اخبار الكويت
موقع كل يوم -الخليج أونلاين
نشر بتاريخ: ٢٦ تشرين الأول ٢٠٢٥
طه العاني - الخليج أونلاين
ما الذي يجعل اكتشاف حقل جزة البحري حدثاً استثنائياً في تاريخ الكويت؟
سجّل أعلى معدل إنتاج لبئر عمودية في البلاد.
كيف تسهم الاكتشافات البحرية في استراتيجية الكويت 2040؟
يرفع الإنتاج إلى 4 ملايين برميل يومياً.
تسجل الكويت خطوة استراتيجية جديدة في مسار تطوير مواردها الطبيعية، بعدما أعلنت شركة نفط الكويت عن اكتشاف غازي ضخم في مياهها البحرية هو الأكبر في تاريخ البلاد.
وأعلنت شركة نفط الكويت، التابعة لمؤسسة البترول الكويتية (13 أكتوبر الجاري)، عن تحقيق إنجاز استكشافي كبير تمثل في اكتشاف حقل جزة البحري للغاز الطبيعي، الذي سجّل أعلى معدل إنتاج لبئر عمودية من طبقة المناقيش في تاريخ الكويت.
كما يمثل اكتشاف حقل جزة البحري محطة فارقة في سجل الاستكشافات الكويتية، ليس فقط لحجمه الاستثنائي، بل لطبيعته التقنية والبيئية التي تجعله أحد أهم الاكتشافات في المنطقة خلال العقد الأخير.
جهود استكشافية
ويقف وراء هذا الإنجاز الكبير مسار طويل من العمل الميداني المكثف والدراسات الجيولوجية الدقيقة التي مهّدت للوصول إلى هذا الاكتشاف البحري التاريخي.
وبدأت 'نفط الكويت' عملياتها الاستكشافية في قطاع جزة في يوليو 2024، أي قبل 15 شهراً من الإعلان الرسمي عن النتائج، عبر حفر البئر الجديدة (جزة-1) بعد النجاح الذي حققته منصة أورينتال فينيكس في اكتشاف النوخذة البحري في العام ذاته.
ويقع 'جزة' في المياه الاقتصادية الكويتية ويُعد من أكثر القطاعات الواعدة بموارده الهيدروكربونية، استناداً إلى البيانات الجيولوجية والجيوفيزيائية المحدثة، ونتائج بئر النوخذة البحري التي دعمت توجه الشركة نحو تعزيز أنشطة التنقيب في المياه العميقة.
وأظهرت النتائج الأولية للبئر (جزة-1) إنتاجاً قياسياً تجاوز 29 مليون قدم مكعبة يومياً من الغاز، إلى جانب أكثر من 5000 برميل يومياً من المكثفات، في مكمن يتميز بانخفاض نسبة غاز ثاني أكسيد الكربون وخلوه من غاز كبريتيد الهيدروجين والمياه المصاحبة، ما يجعله اكتشافاً نادراً من الناحية البيئية والتقنية على حد سواء.
كما تُقدّر المساحة الأولية للحقل بنحو 40 كم، مع مؤشرات على وجود نحو تريليون قدم مكعبة من الغاز وأكثر من 120 مليون برميل من المكثفات، أي ما يعادل تقريباً 350 مليون برميل نفط مكافئ.
وأكدت الشركة أن هذه الأرقام أولية وقابلة للزيادة مع توسع أعمال الحفر في مكامن أخرى داخل الحقل.
وقال وزير النفط ورئيس مجلس إدارة مؤسسة البترول الكويتية، طارق الرومي: إن 'الاكتشاف يمثل خطوة استراتيجية في رؤية 2040 الهادفة إلى تعزيز أمن الطاقة الوطني وزيادة الإنتاج'.
وأشار الرومي، في تصريحات نشرتها وكالة الأنباء الكويتية، إلى أن 'العمل جارٍ لتسريع تطوير الحقول البحرية الجديدة وإدخالها ضمن منظومة الإنتاج بما يسهم في دفع النمو الاقتصادي وتوفير فرص عمل وطنية'.
من جانبه أكّد الرئيس التنفيذي للمؤسسة، نواف الصباح، أن الاكتشاف 'يعكس كفاءة الكوادر الوطنية وقدرتها على تحقيق نتائج متميزة في مجالات استكشافية غير مسبوقة، ويؤكد جودة البرميل الكويتي من حيث انخفاض الانبعاثات'.
كما أكد رئيس شركة نفط الكويت، أحمد العيدان، أن هذه النجاحات تجسد 'قيم الابتكار والعمل الجماعي' التي تعتمدها الشركة ضمن استراتيجيتها المستقبلية.
داعم اقتصادي
ويشهد قطاع الطاقة في الكويت تحولاً نوعياً مع توسع عمليات التنقيب البحري التي أفرزت خلال عامين فقط 3 اكتشافات رئيسة، ما يعكس توجّه الدولة نحو تعزيز احتياطياتها من الغاز والنفط بعيداً عن الحقول البرية التقليدية في إطار تنويع مصادر الدخل.
كما تستهدف الكويت من الاستكشافات المستمرة الوصول إلى إنتاج 4 ملايين برميل نفط بحلول 2035 مع الاستدامة على ذلك حتى عام 2040.
ومنذ عام 2022، ضخت الكويت استثمارات كبيرة لتطوير منصات الحفر البحرية وتنفيذ مسوح ثلاثية الأبعاد مكّنتها من بناء قاعدة بيانات دقيقة وتحقيق أعلى معدل اكتشافات بحرية في تاريخها.
ونتج عن المرحلة الأولى من الكشف الإعلان عن اكتشاف حقل النوخذة البحري شرقي جزيرة فيلكا الكويتية عام 2024، باحتياطي نفطي يقدر بنحو 3.2 مليارات برميل نفط مكافئ.
ومع بدء المرحلة الثانية من البرنامج الاستكشافي التي تشمل 18 بئراً جديدة هذا العام، تتجه الكويت نحو مرحلة إنتاج تجاري واسع تعزز من خلالها موقعها لاعباً رئيساً في سوق الطاقة العالمية.
ويرى الخبير الاقتصادي، الدكتور صلاح عريبي العبيدي، أن إعادة اكتشاف جزء من الحقل البحري يمثل محطة مهمة في المسيرة النفطية لدولة الكويت.
ويوضح لـ'الخليج أونلاين' أن هذا الاكتشاف يبرز قدرات الكويت في مجال الاستكشاف والتنقيب البحري، ويأتي ضمن سلسلة من الاكتشافات المتتالية، مضيفاً:
- هذا الاكتشاف يمثل خطوة استراتيجية في مسألة تنويع مصادر الطاقة وتعزيز الأمن الاقتصادي للبلاد.
- يدعم أيضاً 'رؤية الكويت 2040' التي تعتمد بالدرجة الأساس على بناء اقتصاد قوي وتنوع مستدام للموارد بالاعتماد على الخبرات الوطنية.
- التقدم في هذا المجال يفتح آفاقاً جديدة أمام الكويت لدخول مرحلة متقدمة من إنتاج النفط والغاز من الحقول البحرية.
- هذا يعزز من مكانة الكويت كمركز إقليمي في سوق الطاقة العالمي، بفضل قدرتها على استخدام تقنيات المسح ثلاثي الأبعاد والحفر العميق والكفاءات الوطنية.
- هذا الحقل البحري يتميز بنسبة منخفضة من ثاني أكسيد الكربون، وخلوه من غاز الهيدروجين والمياه المصاحبة، مما يجعله من الاكتشافات المميزة.
- هذا الإنجاز سيسهم في جذب استثمارات جديدة لقطاع النفط الكويتي، ويعزز موقع الكويت إقليمياً وعالمياً.
- مثل هذه الإنجازات تقابلها تحديات وتعقيدات، خاصة في مسألة الحفر والإنتاج في البحار العميقة التي تتطلب تكاليف تشغيلية عالية.
- يجب تبني آليات للحفاظ على البيئة البحرية من التلوث واستخدام تقنيات صديقة للبيئة، خصوصاً في ظل تحديات التغير المناخي.
- هذا الاكتشاف سيمثل طفرة نوعية للكويت، وسيعزز من تطوير قدراتها التقنية وبناء خبرات أكثر رصانة لمؤسسة البترول الكويتية.
- يتمثل الأثر الاقتصادي للاكتشاف في رفع مستوى الإنتاج وتخفيف الضغط على الحقول القديمة والبرية، وزيادة الإيرادات المالية للدولة.
- الاكتشاف سيعزز مستقبل الطاقة الكويتي عبر التنويع والابتكار والاستدامة في ظل بحث العالم كله عن مصادر مستقرة للطاقة.


































