الأطعمة الشديدة المعالجة.. قد تفاقم مرض الـ MS

نور نور الدين -

في الدورة الـ41 لمؤتمر الاتحاد الأوروبي لعلاج وبحث التصلب المتعدد (ECTRIMS 2025)، الذي عقد في برشلونة اخيراً، ألقى فريق بحثي بقيادة الدكتورة غلوريا دالا كوستا الضوء على دراسة رائدة تكشف عن تأثير النظام الغذائي في تفاقم أعراض مرض التصلب المتعدد (MS).

تشير الدراسة إلى أن الأطعمة الشديدة المعالجة، مثل المنتجات الغنية بالسكر والدهون والمواد الصناعية المضافة، لا تُعدّ مجرد خيارات غذائية غير صحية، بل قد تلعب دوراً مباشراً في زيادة نشاط المرض وتفاقم أعراضه في مراحله المبكرة.

وتابع البحث 51 مريضاً يعانون من متلازمة معزولة سريرياً (CIS)، وهي المرحلة الأولية التي قد تُشير إلى التصلب المتعدد، على مدى خمس سنوات. أظهرت النتائج أن المرضى الذين تناولوا كميات أكبر من الدهون المشبعة والأطعمة الفائقة المعالجة واجهوا زيادة بنسبة %30 في الانتكاسات مقارنة بغيرهم.

كما كشفت صور الرنين المغناطيسي عن ارتفاع ملحوظ في النشاط الالتهابي لديهم من خلال ظهور عدد أكبر من الآفات النشطة في الدماغ، وتضرر أكبر في الأنسجة العصبية، إلى جانب تسارع في العلامات المرتبطة بتطور المرض.

وبحسب دالا كوستا فان «الأطعمة الشديدة المعالجة تعمل كمُسرّع للالتهاب المزمن، وليست بالضرورة المحفّز الأولي للمرض».

◄ كيف تؤثر هذه الأطعمة في الدماغ؟

اقترح الباحثون في دراستهم عدة تفسيرات لتأثير الأطعمة الشديدة المعالجة في الدماغ:

• إضعاف الحاجز المعوي: مما يسمح بمرور السموم إلى الدم.

• الدهون المعدلة: قد تُضعف المايلين، وهو الغلاف الواقي للخلايا العصبية.

• الإجهاد الأيضي: تقلل هذه الأطعمة من قدرة الدماغ على إصلاح نفسه أثناء الالتهابات، مما يعيق التعافي.

◄ نحو إستراتيجيات غذائية وقائية

ترى دالا كوستا أن تقليل استهلاك الأطعمة الفائقة التجهيز قد يكون جزءاً من توصيات وقائية قياسية، تماماً مثل الإقلاع عن التدخين.

وتوضح: «الأمر لا يُمثل علاجاً بديلاً، ولكنه استراتيجية تكميلية منخفضة المخاطر وذات فاعلية محتملة كبيرة».

يذكر أن التصلب المتعدد (MS) هو مرض عصبي مزمن، يصيب ما يقرب من ثلاثة ملايين شخص في العالم، ناتج عن اضطراب مناعي ذاتي يهاجم فيه جهاز المناعة غلاف الميالين الواقي للأعصاب في الدماغ والحبل الشوكي، مما يعيق نقل الإشارات العصبية ويؤدي إلى أعراض متنوعة مثل مشاكل الرؤية والحركة والإحساس.