اخبار الكويت
موقع كل يوم -جريدة القبس الإلكتروني
نشر بتاريخ: ٢٢ تموز ٢٠٢٥
نور نور الدين -
لطالما احتل البيض مكانة أساسية في النظام الغذائي البشري، لكنه ظل محط نقاشات متباينة في الأوساط الصحية.
الآن، دراسة جديدة نُشرت في مجلة التغذية تقدم دليلاً علمياً مثيراً قد يعيد تشكيل نظرتنا إلى هذا الغذاء المتواضع.
تشير الدراسة إلى أن تناول بيضة واحدة فقط في الأسبوع قد يقلل من مخاطر الإصابة بمرض ألزهايمر بنسبة تصل إلى 47 في المئة.
◄ نتائج لافتة
في الدراسة، قام باحثون بتحليل بيانات أكثر من 1000 شخص مسن (بمتوسط عمر 81 عاماً)، ممن يعيشون في مؤسسات رعاية في ولاية إلينوي، وتابعوهم لنحو 6.7 سنوات. خلال هذه الفترة، تطوّر مرض ألزهايمر لحوالي ربعهم. ولكن بين أولئك الذين تناولوا بيضة واحدة على الأقل أسبوعياً، كان خطر الإصابة أقل بنسبة 47 في المئة مقارنة بمن تناولوا البيض أقل من مرة في الشهر.
ولم تتوقف الدراسة عند المتابعة السريرية، بل امتدت لتحليل أدمغة 578 شخصاً بعد وفاتهم. وتبيّن أن الذين تناولوا البيض بانتظام أظهروا تراكماً أقل للبروتينات السامة المرتبطة بألزهايمر.
◄ هل السر في «الكولين» و«أوميغا 3»؟
يركز الباحثون على مادتين غذائيتين رئيسيتين موجودتين بكثرة في البيض، وهما: «الكولين» وأحماض «أوميغا 3» الدهنية.
الكولين، الذي يُعتبر البيض «مصدره الغذائي الأول»، يلعب دوراً حيوياً في تكوين الناقل العصبي «أستيل كولين»، الضروري للذاكرة والتعلم. كما يُعتقد أن له خصائص وقائية عصبية، تؤثر إيجابياً في التعبير الجيني المتعلق بوظائف الدماغ. وعلى الرغم من أن الجسم ينتجه جزئياً، إلاّ أنه لا يكفي، ما يجعل الحصول عليه من الطعام أمراً أساسياً.
أما أحماض «أوميغا 3» الدهنية، المعروفة بأثرها الإيجابي في صحة الدماغ، فهي تساهم في الحفاظ على البنية العصبية وتقليل الالتهاب العصبي المرتبط بالتدهور الإدراكي. المدهش هو أن معظم البالغين لا يستهلكون كميات كافية منها.
ويفترض الباحثون أن التآزر بين «الكولين» و«أوميغا 3» هو ما يفسر الأثر الوقائي للبيض، حيث يتكامل دور كل منهما لتعزيز صحة الدماغ مع التقدم في العمر.
◄ البيض بين الاتهام والتبرئة
عبر العقود، تغيرت سمعة البيض مراراً، فبعد أن وُصِم بسبب محتواه من الكوليسترول، عاد ليكتسب بعض الاحترام بعد أن أثبتت الأبحاث أن الكوليسترول الغذائي لا يرفع بالضرورة مستويات الكوليسترول في الدم كما كان يُعتقد.
ورغم بعض المخاوف بشأن الدهون المشبعة، لا يزال الكثير من خبراء التغذية اليوم يعتبرون البيض غذاءً متوازناً ومغذّياً عند تناوله باعتدال، خاصة إذا قورن بالوجبات الخفيفة المصنعة منخفضة الدهون التي كثيراً ما تحل محله.
◄ خلاصة
في ظل غياب علاج نهائي لألزهايمر، تصبح الوقاية ضرورة ملحّة. وتأتي هذه الدراسة لتقترح أن إضافة بيضة واحدة أسبوعياً إلى النظام الغذائي، ربما تكون خطوة بسيطة ولكن فعالة في تقليل هذا الخطر. وكما هو الحال دائماً، يبقى الاعتدال والتنوع في النظام الغذائي هما الأساس.