اخبار الكويت
موقع كل يوم -جريدة القبس الإلكتروني
نشر بتاريخ: ٢١ أيار ٢٠٢٥
إبراهيم محمد ووليد منصور -
قال العضو المنتدب للهيئة العامة للاستثمار، الشيخ سعود سالم عبدالعزيز الصباح: إن «الهيئة» ملتزمة الاستثمار في الولايات المتحدة، مضيفاً أن المستثمرين الذين يخفضون المخصصات الموجهة لأصول أمريكية يفعلون ذلك على مسؤوليتهم الخاصة.
ووفق بحث أجراه «بنك أوف أمريكا» فقد شهدت الأسابيع القليلة الماضية عزوف بعض المستثمرين حول العالم عن ضخ الأموال في الأصول الأمريكية خوفاً من تأثير السياسات التجارية للرئيس دونالد ترامب في الاقتصاد الأمريكي وتداعياتها على الأمد البعيد، وأظهر أن ذلك التوجه سيستمر على الأرجح نظراً لإعلان عدد غير مسبوق من شركات إدارة الاستثمارات عزمها مواصلة خفض الاستثمار في الأصول الأمريكية.
وقال الشيخ سعود السالم في منتدى قطر الاقتصادي بالدوحة: إن الكويت تستثمر في السوق الأمريكية «منذ فترة طويلة» وإن ذلك التوجه «لن يتغير». وأضاف: «سأقولها بصراحة تامة، التهوين من شأن الولايات المتحدة سيكون على مسؤوليتكم الخاصة».
وأوضح السالم أن المستثمرين «ينظرون فقط إلى أسواق الأسهم، لكنهم لا يأخذون في الاعتبار أن الولايات المتحدة لديها أكبر سوق للدخل الثابت وأكبر سوق للاستثمار المباشر، وكذلك العقارات والبنية التحتية والائتمان». وأضاف: «أرى أن الولايات المتحدة تملك المعرفة والقدرة اللازمتين للحفاظ على استثنائيتها، ولديها كذلك سيادة القانون».
استثمارات الأسهم الخاصة
الى ذلك، حذّر العضو المنتدب للهيئة العامة للاستثمار من أن صناعة الأسهم الخاصة تمرّ بمرحلة حرجة، مشيراً إلى أن الوقت بدأ ينفد أمامها في ظل تصاعد المخاوف بشأن ممارسات التقييم التي تتبعها هذه الصناعة، وفق وكالة بلومبيرغ.
وأوضح خلال مشاركته في منتدى قطر الاقتصادي، أن القطاع يعاني منذ سنوات في إعادة الأموال إلى المستثمرين، مرجعاً ذلك في جزء كبير منه إلى غياب الصفقات وعمليات الطرح العام الأولي. لكنه أضاف أن بعض الشركات كانت تتعهد بصفقات بأسعار تقييم مبالغ فيها، ما يجعل من الصعب عليها تحقيق الخروج المناسب لاحقاً، وفق ما ذكرت «بلومبيرغ».
وأضاف الشيخ سعود: «الفرص الحقيقية في سوق الأسهم الخاصة تكمن اليوم في السوق الثانوية والظروف الخاصة. وهذا يعود إلى حاجة القطاع لإعادة رأس المال إلى الشركاء المحدودين».
وتُعد الهيئة العامة للاستثمار من أكبر صناديق الثروة السيادية في العالم، والثانية على مستوى الشرق الأوسط من حيث الحجم. وتُدير الصناديق السيادية الستة الكبرى في المنطقة أصولاً تصل إلى نحو 4 تريليونات دولار، وكان لها تاريخ طويل في دعم شركات الأسهم الخاصة.
قلق تنظيمي
وقد أعرب عدد من المستثمرين والجهات التنظيمية عن قلقهم من ممارسات التقييم داخل قطاع الأسهم الخاصة. ففي صيف العام الماضي، أطلقت هيئة السلوك المالي البريطانية (FCA) — المشرفة على أكبر مركز للأسواق الخاصة في أوروبا — مراجعة شاملة لعمليات التقييم، وسط مخاوف من غياب الاتساق في الأساليب المعتمدة.
وحث الشيخ سعود المستثمرين على التحرك بفعالية، قائلاً: «أنصح الشركاء المحدودين بأن يطلبوا من الشركاء العامين عرض تفاصيل عملية التقييم، وبأي مضاعفات سعريّة أبرموا صفقاتهم في السنوات الماضية. وإذا رفضوا الإفصاح، فمعناه أنهم يخفون شيئاً خاطئاً».