اخبار الكويت
موقع كل يوم -جريدة القبس الإلكتروني
نشر بتاريخ: ١٥ تشرين الأول ٢٠٢٥
مي السكري -
شدّد ممثل رئيس مجلس الوزراء سمو الشيخ أحمد العبدالله، وزير الإعلام والثقافة وزير الدولة لشؤون الشباب، عبدالرحمن المطيري، على عمق العلاقات الثنائية التي تربط بين الكويت وجمهورية الصين الشعبية الصديقة، والرغبة المشتركة بين البلدين في تعزيز سبل التعاون في شتى المجالات.
جاء ذلك في كلمة بافتتاح معرض «تباعد وتقارب - الفن الصيني في الكويت»، صباح اليوم (الأربعاء)، بحضور الشيخة حصة صباح السالم، المشرفة العامة على دار الآثار الإسلامية، والقائم بالأعمال الصيني لدى البلاد ليو شيانغ، ومحافظ العاصمة الشيخ عبدالله سالم العلي، وعدد من كبار الشخصيات والدبلوماسيين.
محطة مضيئة
وقال المطيري إن المعرض يشكّل محطة مضيئة في مسار التعاون الثقافي بين الكويت وبكين، ويعكس متانة العلاقات الثنائية المتميزة، التي تقوم على الاحترام المتبادل، والرغبة الصادقة في توسيع آفاق الشراكة في مختلف المجالات، لافتاً إلى أن رعاية سمو رئيس مجلس الوزراء لهذا الحدث الثقافي تعكس حرص القيادة السياسية على دعم الحوار الثقافي، وتعزيز التواصل الإنساني بين الشعوب.
وأعرب عن خالص التقدير للشيخة حصة صباح السالم على جهودها المخلصة ومبادراتها النوعية في تنظيم هذا الحدث المتميز، ودورها البارز في إبراز البعد الجمالي للتراث الإنساني، وتعزيز الحضور الثقافي للكويت على الساحة الدولية، مشيدًا بجهود دار الآثار الإسلامية وسفارة الصين وجميع المشاركين في إنجاح الفعالية.
وأضاف أن المعرض شكّل منصة مميزة للتعرّف على روائع الفنون الصينية العريقة، وما تجسده من عمق حضاري وإنساني ضارب في جذور التاريخ، وفي الوقت ذاته جسّد روح التعاون الثقافي بين البلدين الصديقين، القائم على الحوار والتفاهم والتقارب الإنساني.
شراكة إستراتيجية
وأشار المطيري إلى أن هذا الحدث يأتي امتدادًا للعلاقات الوثيقة، التي عززتها الزيارة الرسمية، التي قام بها سمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد إلى الصين عام 2023، والتي أرست مرحلة جديدة من الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين البلدين، وأسهمت في دعم التعاون الثقافي والاقتصادي والعلمي والإنساني بين الجانبين.
وأكد أن الفنون ليست مجرد تعبير جمالي، بل هي وسيلة فعّالة للتواصل الحضاري، وترسيخ القيم المشتركة التي توحّد الإنسانية، مشيرًا إلى أن المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب يواصل دوره الحيوي في إطلاق المبادرات الثقافية، والانفتاح على التجارب الإنسانية العالمية، بما يعزز مكانة الكويت كمركز للإشعاع الثقافي والإنساني.
تقارب متزايد
بدوره، أكد مساعد وزير الخارجية لشؤون آسيا، السفير سميح حيات، أن الكويت كانت أول دولة في الشرق الأوسط تبادر بالتوقيع مع الحكومة الصينية للتعاون في مبادرة الحزام والطريق، التي أطلقها الرئيس الصيني في 13 سبتمبر 2013 لإحياء طريق الحرير القديم، مشيرًا إلى أن العلاقات الكويتية - الصينية تشهد تقاربًا متزايدًا في المجالات كافة.
وقال حيات في كلمته إن هذه الجهود تأتي بتوجيهات سامية من سمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد، ومتابعة من سمو ولي العهد الشيخ صباح الخالد، ودعم من سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ أحمد العبدالله، مضيفًا أن الكويت «ماضية في هذا المسار الاستراتيجي مع الصين، لما له من أهمية بالغة في تحقيق التنمية الشاملة».
وأشار إلى أن الشيخ ناصر الصباح – طيب الله ثراه – كان من أبرز الداعمين والمساندين لهذه المبادرة منذ انطلاقتها، وأن هذا النهج مستمر بفضل الرعاية الكريمة من الشيخة حصة صباح السالم، مؤكدًا أن التعاون بين البلدين توسّع، ليشمل مختلف الجوانب الاقتصادية والثقافية.
وأضاف أن الكويت تشهد في المرحلة الحالية نهضة متسارعة في تنفيذ المشاريع المشتركة مع الصين، بمتابعة حثيثة من اللجنة الوزارية، التي شكّلها مجلس الوزراء، تنفيذًا لتوجيهات القيادة السياسية لمتابعة ما تم الاتفاق عليه خلال زيارة سمو الأمير إلى الصين في سبتمبر 2023.
وختم حيات بأن الصين لا تزال الشريك التجاري الأول للكويت للعام الثامن على التوالي، لافتًا إلى أن افتتاح المجلس الثقافي الصيني في الكويت يمثل إضافة نوعية، ستعزز العلاقات الثقافية بين الشعبين، مشددًا على أن حضور كبار المسؤولين ورجال الأعمال الكويتيين للملتقى يعكس اهتمام الدولة بتطوير العلاقات مع الصين في مختلف المجالات.
تبادل حضاري
أكد القائم بالأعمال في السفارة الصينية، ليو شيانغ، أن التبادل الحضاري بين الصين والكويت يضرب جذوره في أعماق التاريخ، فمن خلال طريق الحرير القديم وصل الحرير والخزف الصيني إلى شبه الجزيرة العربية، ومنها إلى الكويت، فغدت بذلك أولى بوادر التواصل الحضاري بين الجانبين».
وأضاف: «في عام 1971 كانت الكويت أول دولة خليجية تقيم علاقات دبلوماسية مع الصين، كما أنها رائدة في مجال التبادل الإنساني والثقافي الصيني -العربي».
جسر ثقافي
قالت الأمينة العامة المساعدة بالإنابة لقطاع الآثار الإسلامية في المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، العنود الدعيج الصباح، إن هذه الفعالية ليست مجرد عرض فني، بل تُعد جسراً ثقافياً يربط الشرق بالغرب، ويعكس عمق التفاهم الإنساني والحضاري بين الكويت والصين، مشيرة إلى أن ما يجمع البلدين أكثر مما يفرّقهما.