اخبار الكويت
موقع كل يوم -جريدة القبس الإلكتروني
نشر بتاريخ: ٢٤ تشرين الثاني ٢٠٢٤
عرفت منظمة الصحة العالمية مرض هشاشة العظام على أنه مرض يسبب نقصا في كتلة العظام والنسيج العظمي، مما يؤدي إلى زيادة تعرضها للكسور ومضاعفاتها. ويعتبر هذا المرض من أكثر أمراض العظام شيوعاً بين من تعدوا الخمسين عاماً، ولكن من الصعب معرفة عدد المصابين به لأنه عادة لا يسبب أعراضاً وغالباً لا يتم اكتشاف الإصابة إلا بعد حدوث كسر.
وحول نسبة الإصابة محلياً، كشفت الدكتورة نادية سليمان العلي، استشارية أمراض الغدد الصماء في مستشفى الأميري ورئيسة الرابطة الكويتية لهشاشة العظام ورئيسة الجمعية العربية لهشاشة العظام، أن نسبة الإصابة تقدر بحوالي %35 بين النساء %20 للرجال لمن هم فوق الخمسين عاماً. وتعد من النسب المتوسطة الارتفاع عالمياً.
ويطلق على مرض هشاشة العظام المرض الصامت أو اللص الصامت لأنه يضعف العظام دون أن يسبب أي أعراض إلى أن يصاب المريض بالكسور. علماً أن نسبة كبيرة من كسور العمود الفقري قد تحدث ويظن المريض أنها مجرد آلام عضلية ولا يتم تشخيصها في حينها.
كما أن عدد الحالات التي تتعرض للكسر نتيجة هشاشة العظام بعد سن الخمسين يعادل ضعف عدد حالات سرطان الثدي وأمراض القلب والجلطة الدماغية مجتمعة. والجدير بالذكر، أن كسور الورك تعتبر مؤشراً على الإصابة أيضاً.
◄ كيف يتم تشخيص المرض؟
أفضل اختبار لقياس كثافة العظام وتشخيص هشاشة العظام يتم باستخدام جهاز قياس كثافة العظام (جهاز دكسا) الذي يستخدم جرعة بسيطة من الأشعة السينية لقياس كثافة العظام فى عدة أماكن من الجسم. وهو فحص آمن وغير مؤلم ولا يحتاج أي تحضير مسبق أو الحقن.
عوامل تزيد خطر الإصابة:
1 - عوامل تتعلق بالمريض:
• الجنس (أنثى).
• تقدم العمر.
• الإصابة بكسر سابق.
• وجود تاريخ لكسر بالورك بين أحد الوالدين.
• انقطاع الطمث المبكر (قبل سن ٤٥ سنة).
• النحافة أو البنية الرقيقة.
2 - عوامل في نمط الحياة:
• قلة تناول مصادر الكالسيوم (أقل من ٦٠٠ مليغرام يومياً).
• عدم ممارسة الرياضة.
• التدخين.
• تناول المشروبات الغازية.
• تناول القهوة بكميات كبيرة.
• نقص فيتامين D.
• السقوط المتكرر.
3 - عوامل مرضية:
• نقص الهرمونات الجنسية.
• مرض السكر.
• أمراض الجهاز الهضمي وسوء الامتصاص.
• الفشل الكلوي المزمن وأمراض الكبد المزمنة.
• أمراض الجهاز التنفسي المزمنة.
• زيادة نشاط الغدة الدرقية ومرض الروماتيزم.
• الأمراض النفسية التي تؤدي إلى اضطراب الشهية.
• أمراض الدم الخبيثة ومرض الاكتئاب.
• الخضوع لعمليات التكميم وتحويل المسار.
• تناول بعض الأدوية التي تحتوي على مركبات الكورتيزون.
• تناول أدوية حموضة المعدة.
◄ علاقة مرض السكري والهرمونات بهشاشة العظام؟
بينت د.نادية أن مرض السكري بنوعيه الأول والثاني، يرتبط ارتباطاً وثيقاً بهشاشة العظام ويؤدي إلى ارتفاع كبير في مخاطر الكسور. وبالإضافة إلى ذلك، فبعض اضطرابات الغدد الصماء التي تؤدي إلى زيادة الهرمونات مثل هرمون الثيروكسين من الغدة الدرقية أو هرمون الغدة الجار درقية أو هرمون الكورتيزول من الغدة الكظرية لها تأثير سلبي على صحة العظام. كما قد يكون سبب هشاشة العظام هو نقص في بعض الهرمونات مثل هرمون النمو من الغدة النخامية، ونقص الهرمونات التناسلية (الاستروجين للنساء والتستوستيرون للرجال).
◄ لماذا يصاب الشباب؟
قد يصاب الشباب بهشاشة العظام لأسباب لا يمكن التحكم بها مثل الإصابة بأمراض أو الحاجة لعلاج قد يؤثر في صحة العظام. ولكن هناك مسببات يمكن التحكم بها وتفاديها مثل:
• النحافة الشديدة
• قلة تناول مصادر الكالسيوم (أقل من 600 مليغرام يومياً)
• عدم ممارسة الرياضة
• التدخين
• تناول المشروبات الغازية
• تناول القهوة بكميات كبيرة
• نقص فيتامين D
إرشادات للوقاية:
1 - اتباع نظام غذائي صحي يتضمن تناول وجبات غنية بالكالسيوم والبروتين وفيتامين D، وغيرها من العناصر المهمة.
2 - اتباع نظام حياة صحي للحصول على عظام سليمة بغض النظر عن العُمر، ويشمل ذلك ممارسة الرياضة للحفاظ على وزن معتدل وعضلات قوية. بالإضافة إلى تجنب العادات غير الصحية كالتدخين والإفراط في تناول المشروبات الغازية والكافيين.
3 - بالنسبة للأشخاص المصابين أو لديهم درجة عالية من الخطورة، يجب عليهم استشارة الطبيب لبدء علاج هشاشة العظام واتباع إرشادات وقائية من الإصابة بكسورها مستقبلاً.
3 طرق للعلاج
1 - تعديلات في نمط الحياة لتفادي العوامل السلبية
• الاقلاع عن التدخين.
• تقنين استهلاك المشروبات المحتوية على الكافيين بحيث لا تتجاوز 3 أكواب يومياً.
• التوقف عن تناول المشروبات الغازية لاحتوائها على مادة الفوسفات التي تؤثر سلباً في امتصاص الكالسيوم وترسبه بالعظام.
• الاهتمام بالتغذية الجيدة الغنية بنسبة عالية من الكالسيوم.
• التعرض المعقول للشمس للحصول على قدر من فيتامين D أو تناول مكملات الفيتامين.
2 - تعديلات لمنع أو تقليل خطر حوادث السقوط
يعتبر السقوط البسيط السبب الأكثر شيوعاً لكسر العظام بين المصابين بهشاشة، ولتقليل هذا الخطر ينصح بالتالي:
• مزاولة التمارين الرياضية التي تزيد القوة والاتزان.
• الابتعاد عن النشاطات العنيفة التي قد تزيد فرص السقوط.
• الحفاظ على قوة البصر عبر الزيارة الدورية لطبيب العيون ولبس النظارة المناسبة. حتى يقل احتمال التعثر بالعوائق غير المرئية.
• إزالة العوائق التي قد تعرقل السير في المنزل مثل قطع الأثاث الصغيرة وتعرجات السجاد وأسلاك الهاتف أو الكهرباء.
• الحرص على استعمال العصا أو إطار السير لمن يعاني من مصاعب في السير أو التوازن.
• استخدام الدرابزين على جانبي الدرج.
• إبقاء الممر المؤدي للحمام مضاء ليلاً.
• وضع فرشة مانعة للانزلاق على أرضية الحمامات.
• استعمال مقابض متينة حول منطقة الاستحمام والبانيو.
• توخي الحذر عند استخدام المهدئات أو غيرها من الأدوية التي تسبب النعاس لأنها قد تعيق التحكم العضلي خاصة عند الاستيقاظ أثناء الليل للذهاب إلى دورة المياه.
• ينصح المصابون بهشاشة العظام باستخدام واقيات الورك Hip protectors لامتصاص الصدمة عند السقوط.
3 - العلاج بالعقاقير
العلاج بالكالسيوم وفيتامين D
• ينصح بتناول 1200 ملغم من الكالسيوم يومياً عن طريق الغذاء. وتعد مشتقات الحليب كأهم مصدر للكالسيوم، حيث يستطيع الجسم استخلاص الكالسيوم منها بسهولة في ظل توافر معدل طبيعي من فيتامين D. ولا ينصح بتناول مكملات الكالسيوم (الحبوب) لأن الدراسات أثبتت أن لها تأثيرا سلبيا على شرايين القلب وتزيد من الإصابة بحصى الكلى.
• يجب علاج أي نقص في معدل فيتامين D قبل البدء بتناول علاجات هشاشة العظام، ويجب الالتزام بالحصول على جرعة 800 - 1000 وحدة يومياً للحرص على اتزان معدل فيتامين D في الجسم طوال العمر.
• هناك خيارات دوائية عدة للوقاية وعلاج مرض هشاشة العظام وللمساعدة على إعادة بناء أو تعويض العظم المفقود. وتتنوع هذه العلاجات ما بين أدوية يتم تناولها بالفم أو حقن تحت الجلد أو بالوريد. كما تتفاوت الحاجة إلى استخدامها بين يومي أو شهري أو سنوي. ويستطيع المصاب مناقشة هذه الخيارات مع المعالج للوصول إلى أنسب خيار لحالته.