اخبار الكويت
موقع كل يوم -جريدة القبس الإلكتروني
نشر بتاريخ: ١ تموز ٢٠٢٥
نور نور الدين -
تشير دراسة جديدة نُشرت في المجلة الأمريكية للتغذية السريرية إلى أن تناول ثلاث حصص يومياً من التوت أو غيره من الأطعمة الغنية بمركبات الفلافونويد يمكن أن يكون له تأثير كبير على الصحة مع التقدم في العمر.
مركبات الفلافونويد، المعروفة بخصائصها المضادة للأكسدة والمضادة للالتهاب، تلعب دوراً محورياً في تعزيز الشيخوخة الصحية وتقليل خطر التدهور العقلي والضعف الجسدي.
الدراسة التي قادها البروفيسور أيدين كاسيدي من كلية العلوم البيولوجية في جامعة كوينز بلفاست، اعتمدت على مقياس أُطلق عليه اسم «الفلافودايت» لتقييم مدى غنى النظام الغذائي بالفلافونويد.
هذا المؤشر ساعد الباحثين على قياس الأثر الحقيقي للأطعمة الطبيعية، مثل الشاي والتوت، في دعم الصحة العامة بمرور الزمن.
ويقول كاسيدي: «مجرد تغييرات بسيطة أو متواضعة في النظام الغذائي، مثل زيادة تناول الأطعمة المتوافرة بسهولة، يمكن أن تعزز الشيخوخة الصحية وتمنحنا فرصة للعيش حياة أطول وأكثر جودة».
وتتواجد مركبات الفلافونويد بشكل طبيعي في مجموعة واسعة من الأغذية، أبرزها التوت، الحمضيات، الخضروات الورقية، الشاي الأخضر والأسود، وحتى في بعض الحبوب.
تشير الأبحاث إلى أن لهذه المركبات القدرة على تقليل الجذور الحرة المسببة للضرر الخلوي، مما يسهم في إبطاء عملية الشيخوخة على المستوى الجزيئي.
وتوصي الدراسة بالحصول على ثلاث حصص يومياً من هذه الأطعمة، حيث يبدو أن ذلك يساعد في تقليل خطر الإصابة بالضعف، وتراجع الوظائف الجسدية، وضعف الصحة العقلية. كما أن لمركبات الفلافونويد دوراً في خفض ضغط الدم والكوليسترول، وتخفيف الإجهاد التأكسدي، ودعم صحة الأوعية الدموية وكتلة العضلات.
لكن، رغم النتائج الإيجابية، نبهت اختصاصية التغذية إيرين هولي لموقع verywell، إلى ضرورة أخذ بعض القيود في الحسبان، مثل اعتماد الدراسة على تقارير غذائية ذاتية قد تفتقر للدقة، إضافة إلى نقص التنوع في مجموعة المشاركين.
مع ذلك، فإن الخطوة الأولى نحو الشيخوخة الصحية قد تبدأ ببساطة: حصة واحدة من الفاكهة أو الخضار أفضل من لا شيء. والهدف من ذلك هو التدرج والوصول إلى ثلاث حصص يومياً من الأطعمة الغنية بالفلافونويد، فالتغذية ليست معادلة صارمة، بل رحلة مستمرة نحو حياة أطول وأكثر توازناً.