السعودي من منجزات، حيث فازت 6 جهات سعودية بتسع جوائز في جائزة الشارقة للاتصال الحكومي، 3 منها لوزارة الإعلام.
وقال: استكمالا لما أعلنته منتصف الشهر الماضي، وبعد إطلاق برنامج ابتعاث الإعلام، تقدم إلى البرنامج أكثر من 14 شركة بأكثر من 200 فرصة تدريبية وتعليمية، يتم تقييمها من قبل فريق مشترك من وزارتي الإعلام والتعليم، انطلاقا من احتياجات سوق الإعلام الحديثة في مجالات كالإعلام الرقمي، وصناعة الأفلام، والألعاب الالكترونية، وتحليل البيانات الإعلامية.
وفي الشأن الثقافي، استعرض الدوسري الحراك المتسارع لوزارة الثقافة، بدءا من أداء الأوركسترا السعودية في أروقة قصر فرساي بباريس، مرورا بالبرنامج الثقافي المتكامل في قاعات مبنى أبازيا بإيطاليا، ووصولا إلى منصة الجوائز الثقافية الوطنية بالرياض التي كرمت رواد الإبداع ومؤسساته في مختلف المجالات.
كما لفت الانتباه إلى الجناح السعودي المشارك في إكسبو أوساكا باليابان، الذي تجاوز عدد زواره مليوني زائر، وحصد جوائز عالمية في الابتكار التكنولوجي والتصميم المعماري، فيما دشنت أكاديمية الفنون والثقافة بالرياض وجدة كأول مدارس حكومية للموهوبين الثقافيين في المملكة.
وفي كشف أثري جديد، أعلنت هيئة التراث في نيوم عن اكتشاف أقدم استيطان بشري معماري موثق في الجزيرة العربية يمتد إلى 11 ألف عام، ليجسد التقاء عمق التاريخ بإشراقة المستقبل.
واختتم وزير الإعلام حديثه، مؤكدا أن العطاء لا يتوقف في وطن عظيم، مشيرا إلى أن قرارات التوازن العقاري بالتزامن مع الاحتفاء باليوم الوطني الـ95 للمملكة، جاءت لتحمل في مضمونها راحة المواطن واستقرار الأسرة.
وفي رد على سؤال بشأن التنظيمات الجديدة للهيئة العامة لتنظيم الإعلام المتعلقة بالمحتوى الهابط، أجاب وزير الإعلام قائلا: أود أولا أن أعبر عن سعادتي بردود أفعال المجتمع الإيجابية تجاه هذه الضوابط، التي تعكس وعي المجتمع الذي نراهن عليه دائما، وما تم تداوله هو توضيح دقيق لمحددات المخالفات، لمساعدة صناع المحتوى على فهمها بشكل أكبر وتجنب الوقوع فيها، حيث عقدت الهيئة مؤخرا ورش عمل لصناع المحتوى لإيضاح هذه المحددات.
وأضاف: جميعكم تعلمون مخاطر انتشار المحتوى الهابط الذي يتعارض مع القيم على المجتمع والنشء، والحد منه يتطلب الحزم، وهو ما تقوم به الهيئة بفعالية، وأشير إلى أن أفضل عقوبة لأصحاب المحتوى الهابط هي التي يقوم بها المجتمع برفض متابعتهم.
وشدد الوزير على أن المحتوى السلبي ينتهي ويضمحل بعدم إعادة النشر وعدم التفاعل وبالتجاهل التام، لافتا الانتباه إلى أن صيانة القيم والهوية المجتمعية، منطلق وطني أصيل، ومبدأ ثابت.
وقال: إن الشعب السعودي، شعب قيم وهوية، فالمتابع للمحتوى اليوم، يجد أن المحتوى السلبي قليل جدا، ولا يتجاوز 1% مقابل المحتوى الإيجابي الكبير الذي يشكل غالبية المحتوى، والذي لا يخلو من تثقيف وتوعية ونشر للمعرفة والقيم السعودية التي نعتز بها جميعا، ليس باللغة العربية فحسب، بل بأبرز لغات العالم.
وتعليقا على الإجراءات التي اتخذتها شركة «روبلوكس» العالمية؛ لتعزيز بيئة آمنة وإيجابية لمستخدمي منصتها في المملكة، قال: إن الهيئة العامة لتنظيم الإعلام - مع شركائها التنظيميين للقطاع - رصدت مخالفات جسيمة في محتوى لعبة «روبلوكس»، وعقدت عدة اجتماعات مع الشركة لمعالجة هذه المخالفات أو حجب اللعبة، واستجابت الشركة بحذف المحادثات الصوتية والكتابية، وحجبت أكثر من 300 ألف لعبة الكترونية إلى أن يتم استكمال تطوير أدوات فاعلة لمراقبة المحتوى الرقمي داخل اللعبة.
وشدد الدوسري في هذا الصدد قائلا: إن أطفالنا أمانة في أعناقنا، نصونها لبناء مستقبل الوطن ولحمايتها من أي ثغرات في الألعاب أو المحتوى الرقمي بشكل عام، ومع تطور آلاف المنصات والألعاب الالكترونية، فإن الرهان الحقيقي هو على دور الأسرة في الرقابة والمتابعة وتفعيل الرقابة الأبوية، والتأكد من ملاءمة ما يتابعه النشء وفقا للتصنيف العمري الذي تضعه الهيئة.