اخبار الكويت
موقع كل يوم -جريدة القبس الإلكتروني
نشر بتاريخ: ١٣ تموز ٢٠٢٤
نور نورالدين
أثبت باحثون في المعهد الوطني الفرنسي للصحة والبحوث الطبية «إنسيرم»، وجامعة السوربون، أهمية الألياف الغذائية في التحكم بنسبة السكر في الدم، وأن نوعاً معيناً من الخلايا المناعية ضروري للتأثير المفيد للألياف على عملية التمثيل الغذائي للكربوهيدرات، وفق sante magazine.
◄ الألياف والجهاز المناعي
الألياف الغذائية ضرورية لعمل الجسم بشكل صحيح. فهي تساعد على منع ظهور بعض الأمراض مثل داء السكري من النوع الثاني وسرطان القولون. كما أنها تلعب دوراً في صحة الكائنات الحية الدقيقة المعوية (الميكروبيوتا) وتساعد على تنظيم عملية العبور. ومن مزاياها الأخرى أن الألياف الغذائية تقلل من امتصاص السموم والدهون غير الصحية وتبطئ من امتصاص الكربوهيدرات.
إن الجهاز المناعي المعوي هو وسيط أساسي في العلاقة المعقدة بين النظام الغذائي والتمثيل الغذائي، حيث من دونه لا يمكن للألياف الغذائية أن تلعب دوراً مناسباً في تنظيم مستويات السكر في الدم.
في دراسة حديثة، نجح باحثون من إنسيرم وجامعة السوربون في إثبات أن نوعاً معيناً من الخلايا المناعية ضروري للتأثير المفيد للألياف الغذائية على عملية التمثيل الغذائي للكربوهيدرات.
◄ تحسين امتصاص الغلوكوز
في هذه الدراسة، عمل الباحثون على نموذج فأر يتغذى على نظام غذائي غني بالدهون ومنخفض الألياف. لمدة أربعة أسابيع، تم إعطاء نصف هذه الحيوانات مكملات الألياف. لاحظ مؤلفو الدراسة أنه «على الرغم من أن جميع الحيوانات قد اكتسبت وزناً زائداً، إلا أن الحيوانات التي أُعطيت مكملات الألياف الغذائية أظهرت تحسناً في امتصاص الجسم للغلوكوز، مما أدى إلى تحسن في التحكم في نسبة السكر في الدم».
قام الفريق بمقارنة تركيبات الميكروبيوتا والجهاز المناعي لأمعاء الحيوانات المختلفة. «كان لدى الفئران التي لم يتم إمدادها بالألياف كائنات حية دقيقة معوية أقل وكانت ذات تنوع بكتيري أقل. بالإضافة إلى ذلك، كان هناك نقص في مجموعتين على الأقل من الخلايا المناعية في الأمعاء: الخلايا الليمفاوية Th17، التي تشارك في حماية الحاجز المعوي، والخلايا الليمفاوية التائية التنظيمية المحيطية (pTreg) التي تساهم في تحمل الميكروبات المعوية»، كما أوضح المؤلفون. وتشير هذه النتيجة إلى ضعف الجهاز المناعي المرتبط باستنزاف الميكروبات.
◄ البكتيريا المفيدة بالميكروبيوتا
ومن النتائج الأخرى التي توصلت إليها الدراسة أنه تم الحفاظ على المزيد من الأنواع البكتيرية في ميكروبيوتا الفئران التي تم تزويدها بالألياف. ويمكن تفسير ذلك من خلال مساهمة الألياف في إثراء الميكروبيوتا المعوية بأنواع بكتيرية تدعم تمايز بعض الخلايا المناعية، كما تضيف أديلايد جيلينو، المؤلفة الأولى لهذه الدراسة. ومع ذلك، فإن الآلية التي تفسر الارتباط بين هذه البكتيريا وازدياد بعض الخلايا المناعية ليست مفهومة تماماً حتى الآن، خاصةً في الاستجابة للتغيرات الغذائية.
وأخيراً، سلط الفريق الضوء على أهمية مجموعة ثالثة من الخلايا المناعية تسمى الخلايا التغصنية cDC2، «فمن دون هذه الخلايا، لا يكفي تناول الألياف للحفاظ على خلايا Th17 وتصحيح الخلل في الكربوهيدرات. ولم يكن هذا الدور المركزي للخلايا التغصنية cDC2 في التحكم في التأثيرات المناعية والاستقلابية للألياف معروفاً من قبل»، كما يؤكد الفريق.