اخبار الكويت
موقع كل يوم -جريدة الأنباء
نشر بتاريخ: ٢٦ أيار ٢٠٢٥
طارق عرابي
انطلقت صباح أمس فعاليات المؤتمر الافتراضي الخليجي السادس «تكنو الابتكار وتكنو ريادة الاعمال وتكنو الذكاء الاصطناعي نحو التنويع الاقتصادي»، والذي تنظمه «ايكوسيستم للاستشارات الإدارية والاقتصادية» تحت رعاية وزير الاعلام والثقافة ووزير الدولة لشؤون الشباب عبدالرحمن المطيري.
وقد شهد اليوم الأول للمؤتمر جلسات حوارية ونقاشات معمقة بين المشاركين من خبراء وباحثين وصناع قرار، تركزت حول أحدث التطورات في تطبيقات الذكاء الاصطناعي ودورها في تشكيل اقتصادات المستقبل.
وفي بداية المؤتمر، أكدت د. هنادي مبارك المباركي مؤسس «ايكوسيستم للاستشارات الإدارية والاقتصادية» ورئيسة المؤتمر، ان المؤتمر يعد أحد مخرجات المبادرتين الخليجية والعربية، وهي المبادرة الأولى المعنية بالتنويع الاقتصادي ورفع المؤشرات التنافسية العالمية نحو الاقتصاد المستدام القائم على الرقمنة والمعرفة والتي انطلقت عام 2020.
وأضافت أنه يأتي تزامنا مع اختيار الكويت عاصمة الثقافة العربية، وكذلك في ظل الاحتفالات العالمية بأسابيع الابتكار والملكية الفكرية والذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا، ويحظى بمشاركة 100 خبير خليجي وعربي وعالمي.
وأشارت إلى أن انطلاقته من الكويت تأتي من أجل الارتقاء بتصنيفات الدول الخليجية على المستويين المحلي والعالمي ورفع المؤشرات التنافسية نحو التنويع الاقتصادي المعزز في التكنوالابتكار والذكاء الاصطناعي، مضيفة ان المؤتمر يسعى الى رسم خارطة طريق تعزز مكانة الدول الخليجية والعربية نحو الاقتصاد القائم على المعرفة والتكنولوجيا والرقمنة. وبينت المباركي ان الكويت أطلقت رؤية طموحة لعام 2035، قوامها 3 أركان أساسية تتماشى مع محاور المؤتمر، الأول هو التحول الى مركز مالي وتكنولوجي عبر تعزيز البنية التحتية الرقمية ودعم الشركات الناشئة في مجالات الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا المالية، والثاني الاستثمار في الابتكار الصحي والتعليمي كجزء من التنويع الاقتصادي، بينما يركز المحور الثالث على الاستثمار في رأس المال البشري وتطوير المهارات الرقمية. وأوضحت أن دول «التعاون» ركزت عبر رؤاها المستقبلية على 3 ركائز ترسخ دورها كقوة اقتصادية في القرن الـ21، من أبرزها التحالف التكنولوجي كإنشاء برامج خليجية للابتكار تدعم المخترعين والمبتكرين وتسرع تبني الحلول الذكية بالبنية التحتية والخدمات، والثاني اقتصاد رقمي موحد عبر سياسات مشتركة لتنظيم التكنولوجيا المالية والمدن الذكية، والثالث أخلاقيات الذكاء الاصطناعي كأولوية إقليمية لرفع الوعي حول التطوير المسؤول للتكنولوجيا.
ومضت تقول: أكد البيان الختامي للقمة الخليجية الـ45 التي عقدت بالكويت 2024 ضرورة التركيز على التنويع الاقتصادي والابتكار كركيزتين أساسيتين لتحقيق النمو المستدام، وتعزيز الابتكار التكنولوجي لدعم الشركات الناشئة بقطاعات الذكاء الاصطناعي والاقتصاد الرقمي، وتنويع الاقتصاد عبر تبني سياسات تحفز الاستثمار بالصناعات غير النفطية، كالتكنولوجيا الصحية والتعليمية، وتسريع التحول الرقمي الشامل كمدخل لتعزيز التنافسية، عبر تطوير البنية التحتية الذكية وتبني الحلول الرقمية بالقطاعين العام والخاص، ودعم البحث والتطوير كجزء من استراتيجية إقليمية لتعزيز الابتكار وصولا لأحدث التطورات التكنولوجية.
واختتمت المباركي تقول: تعتبر المبادرة الخليجية التي اطلقت في 2020 والتي انبثق منها المحفل الخليجي السنوي بمنزلة نموذج ابتكاري اقتصادي استثماري يعمل على تمكين الاستثمار بالاقتصاد الرقمي الشامل المستدام المعزز بالابتكار والذكاء الاصطناعي، داعية الجميع الى المشاركة بالمؤتمر الافتراضي العالمي السادس، المقرر عقده في الفترة من 10 إلى 12 نوفمبر 2025.
وكان المؤتمر قد استهل بكلمة لوزير الدولة لشؤون مجلس الأمة وزير الدولة لشؤون الشباب وزير الدولة لشؤون الاتصالات الاسبق داود معرفي، أكد فيها أن المؤتمر يعقد بالتزامن مع رؤية الكويت 2035 للابتكار والتقنية والذكاء الاصطناعي لبناء اقتصاد رقمي متقدم يواكب التطورات ويقدم حلولا للتحديات.
وأضاف أن المؤتمر فرصة لتبادل الخبرات والاستراتيجيات لدفع النمو الاقتصادي والاجتماعي والتكنولوجي، حيث يتبنى التحول الرقمي وأفضل ممارسات الابتكار وريادة الأعمال، وتطوير التعليم وتحديث المناهج نحو جيل ذكي ومستدام. بدورها، أكدت الأميرة هند بنت عبدالرحمن آل سعود السفيرة الدولية للمسؤولية المجتمعية في السعودية أن المؤتمر يعد أحد أهم المبادرات الخليجية والعربية في مجال الابتكار والتكنولوجيا وريادة الأعمال والذكاء الاصطناعي، كما يعكس التزام المملكة بدعم الاقتصاد الرقمي القائم على الابتكار وريادة الأعمال والتكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، كركائز أساسية للتنمية المستدامة.
اما الشيخ سالم القاسمي عضو المجلس التنفيذي ورئيس دائرة الطيران المدني لرأس الخيمة، فقد أكد أن المؤتمر يرتكز على رؤى قادة الخليج بأهمية اندماج دولنا عربيا وعالميا لمواجهة تحديات المستقبل، وأن التعمق بمفاهيم الذكاء الاصطناعي والابتكار وريادة الأعمال، التي طرحها كتحد لمستقبل دولنا الخليجية والعربية قد تحولت من مجرد كلمات إلى ثورة عالمية غيرت أسس بناء الاقتصادات الوطنية والعالمية، وأثرت في رفاهية ومستقبل الأجيال.
بدوره، قال سفير سلطنة عمان لدى الكويت د.صالح الخروصي، أن السلطنة تولي اهتماما بالغا بالابتكار والذكاء الاصطناعي، وقد قامت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار وهيئة تنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة بمبادرات متنوعة لدعم هذا التوجه، منها تفعيل نقل التكنولوجيا، دعم مراكز الابتكار بالتعليم العالي، مركز الامتياز لتقنيات الاتصالات المتقدمة، مسرعة الابتكار (إطلاق)، معهد تكامل التقنيات المتقدمة (إيجاد)، برنامج جسر، حاضنات الأعمال، مسرعة الشركات الناشئة..
أما الشيخة مريم بنت حمد آل خليفة نائبة رئيس المؤسسة البحرينية لرواد الأعمال، فقد أكدت على أن الابتكار والتنوع الاقتصادي هما حجر الزاوية لبناء المستقبل، فالابتكار مفهوم جامع يشمل المبتكر والداعم والممول والمسوق، مؤكدة أن أوطاننا بحاجة للابتكار لتحقيق التقدم، وأنه ينبغي على المؤسسات والأفراد تشجيع الابتكار ودعم المشروعات الناشئة. من ناحيته، قال د.عيسى البستكي رئيس جامعة دبي، إن الإمارات تعد نموذجا عالميا في الابتكار والتحول الرقمي والذكاء الاصطناعي، لاسيما على صعيد رقمنة الخدمات، حكومة ذكية، مشاريع ضخمة، وجاهزية رقمية عالية، حيث أطلقت استراتيجية الذكاء الاصطناعي 2031 لتعزيز الأداء الحكومي وتحسين حياة الناس.
من ناحيتها، تطرقت مدير عام الصندوق الوطني لتنمية المشروعات الصغيرة والمتوسطة هبة الرفاعي، إلى دور الصندوق كحد ركائز رؤية كويت 2035، في تعزيز ريادة الأعمال وتوفير الدعم المالي والفني للمشاريع، ما يقلل الاعتماد على النفط ويرفع تصنيف الكويت التنافسي، مؤكدة دور الصندوق في توفير بيئة محفزة للمبدعين لتحويل الأفكار إلى مشاريع ناجحة، تخلق فرص عمل وتنويع الدخل.
بدوره، قال الرئيس التنفيذي لمجموعة الشركة الوطنية لمشاريع التكنولوجيا انس ميرزا، ان المؤتمر يعد حدثا بارزا يسهم في ترسيخ الممارسات الهادفة لتطوير الإنسان بمهاراته وخبراته من خلال تعزيز مناخ الابتكار والموهبة وريادة الأعمال وتمكين منهجية علمية يمكنها الارتقاء بأدائه وقدراته على العمل ضمن منظومة متكاملة.
بدوره، قال د.جمال السعيدي رئيس مجلس إدارة مجموعة القادة القابضة بالامارات إن التكنولوجيا تلعب دورا محوريا في ريادة الأعمال بالإمارات، حيث تشكل المشاريع الناشئة محركا للاقتصاد ومصدرا للوظائف والحلول المستدامة، متوقعا أن يسهم الذكاء الاصطناعي بمبلغ 15.7 تريليون دولار في الاقتصاد العالمي بحلول عام 2030.
من ناحيته، قال مدير عام مكتب براءات الاختراع بالأمانة العامة لمجلس التعاون لدول الخليج العربية أحمد المرشدي، ان اهتمام دول المجلس بمنظومة الاختراع كأحد أهم جوانب الابتكار، وتقديم الدعم لها والتحفيز والتشجيع عليها، إنما يأتي انطلاقا من المادة 20 من الاتفاقية الاقتصادية لدول المجلس لعام 2010، مضيفا أن دول المجلس قامت بتطوير البيئة التشريعية والتنظيمية لمنظومة براءات الاختراع لتكون فعالة ومتكاملة تحفز الابتكار والنمو الاقتصادي والمعرفي في دول «المجلس». أما ندا الديحاني مدير عام مركز صباح الأحمد للموهبة والإبداع، فقد استعرض عددا من قصص النجاح التي قادها المركز من خلال رحلة تسجيل براءات الاختراع وصولا للسوق المحلي والعالمي وتقديم البرامج التدريبية المميزة للمخترعين والمبتكرين وطلاب الجامعات والمدارس.