اخبار الكويت
موقع كل يوم -جريدة القبس الإلكتروني
نشر بتاريخ: ١٦ تموز ٢٠٢٥
سمعت كثيراً، وأخبرني أكثر من صديق، وما زلت اسمع، وربما حتى آخر ورقة من أوراق فصل الصيف، عن أسباب التأخير لموعد السفر الصيفي لدى العديد من الأصدقاء، الذين اعتادوا على «النحشة» من تنور الممتع إلى حرارة أخرى تستقبلهم في ديار أوروبا، حيث لا مكيفات مثل ديرة الخير، اللهم إلا «مهاف» تطفئ عليهم بعض الحرارة او «دش» بالشارع يخفّف بعضاً من الحرارة الأوروبية.
هذا التأخير أو التأجيل، للذين يعتزمون السفر، يربطونه «بفيزا» أو تأشيرة الخادمة، باعتبار أنها العنصر الاول والأخير في سفرهم، عز ما بعده عز، فلا سفر من دونها، وان لم تتحقق «الفيزا» فلا سفر، وعليك البقاء بأرضك ما دامت الخادمة «المصون» ليست معك، خاصة أن سفر المعازيب يكون عادة إلى أوروبا أو أمريكا وغير ذلك من دول أوروبا، التي من الصعوبة وجود خادمة تعرف «المجبوس والمطبق» وبقية أصناف المطبخ الكويتي، الذي لا مناص منه في خارج الوطن، لأنه الماركة المسجلة للمسافر الكويتي في كل ديار السياحة التي يرتادها.
هذا الحرص من حرص المعازيب على اصطحاب «شمعة البيت» ما غيرها بالسفر معهم يعطي هذه الدانة شعوراً بدورها وأهميتها لديهم، ليس بالبيت فقط، بل وحتى بالسفر الصيفي، فهي تعويذته، وهي بالمقدمة، ولا مانع من الانتظار أياماً عدة من اجل التأشيرة ما غيرها، وربما حتى إلغاء السفر.
ورغم ما يقدمه «المعازيب» من أهمية وتقدير للمصونة في توفير جميع احتياجاتها خلال الاستعداد للسفر، فإن البعض منهن، وللأسف، ما ان «يحطون» الرحال في بلاد الاصطياف حتى يبدأن بالتمرّد، إما بالهروب إلى سفارة بلادها، واستخراج جواز تدّعي أن القديم مفقود، أو بمعرفة صديق لها، أو البحث عن معازيب جدد من اهل تلك الدولة، هذا جزاء الإحسان، وقد أخبرني اكثر من صديق في السنوات الماضية انهم اصطحبوا الخادمة معهم للاصطياف خلال الصيف، وعادوا من دونها، بعد ان هربت منهم، ورغم إبلاغ الشرطة عنها، فإنهم لم يعثروا عليها، ربما لزواجها من بني جنسها تعرّفت عليه، او اللجوء إلى سفارتها بحثاً عن إقامة في تلك البلاد الجميلة والغالية ايضاً، اكثر من هذا ان بعضهن سرقن المعازيب وهربن من دون معرفة مصيرهن، رغم كل الممارسات التي تصل إلى السحر والشعوذة والهروب من الخدم، فإن اللوم والاتهام لا يكون إلا للمعازيب رغم إنسانيتهم نحوهن.
نغزة
الحصول على «الفيزا» قبل السفر معاناة وانتظار طويل، وبعد العودة من السفر من غير الخادمة الهاربة في بلاد الاصطياف، تبقى مشكلة «إلغاء» إقامتها بالكويت، لعدم وجود الجواز او التنازل لبيت آخر، والنتيجة انتظار ثلاثة اشهر وأكثر، حتى إلغاء الاقامة. المثل يقول: «رحنا نبي الفائدة رجعنا والخسارة زائدة».. طال عمرك.
يوسف الشهاب