اخبار الكويت
موقع كل يوم -جريدة القبس الإلكتروني
نشر بتاريخ: ٣ شباط ٢٠٢٥
قال تقرير بنك الكويت الوطني انه في ظل تباطؤ نمو الطلب على النفط وارتفاع الإمدادات من منتجي الأوبك وحلفائها وكذلك المنتجين من خارج المجموعة، يتوقع أن تسجل أسواق النفط فائضاً كبيراً خلال العام الحالي، لتتحول بذلك من عجز قدره 0.6 مليون برميل يومياً في عام 2024 إلى فائض قدره 0.72 مليون برميل يومياً في عام 2025، وفقاً لتقديرات وكالة الطاقة الدولية.
واشار التقرير الى ان رغم القرار الذي اتخذته الأوبك وحلفاؤها في ديسمبر بتأجيل وتيرة زيادة الإنتاج الذي ساهم في خفض هذا الفائض إلى النصف، إلا أن تحقيق توازن السوق سيتطلب على الأرجح اضطراب جانب العرض، نتيجة فرض عقوبات جديدة أو عوامل جيوسياسية وطبيعية أخرى، إضافة إلى تحسن الطلب على النفط.
وتابع: في هذا السياق، قد يشكل أداء الاقتصاد الصيني عاملاً جوهرياً، إذ قد تساهم عملية التحفيز الاقتصادي في تعزيز زخم الأسعار ودفعها للارتفاع. ووفقاً للتقييم الحالي لديناميكيات السوق، من المرجح أن يبلغ متوسط سعر خام برنت 70 دولاراً للبرميل في عام 2025، متراجعاً من 80 دولاراً في المتوسط المسجل عام 2024.
تباطؤ النمو
وأفاد بأن أسعار النفط تراجعت في عام 2024 تحت وطأة المخاوف المتعلقة بتباطؤ نمو الطلب العالمي، خاصة في ظل ضعف النشاط الاقتصادي في الصين وزيادة الإمدادات النفطية من خارج الأوبك وحلفائها، على خلفية توسع الإنتاج في الأمريكتين. وتحركت الأسعار ضمن نطاق محدود خلال الربع الرابع من العام الماضي، إذ ساهمت وفرة الطاقة الإنتاجية الفائضة لدى الأوبك وحلفائها نتيجة تخفيضات الإنتاج التي أقرتها المجموعة في تحييد التأثيرات المعتادة كالتوترات الجيوسياسية.
وتشير توقعات وكالة الطاقة الدولية لتحسن نمو الطلب على النفط بشكل طفيف خلال عام 2025، ليصل إلى أكثر من مليون برميل يومياً، مدفوعاً بتحسن المعنويات بصفة عامة تجاه مشهد الاقتصاد الكلي، إلا أنه من غير المرجح أن تعوض هذه الزيادة المحدودة للطلب الارتفاع المتوقع في الإمدادات.
وبين التقرير ان قرار الأوبك وحلفائها بتأجيل إعادة حصص الإنتاج المخفّضة للأسواق مرة أخرى ساهم في الحد من اختلال التوازن بين العرض والطلب، إلا أن ارتفاع المخزون، الذي يتوقع أن يبلغ 0.7 مليون برميل يومياً (وفقاً لوكالة الطاقة الدولية)، قد يفرض ضغوطاً هبوطية على الأسعار. وفي المقابل، تشكل العقوبات الأمريكية الجديدة على روسيا، والتي دفعت الأسعار للارتفاع في يناير الماضي، إلى جانب احتمال فرض المزيد من العقوبات على إيران، عوامل قد تساهم في تحسن آفاق سوق النفط خلال الفترة المقبلة.
الخام الكويتي
واوضح التقرير ان أسعار النفط ارتفعت في الربع الرابع من عام 2024، بدعم من قرار الأوبك وحلفائها تأجيل وإبطاء تنفيذها لقرار تخليها عن تخفيضات الإنتاج الطوعية للدول الأعضاء، مما ساهم في تهدئة المخاوف المتعلقة بزيادة إمدادات السوق خلال عام 2025. وارتفع سعر خام برنت بنسبة %4 على أساس ربع سنوي في ديسمبر، ليصل إلى 74.6 دولارا للبرميل، كما تم تداول الخام لفترة وجيزة فوق 80 دولاراً للبرميل، في ظل تصاعد التوترات بين إيران والكيان المحتل، الأمر الذي وصل إلى حد المواجهة العسكرية المباشرة، وإن كان في نطاق محدود.
وزاد: ارتفع سعر خام التصدير الكويتي بنسبة %2 على أساس ربع سنوي لينهي تداولاته مغلقاً عند 75.8 دولارا للبرميل.
وتابع: على أساس سنوي، واصلت أسعار النفط تراجعها للعام الثاني على التوالي في 2024، إذ انخفض سعر خام برنت بنسبة %3.1، بينما تراجع سعر خام التصدير الكويتي بنسبة %4.8، وسط مخاوف متزايدة بشأن نمو الطلب، خاصة في ظل تباطؤ النشاط الاقتصادي وتغير أنماط استهلاك النفط في الصين. كما اتسم العام الماضي بتراجع تقلبات الأسعار، إذ تم تداول خام برنت ضمن نطاق ضيق لم يتجاوز 22 دولاراً للبرميل، ما يعكس غياب المحفزات الرئيسية وضعف التأثير المباشر للتطورات الجيوسياسية على السوق. وساهمت وفرة الطاقة الإنتاجية الفائضة عالمياً، والناتجة عن تخفيضات إمدادات الأوبك وحلفائها، في الحد من تداعيات أي اضطرابات محتملة للعرض.
وبين التقرير ان العقود الآجلة لخام برنت استمرت في تسجيل ارتفاعات متواصلة مع بداية العام الجديد، إذ تجاوزت حاجز 80 دولاراً للبرميل، مدفوعة بفرض الولايات المتحدة عقوبات موسعة على قطاع النفط والغاز الروسي.
وافاد ان إمكانية تصعيد العقوبات ضد إيران من قبل إدارة ترامب أثارت المزيد من المخاوف بشأن الإمدادات المستقبلية في عام 2025. وأخيراً، ساهمت موجات البرد القارس في أمريكا الشمالية وأوروبا في زيادة الطلب على زيت التدفئة، مما عزز الأسعار.
وذكر ان تقديرات نمو الطلب على النفط في الربع الرابع من عام 2024 جاءت أقوى مما كان متوقعاً في السابق، مدفوعة بتراجع أسعار الوقود وموجة البرد التي عززت الاستهلاك في اقتصادات نصف الكرة الأرضية الشمالي. ووفقاً لوكالة الطاقة الدولية، بلغ نمو الطلب السنوي على النفط خلال هذه الفترة 1.5 مليون برميل يومياً، مما دفعها إلى رفع تقديراتها الإجمالية لعام 2024 إلى 0.94 مليون برميل يومياً، مقارنةً بتوقعاتها السابقة البالغة 0.85 مليون برميل يومياً.
نمو الطلب في 2025
اشار الوطني الى انه بالنسبة لعام 2025، تتوقع وكالة الطاقة الدولية ارتفاع نمو الطلب على النفط هامشياً إلى 1.05 مليون برميل يومياً، مدعوماً بتحسن توقعات الاقتصاد الكلي.
وزاد: يتسق هذا التوقع مع التحديث الصادر عن صندوق النقد الدولي في يناير، الذي رفع توقعاته لنمو الاقتصاد العالمي إلى %3.3 للعام الحالي. من جانبها، تتوقع الأوبك نمو الطلب على النفط بمقدار 1.45 مليون برميل يومياً هذا العام، ما يضع تقديراتها مرة أخرى في النطاق الأكثر تفاؤلاً مقارنة بالمؤسسات الأخرى.
شح الإمدادات
قال التقرير انه بعد فرض الجولة الأخيرة من العقوبات الأمريكية على قطاع الطاقة الروسي، ومع تزايد إمكانية فرض قيود إضافية أو أكثر صرامة على صادرات النفط الإيرانية، تزداد احتمالات شح الإمدادات، الأمر الذي يمنح الأوبك وحلفاءها فرصة للحفاظ على تخفيضات الإنتاج الحالية أو حتى تسريع وتيرتها. وتقدر وكالة الطاقة الدولية أن نحو 1.6 مليون برميل يومياً من الصادرات الروسية المنقولة بحراً قد تتعرض لمخاطر العقوبات الأمريكية الأخيرة، وهو مستوى كافٍ لتعويض فائض المعروض المتوقع لهذا العام.