اخبار الكويت
موقع كل يوم -جريدة القبس الإلكتروني
نشر بتاريخ: ٣٠ أب ٢٠٢٥
أخيرا وبعد مخاض عسير والعديد من الكتابة في سطور هذه الزاوية - وما كتبه ملاك الزوايا الأخرى في اكثر من زميلة، جاء ميلاد قرار وزير البلدية والإسكان الاخ عبداللطيف المشاري، هذا القرار الذي اثلج الصدور وانتظره الكثير منذ زمن والخاص بتعديل القرار - 507 لعام 2023 - حول تعديل تسمية الشوارع والضواحي والطرقات واقتصار الأسماء فيها على حكام الكويت وولاة العهد ورؤساء الدول والمعاملة بالمثل للأسماء الاخرى، ونشد على يد الوزير الشاب على هذا القرار الجريء والمستحق الذي يعيد لشوارعنا الاسماء التي يجب ان تكون عليها وازالة ما كانت عليه قبل ذلك من فوضى وتدخلات وتنفيع لأسماء ليس لها ذكر في تاريخ الكويت السياسي والاجتماعي والاقتصادي والتعليمي بل وحتى الصحي على السواء.
لقد تركت اسماء الشوارع ومنذ البدء في اطلاقها على شخصيات قبل سنوات الكثير من التساؤلات وعلامات الاستفهام والتعجب حول كيفية الاختيار ودور أشخاصها المهني والتاريخي للكويت حتى صار الأمر وكأنه - مخامط - وسباق للوصول إلى هذه - الكيكة - بين كل من يريد إطلاق اسم والده أو جده وعمه وحتى والد زوجته وخاله وبقية الأقارب والخلان ان توفروا على شارع او طريق عام تخليدا لذكراهم للفوز في - وجاهة او برستيج - امام الآخرين بينما هم لا ذكر لهم في اي موقع في ماضي الكويت ولا حتى حاضرها، اكثر من هذا إن تسميات الشوارع بالأشخاص خلقت الكثير من - الحساسية والقيل والقال - لانها لم تأت بضوابط ولا في تمعن السيرة الذاتية للشخص وأحقيته او عدم أحقيته بتسمية شارع باسمه بل جاءت لبعض أشخاص لا احد يعرفهم ولا حتى سمع عنهم إلا عند ذويهم مع التقدير لهم، كل هذه وغيرها اضاعت قيمة الشارع وأضاعت حتى قراءة اسمه من جانب من لا يعرف قراءة العربية وهذه مصيبة اخرى لمن لديه سائق يكاد يتكلم بلغته فكيف وحاله مع اسماء أشخاص الشوارع عندنا؟!
في الدول الاخرى تكون اسماء الشوارع والطرقات للحكام والقادة المميزين الذين لعبوا دورا سياسيا وعسكريا واجتماعيا وتاريخيا بارزا إلى جانب الاستعانة بالأرقام للطرقات الضيقة بينما نحن - عفسنا - الشوارع بأسماء نحترم شخصياتها لكن دورها بتاريخ الكويت لا يرقى إلى تسمية شارع او طريق باسمها، اللهم إلا للمجاملة والتنفيع وسيئة الذكر - الواسطة - والضغط من متنفذ للحصول على شارع او حتى - داعوس - يحمل اسم والده او قريب له، بل وصار هناك اكثر من شارع تحت اسم عائلة واحدة مع تباين ادوار اصحابها بتاريخ الكويت، خاصة ان البعض اقتصر دوره باعتباره - موظفا حكوميا لسنوات ثم تقاعد - فهل هكذا يكون الاختيار؟ لا أظن إلا عندنا.
ان العودة إلى لغة الأرقام بالطرقات والشوارع الفرعية تبدو ضرورية إلى جانب الأسماء التي يجب أن تحمل اسماءها الشوارع وفق معايير وضوابط وشروط بدلا من الحال الذي عانينا منه في السنوات الماضية في ظهور اسماء ما انزل الله فيها من سلطان، لا زلنا وللأسف نعاني منها.
اعرف الكثير من الذين لم يدخلوا سباق الحصول على شارع باسم والدهم، وقد سألت بعضهم عن ذلك العزوف، فكان الجواب: اهل الكويت يعرفون من هو والدنا ودوره في تاريخ الكويت طوال حياته، واسم شارع له لن يزيده شهرة وتاريخه يشهد له ومن عاصروه وجالسوه وتعاملوا معه في حقبة حياته، هذا الرد قارنته مع الذين تراكضوا للحصول على شارع او طريق لوالدهم او قريب لهم رغم ان الناس. تعرف دور وتاريخ - فلان وعلان - ولوحة معلقة بالشارع باسم شخص لا ترفع من قيمته لان اهل الكويت يعرفون تاريخه ودوره بالإيجاب او بالسلب.
نغزة
شكرا للاخ الوزير عبداللطيف المشاري على قرار تعديل الشوارع، والخوف كل الخوف ان ينتفض اصحاب النفوذ، خاصة من ليس لهم دور في تاريخ الكويت ويعرقلون تنفيذ القرار بعد حلم تحقق لهم قبل سنوات ثم تلاشى بقرار التعديل، والناس بانتظار التنفيذ وهو الاهم من صدور هذا القرار الشجاع.. طال عمرك.
يوسف الشهاب