الجسار: تسجيل حجر «إيكاروس» في «يونسكو» احتفاء بتاريخ وثقافة الكويت

احتفل المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب بمناسبة تسجيل حجر إيكاروس بلائحة ذاكرة العالم التابعة لمنظمة يونسكو، بمعرض صيفي تشكيلي بعنوان «آثار الكويت بالألوان»، أُقيم في متحف الفن الحديث، برعاية وحضور الأمين العام للمجلس د. محمد الجسار، وأستاذ الآثار والأنثروبولوجيا بجامعة الكويت د. حسن أشكناني، ورئيسة قسم التصميم والإخراج الفني في «المجلس الوطني» ومنظمة المعرض سارة خلف، ومشاركة نخبة من الفنانين التشكيليين، وحضور جمهور متابع للساحة التشكيلية والحضارية في الكويت.ويُصاحب المعرض ورش فنية تُقام حتى 24 الجاري.احتفاء بتاريخ وثقافة الكويت

احتفل المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب بمناسبة تسجيل حجر إيكاروس بلائحة ذاكرة العالم التابعة لمنظمة يونسكو، بمعرض صيفي تشكيلي بعنوان «آثار الكويت بالألوان»، أُقيم في متحف الفن الحديث، برعاية وحضور الأمين العام للمجلس د. محمد الجسار، وأستاذ الآثار والأنثروبولوجيا بجامعة الكويت د. حسن أشكناني، ورئيسة قسم التصميم والإخراج الفني في «المجلس الوطني» ومنظمة المعرض سارة خلف، ومشاركة نخبة من الفنانين التشكيليين، وحضور جمهور متابع للساحة التشكيلية والحضارية في الكويت.

ويُصاحب المعرض ورش فنية تُقام حتى 24 الجاري.

احتفاء بتاريخ وثقافة الكويت

وأعرب د. الجسار عن فخره بهذا الإنجاز الثقافي، وقال إن افتتاح معرض الفن التشكيلي جاء بمناسبة تسجيل حجر إيكاروس ضمن لائحة «ذاكرة العالم» التابعة لمنظمة يونسكو، مشيراً إلى أن التسجيل تم قبل نحو ثلاثة أشهر تقريباً.

وأوضح أن المعرض يحتفي بالفنانين الكويتيين الذين استلهموا أعمالهم من آثار جزيرة فيلكا، سواء من حجر إيكاروس، أو من معالم أثرية أخرى من الجزيرة.

وقال د. الجسار: «جزيرة فيلكا عريقة، بسبب الآثار الموجودة على أرضها، إذ تعود آثارها إلى أكثر من 4200 عام. أما حجر إيكاروس تحديداً، فيرجع إلى ما يقارب 2300 سنة، ويُنسب إلى الحضارة الهلنستية التي استقرت في الجزيرة مدة 150 عاماً تقريباً. كما سبقتها حضارات أخرى كالدلمونية، وغيرها».

وبيَّن أن الاحتفاء بتسجيل الحجر هو احتفاء بتاريخ وثقافة الكويت وامتدادها عبر آلاف السنين.

أول اعتراف دولي

من جانبه، قال د. أشكناني إن حجر «إيكاروس» يُعد من القطع الأثرية النادرة والاستثنائية في منطقة الخليج العربي، مبيناً أن الحجر يتضمَّن رسالة من ممثل الدولة السلوقية، أوكاديون، إلى حاكم جزيرة إيكاروس، والنص المكتوب على الحجر ذكر أقدم اسم لأمير حكم «فيلكا»، وهو انكزارخوس، وكذلك الاسم التاريخي القديم للجزيرة، وهو «إيكاروس».

وأضاف أن اكتشاف الحجر تم داخل القلعة الهلنستية بفيلكا في 1960، ويعود إلى 2300 سنة، وقد شهدت الجزيرة أخيراً اكتشافات أثرية مهمة تم إعلانها سابقاً، منها بئر مياه، وتسعة أبراج، وبوابتان، وعملات قديمة، وآلاف القطع الفخارية، وتماثيل لآلهة يونانية، مما يعكس الثراء الحضاري للموقع.

وأعرب د. أشكناني عن فخره بتسجيل حجر إيكاروس في سجل «ذاكرة العالم»، حيث يمثل أول اعتراف دولي من نوعه بقطعة تراثية كويتية، ويمنح الجزيرة والمنطقة قيمة تاريخية عالمية تؤكد عُمقها الحضاري.

أعمال الفنانين

«الجريدة» جالت في المعرض، ورصدت بعض أعمال الفنانين المشاركين، حيث قدَّم الفنان التشكيلي وليد الناشي عملاً جمع فيه بين الحضارة والتراث والحاضر في رؤية واحدة اتسمت بالجمال والقدرة على الاحتفاء بالكويت في كل أزمنتها.

فيما اتسمت أعمال الفنان التشكيلي علي النعمان بالتحليق في فضاءات واسعة عبر الأزمنة المختلفة، راصداً من خلالها الأجواء الحضارية للكويت.

أما الفنان التشكيلي جاسم العمر، فقد رصدت ريشته بيوت الكويت وشوارعها القديمة، وحركة الناس فيها، وتميَّزت بالواقعية التي تشير إلى التراث بكُل جمالياته.

واختارت الفنانة فاطمة مراد التأمل في مستقبل الكويت، من خلال ما أفرزه الماضي من حضارة وتراث، مُتخذةً في سبيل ذلك البحر والطيور كرموز لهذا التصوُّر التشكيلي.

فيما بدت أعمال الفنانة سهيلة العطية في أنساق تشكيلية متواصلة مع الماضي، وفي الوقت نفسه متصلة مع الحاضر والمستقبل، مُستعينةً برصد بعض المظاهر المتعلقة بآثار فيلكا.

أما الفنانة منى الغربللي، فقد جسَّدت حركة الدخول والخروج من سور الكويت قديماً في اتساق فني جذاب، ومُفعم بالحيوية والحركة.

بينما رصدت الفنانة التشكيلية ابتسام العصفور رموزاً وأشكالاً تتعلَّق بحضارة الكويت، من خلال التماثيل والأختام وغيرها، وهذه الرؤية جاءت متوازية مع ما تتمتع به الكويت من حضارة قديمة. واهتم الفنان التشكيلي محمد السمحان بالبحر، وما يجود به من خير، مُتخذاً من الصيد والأسماك رموزاً عبَّر بها عن الخير الذي عاشته الكويت قديماً وحديثاً.

ورصد الفنان التشكيلي عبدالرضا باقر السفن والمراكب، تلك التي تُوحي بما كانت تعيشه الكويت قديماً، وفق رؤى تشكيلية متنوعة.

وفي منحوتة للفنان عبدالعزيز الخباز، تنوَّعت الرؤى بين الحضارة والتراث، من خلال ربط بعضها ببعض، لتعبِّر عن الكويت في ماضيها وحاضرها ومستقبلها.