اخبار الكويت
موقع كل يوم -جريدة القبس الإلكتروني
نشر بتاريخ: ١٤ تشرين الأول ٢٠٢٤
ريم قاسم -
تُستخدم الكثير من المواد المضافة في الصناعات الغذائية، إذ ترخص السلطات الصحية في الكثير من الدول الأوروبية نحو 320 نوعاً منها. ويشير تقرير نشرته مجلة «لوجورنال دي فام» إلى وجود صعوبات في تحديد ومعرفة الضار منها، لكن الخبراء الصحيين ينصحون بتجنب ثلاث منها لما لها من عواقب وخيمة على الصحة العامة وهي:
1 - ثاني أكسيد التيتانيوم
تقول د. ماتيلد توفيير التي تدير فريق أبحاث علم الأوبئة الغذائية في المعهد الفرنسي للصحة والبحث الطبي: عندما يثبت أن مادة مضافة تشكل خطراً على الصحة، يمكن الحد من استخدامها أو حظرها تماماً، وهذه هي حالة E171 أو ثاني أكسيد التيتانيوم، والتي تم حظرها في أوروبا عام 2022.
وتضيف: «E171 هو عامل تلوين أبيض اللون، ويتوافر في شكل مسحوق، ونجده بشكل رئيسي في الحلويات والمعجنات وفي بعض الأطباق المطبوخة».
وأثبتت الدراسات التجريبية التي أجريت على الحيوانات وفق الخبيرة أن جزيئات ثاني أكسيد التيتانيوم النانوية تسبب السرطان، ومن المحتمل أن تتسبب هذه المادة المضافة في ظهور خلايا سرطانية في القولون. ولذلك تم حظر استخدامها في الغذاء، لكن ما يزال استخدامها مسموحاً به في المنتجات الصيدلانية ومستحضرات التجميل، وخاصة معجون الأسنان.
2 - النيتريت
وأما في ما يتعلق بالنيتريت، تؤكد الوكالة الفرنسية للسلامة الصحية وجود ارتباط بين هذه المادة وخطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم وفق د.ماتيلد توفييي، التي تفيد أيضاً بأن الوكالة تشتبه في وجود مخاطر أخرى للإصابة بالسرطان، لكن البيانات المتاحة لا تسمح بعد باستنتاج وجود علاقة سببية.
ويستخدم النيتريت بشكل رئيسي في اللحوم المصنعة لخصائصه المضادة للميكروبات. ونجده تحت الرمزين E249 وE250.
وفي وقت سابق، قامت الوكالة الفرنسية للسلامة الصحية بتحليل المنشورات العلمية الصادرة عن الهيئة الأوروبية لسلامة الأغذية والمركز الدولي لأبحاث السرطان، وانتهت إلى وجود خطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم بعد التعرض للنيتريت (الذي يتم تناوله من خلال استهلاك اللحوم المصنعة أو من خلال استهلاك مياه الشرب).
وتشير الخبيرة إلى أن المسألة الحساسة المتعلقة بالنيتريت هي أن لهذه المادة فائدة محتملة لصحة المستهلك. واستخدامها للصحة هو موضوع نقاش حقيقي من حيث كيفية الحد من هذه المركبات المسببة للسرطان قدر الإمكان دون تكبد أي ضرر.
وإلى جانب مخاطر السرطان، لاحظت دراسة أجرتها NutriNet-Santé على أكثر من مئة ألف بالغ وجود علاقة بين هذه المادة وخطر الإصابة بمرض السكري من النوع 2 وارتفاع ضغط الدم، كما تشير الدكتورة ماتيلد توفيير، وهي الباحثة الرئيسية في هذه الدراسة، وعليه ينصح باستهلاك أقل من 150 غرامًا من اللحوم المصنعة أسبوعيا.
3 - الأسبارتام
«الأسبارتام» هو مادة مضافة غذائية تنتمي إلى عائلة المحلّيات. ويعطي الأسبارتام طعماً حلواً، وهو منخفض جداً من حيث السعرات الحرارية، ونجده بشكل خاص في المشروبات الغازية الخاصة بالحمية والحلويات وكذلك في بعض منتجات الألبان المحلاة، لكن في يوليو 2023، تم إعلان الأسبارتام كمادة مسرطنة محتملة من قبل المركز الدولي للسرطان وهو معهد البحوث التابع لمنظمة الصحة العالمية.
ويُستخدم هذا المُحلي الكيميائي الخالي من السكر وفق الأخصائية في العديد من المنتجات الغذائية وكذلك في أنواع عدة من معجون الأسنان وبعض المنتجات الصيدلانية مثل الفيتامينات القابلة للمضغ أو قطرات السعال.
كما كشفت الدراسة الفرنسية التي أجرتها الدكتورة ماتيلد توفييي عن مشاكل صحية محتملة، إذ أظهرت وجود صلة بين ارتفاع استهلاك الأسبارتام وزيادة خطر الإصابة بالسرطان بشكل عام، وخاصة سرطان الثدي والسرطانات المرتبطة بالسمنة، ولكن أيضا أمراض الأوعية الدموية الدماغية والسكري من النوع الثاني. واليوم، تم تحديد الاستهلاك اليومي المقبول عند 40 ملغ لكل كيلوغرام من وزن الجسم يوميا للأسبارتام وهذا يعادل حوالي 9 إلى 14 علبة من صودا الدايت.
وتعكف فرق علمية وفق د. ماتيلد توفيير على إجراء دراسات أخرى تخص الإضافات الغذائية، مع التركيز على الملونات والمواد الحافظة والمستحلبات والغلوتامات لتوفير بيانات تسمح بإعادة التقييم المستقبلي لهذه الإضافات من قبل الهيئات الدولية، وأبرزها ثاني أكسيد التيتانيوم والنيتريت والأسبارتام.
وفي انتظار نشر نتائج هذه الدراسات يوصي السكان بتناول الأطعمة الطبيعية التي لم تخضع لأي معالجة أو تلك التي تمت معالجتها بشكل بسيط وتفادي الأطعمة الفائقة المعالجة.