اخبار الكويت
موقع كل يوم -جريدة الجريدة الكويتية
نشر بتاريخ: ١٧ كانون الأول ٢٠٢٥
فتحت أكاديمية فنون وعلوم الصور المتحركة الأميركية نافذة جديدة على خريطة السينما العالمية، مع إعلان قائمتها القصيرة للأفلام المرشحة للمنافسة في فئة أفضل فيلم دولي ضمن جوائز «الأوسكار»، وهي القائمة التي تضم 15 عملاً سينمائياً، تمثل اتجاهات وأساليب وتجارب إنسانية متباينة، على أن تُحسم الترشيحات النهائية قبل الحفل المقرر إقامته في فبراير المقبل.
ووسط هذا الزخم العالمي، فرضت السينما العربية حضورها بقوة، بعدما نجحت أربعة أفلام عربية في العبور إلى القائمة المختصرة، للمرة الأولى، حاملة معها سرديات سياسية وتاريخية وإنسانية شديدة الخصوصية. ويتقدم هذه الأعمال الفيلم التونسي «صوت هند رجب» للمخرجة كوثر بن هنية، والذي يواصل رحلته الدولية اللافتة بعد تتويجه بجائزة الأسد الفضي في الدورة الماضية من مهرجان فينيسيا، ليؤكد مكانته كأحد أكثر الأفلام العربية إثارة للنقاش هذا العام.
ويستعيد الفيلم واحدة من أكثر الوقائع إيلاماً في الحرب على غزة، عبر قصة الطفلة هند، ذات السنوات الست، التي قُتلت مع أفراد من عائلتها بعد محاصرتهم داخل سيارة ومنع الإسعاف من الوصول إليهم. الفيلم لا يكتفي بإعادة سرد المأساة، بل يبني توتره الدرامي على محاولات يائسة للتواصل مع الطفلة عبر الهاتف من قِبل مسعفي الهلال الأحمر الفلسطيني، في سباق مأساوي مع الوقت ينتهي بفشل إنقاذها.
في السياق ذاته، يقدم الفيلم الأردني «اللي باقي منك» قراءة ممتدة للتجربة الفلسطينية، من خلال تتبع حكاية عائلة واحدة عبر ثلاثة أجيال، بدءاً من نكبة 1948 وصولاً إلى الزمن الراهن. الفيلم يشتبك مع الذاكرة الجماعية والاقتلاع القسري، ويحوّل التاريخ إلى سرد شخصي، حيث تتداخل الخسارات الفردية مع المسار العام للقضية الفلسطينية.
وتكتمل الصورة بالفيلم الفلسطيني «فلسطين 36» للمخرجة آن ماري جاسر، الذي يعود إلى واحدة من المحطات المفصلية في التاريخ الفلسطيني المعاصر، مسلطاً الضوء على الثورة العربية الفلسطينية الكبرى بين عامي 1936 و1939 ضد الانتداب البريطاني. العمل يعيد قراءة تلك المرحلة بوصفها لحظة تشكُّل للمقاومة المنظمة، وما رافقها من تحولات سياسية واجتماعية ما زالت آثارها ممتدة حتى اليوم.
أما الفيلم العراقي «كعكة الرئيس» فيقدم بدوره رؤية مختلفة لسنوات الحصار القاسية في تسعينيات العراق، من خلال عين طفلة في التاسعة من عمرها تُدعى لميعة، تعيش في الأهوار جنوب البلاد. مهمة مدرسية عادية — إحضار كعكة للاحتفال بعيد ميلاد الرئيس — تتحول إلى اختبار قاسٍ للبقاء، ورحلة محفوفة بالمخاطر تكشف عن هشاشة الحياة اليومية تحت وطأة القمع والفقر والعزلة، في سرد إنساني بعيد عن المباشرة السياسية.


































