لايف ستايل
موقع كل يوم -موقع رائج
نشر بتاريخ: ٥ حزيران ٢٠٢٥
في يوم عرفة، التاسع من شهر ذي الحجة كل عام، تخلو أحياء مكة المكرمة من حجاج الداخل والخارج الذين يتوجهون إلى صعيد عرفات، لكن الحرم المكي لا يخلو من الزائرين؛ إذ تتوافد نساء مكة منذ ساعات الصباح الأولى لإحياء ما يُعرف محليًا بـ'يوم الخُليّف'، وهو تقليد مكي أصيل تحتفظ به نساء المدينة كجزء من إرثها الروحي والاجتماعي.
ويُعد هذا اليوم مناسبة سنوية تنفرد فيها النساء بالحرم المكي، حيث يحرصن على الطواف والصلاة والصيام، كما يقدمن وجبات الإفطار للصائمين من الزوار والمقيمين، وتبقى النساء في الحرم حتى صلاة العشاء، في أجواء إيمانية تغلب عليها الطمأنينة والخشوع.
دلالات اسم 'الخُليّف'
ويعود اسم 'الخُليّف' إلى روايتين متداولتين بين المكيين، الأولى ترى أن التسمية جاءت من 'الخُليّف' أي من تخلّف عن الحج، إذ أن معظم النساء المتواجدات في الحرم في هذا اليوم لم يتيسر لهن أداء فريضة الحج.
أما الرواية الثانية فتشير إلى أن الكلمة مأخوذة من 'الخُليف' (بدون تشديد الخاء)، في إشارة إلى أن النساء يخلفن الرجال الذين انشغلوا بخدمة الحجيج في المشاعر المقدسة.
دور نساء مكة خلال اليوم
ومع انشغال رجال مكة بأعمال الطوافة والتنظيم في منى وعرفات، تتولى النساء مسؤوليات خاصة داخل المدينة، سواء في تأمين البيوت، أو تقديم المساعدة للمحتاجين وكبار السن، إضافة إلى الحفاظ على هذه العادة الممتدة منذ أجيال.
تفاصيل 'يوم الخُليّف'
ويبدأ اليوم بالنسبة للكثير من العائلات المكية بتجمع النساء في منازل الأهل منذ الصباح، ثم التوجه إلى المسجد الحرام للطواف والمكوث في رحابه حتى وقت الإفطار.
ولا يقتصر هذا اليوم على الجانب التعبدي فقط، بل يمتد إلى بُعد تراثي يعكس دور المرأة المكية التاريخي في المجتمع، إذ كانت تتولى خلال موسم الحج بعض مهام الرجال، وتضطلع بأدوار خدمية وأمنية داخل الأحياء، في وقت تنشغل فيه مكة بضيوف الرحمن.
السعودية تعلن استقبال أكثر من 1.6 مليون حاج بموسم 2025