اخبار الكويت
موقع كل يوم -جريدة القبس الإلكتروني
نشر بتاريخ: ١ أيلول ٢٠٢٥
وليد منصور -
من المتوقع أن يبلغ حجم سوق الاستشارات في الكويت نحو 416 مليون دولار في عام 2025، مما يضعها في المرتبة الرابعة خليجياً بعد السعودية والإمارات وقطر. ورغم أن السوق الكويتي أصغر نسبياً من نظيراته في المنطقة، فإن وتيرة النمو فيه تعكس توجهاً متزايداً نحو الاستفادة من الخبرات الاستشارية في مجالات الإصلاح الاقتصادي، التحول الرقمي، وتنويع مصادر الدخل.
ووفقاً لأحدث تحليل للسوق، صادر عن شركة Source Global Research، من المتوقع أن يتوسع سوق الاستشارات في منطقة الخليج بنسبة %12 هذا العام، ليصل حجمه إلى أكثر من 8.3 مليارات دولار، مدفوعاً بالنمو القوي في السعودية.
وأشار التقرير إلى أن منطقة الخليج أصبحت الآن من بين أسرع أسواق الاستشارات نمواً على مستوى العالم، حيث إن توقعات النمو البالغة %12 لعام 2025 تكاد تضاعف وتيرة نمو السوق الأمريكي، الذي يعد الأكبر عالمياً. ورغم أن هذه النسبة أقل قليلاً من معدل النمو المسجل في عام 2024، والبالغ %13.3، فإنها تظل أعلى من التوقعات الأولية البالغة %11 لعام 2025.
سوق الاستشارات في السعودية - الأكبر في المنطقة - سجل أداءً فاق متوسط النمو الإقليمي خلال العام الماضي، إذ توسع بنسبة %14.1 ليحقق إيرادات بلغت 4.3 مليارات دولار. ومن المتوقع أن يتباطأ النمو قليلاً هذا العام ليصل إلى %13.
أما الإمارات، ثاني أكبر سوق استشاري في المنطقة، فمن المتوقع أن ينمو بنسبة %14، ليصل حجمه إلى 1.8 مليار دولار، في حين يُتوقع أن يرتفع حجم السوق القطري بنسبة %10 ليبلغ 811 مليون دولار.
الخدمات الرقمية
وشهدت جميع القطاعات في الخليج نمواً مزدوج الرقم خلال العام الماضي، مع أداء قوي بشكل خاص لقطاع الطاقة والموارد الذي سجل نمواً بنسبة %21. وعلّقت Source Global Research قائلة: «لقد جاء ذلك مدفوعاً في المقام الأول بأجندة الاستدامة، التي تشجع على تقليل الاعتماد على النفط، ودفع الشركات نحو تنويع أنشطتها».
كما ارتفعت إيرادات الاستشارات في قطاع الخدمات المالية بنسبة %11.5 لتصل إلى ملياري دولار، بينما زادت إيرادات القطاع العام بنسبة %11.4 لتبلغ 1.8 مليار دولار.
وأشار التقرير إلى أن ما يقرب من نصف الشركات في المنطقة أفادت بأنها زادت استثماراتها في التكنولوجيا الرقمية بشكل كبير خلال العام الماضي. ورغم إعادة تشكيل بعض المشاريع واسعة النطاق، فإن وتيرة الاستثمار في المجال الرقمي لا تُظهر أي بوادر للتباطؤ. بل إن %59 من الشركات أشارت إلى أن إنفاقها على التكنولوجيا الرقمية سيرتفع بشكل ملحوظ خلال الأشهر الـ18 المقبلة.
ويبرز الذكاء الاصطناعي كمحرك رئيسي متنامٍ للطلب على الاستشارات، حيث يتوقع ثلثا العملاء الذين شملهم استطلاع Source Global Research، أن يتم تخصيص أكثر من %30 من ميزانياتهم الاستشارية في عام 2025 لاعتماد تقنيات الذكاء الاصطناعي وتنفيذها.
رقابة مشددة للإنفاق
وقال داين ألبرتيلي، كبير محللي الأبحاث في Source Global Research: «رغم أن سوق الاستشارات في الخليج لم يصل بعد إلى ذروته، فإنه بدأ يتخلى عن وتيرة النمو الجامح التي ميزت سنواته السابقة. ومن المتوقع أن يستمر النمو في عام 2025، ولكن في بعض القطاعات - مثل القطاع العام - ستتراجع معدلات النمو إلى أرقام أحادية»، أي أقل من %10.
ومن بين الاتجاهات الملحوظة الأخرى، تزايد النزعة نحو ضبط التكاليف من جانب العملاء خلال عملية المناقصات. وأضاف ألبرتيلي: «لم يعد العملاء يسعون ببساطة وراء أكبر المشاريع وأكثرها طموحاً، بل صاروا يلتزمون بإنفاق واسع النطاق فقط، عندما تكون هناك توقعات واضحة بجدوى العائد».
انضباط مالي في الإنفاق الاستشاري
أفاد التقرير بأنه مع نضوج السوق، أصبحت الشركات في الخليج أكثر انضباطاً مالياً في إنفاقها الاستشاري، حيث تضع ميزانيات وتلتزم بها بدقة لضمان أقصى قيمة مقابل المال.
وبالنسبة لشركات الاستشارات في الشرق الأوسط، فإن هذا التحول يمثل انتقالاً واضحاً من مرحلة كان الحصول فيها على المشاريع يكاد يكون أمراً مضموناً. وأردف ألبرتيلي: «اليوم، يتعين على الشركات أن تُظهر بوضوح القيمة التي تقدمها للمؤسسات الحكومية والخاصة، مع تركيز العملاء بشكل أكبر على العائد الملموس من الاستثمار في الخدمات الاستشارية».