القمة العربية الطارئة في القاهرة: نحو موقف موحد لمواجهة التحديات

رم - أحمد عبد الباسط الرجوب

تحتضن القاهرة اليوم، الثلاثاء 4 مارس 2025، قمة عربية طارئة تجمع الزعماء العرب لمناقشة التحديات الراهنة التي تواجه المنطقة، في محاولة لتوحيد المواقف تجاه القضايا الإقليمية الملحة. تتصدر الأزمة الإنسانية في غزة جدول أعمال القمة، إلى جانب الأزمة السورية المتفاقمة، والمبادرات الإقليمية والدولية الرامية إلى إحلال الاستقرار. تأتي هذه القمة في لحظة حرجة تتطلب تنسيق الجهود وتعزيز العمل العربي المشترك لمواجهة التحديات الأمنية والسياسية والإنسانية المتزايدة.

غزة: وقف إطلاق النار وإعادة الإعمار

تتصدر الأزمة في قطاع غزة جدول أعمال القمة، حيث تتواصل المساعي الدبلوماسية لوقف التصعيد العسكري في ظل التداعيات الإنسانية الكارثية التي يعاني منها الفلسطينيون. وتطرح مصر مبادرة متكاملة تشمل وقفًا فوريًا لإطلاق النار، وفتح المعابر لتقديم المساعدات الإنسانية، إلى جانب خطط طويلة الأمد لإعادة إعمار القطاع بتمويل عربي ودولي. كما تشدد القمة على ضرورة تحرك المجتمع الدولي لوقف العنف وضمان حقوق الشعب الفلسطيني، بعيدًا عن أي حلول فردية، مثل 'صفقة القرن' التي لاقت رفضًا واسعًا.

التضامن العربي.. نحو حلول مشتركة

يشهد المؤتمر مشاركة واسعة من القادة العرب، الذين يسعون إلى بلورة موقف موحد تجاه الأزمات الإقليمية. ويشكل التنسيق العربي ركيزة أساسية لإنهاء النزاعات، ودفع الحلول السلمية، وتعزيز الأمن والاستقرار. ويؤكد القادة أن الحلول يجب أن تنبع من رؤية عربية خالصة، بعيدًا عن التدخلات الخارجية التي تؤثر على مستقبل المنطقة.

خارطة طريق عربية: ما الذي تتوقعه المنطقة؟ ... من المتوقع أن تختتم القمة بإصدار بيان ختامي يتضمن:

1. رفض أي حلول فردية للأزمات، مثل 'صفقة القرن'.

2. الدعوة إلى مؤتمر دولي لإحياء عملية السلام الفلسطينية - الإسرائيلية.

3. تشكيل لجنة عربية رفيعة المستوى لمتابعة ملف إعمار غزة.

4. تطوير آلية عربية مشتركة للإنذار المبكر بالأزمات الإنسانية.

المبادرة المصرية لإعادة إعمار غزة

تطرح مصر رؤية متكاملة لدعم إعادة إعمار غزة، تشمل تقديم الدعم اللوجستي والمالي، والتعاون مع الشركاء الإقليميين والدوليين لإعادة تأهيل البنية التحتية، وتمكين الفلسطينيين من استعادة الحياة الطبيعية بعد سنوات من الصراع. وقد أُعلن عن إنشاء صندوق عربي لدعم جهود إعادة الإعمار، بمشاركة عدد من الدول العربية والمؤسسات الإقليمية.

الأزمة السورية: البحث عن مخرج سياسي

تحتل الأزمة السورية حيزًا مهمًا من النقاشات، حيث تسعى القمة إلى وضع آلية عربية موحدة للتعامل مع الوضع السوري، تشمل دعم المساعي الدبلوماسية لدفع العملية السياسية، ومعالجة الأوضاع الإنسانية الصعبة. كما تؤكد القمة على ضرورة احترام وحدة الأراضي السورية، ودعم الحلول السياسية تحت مظلة الأمم المتحدة. ويُنتظر أن تناقش القمة ملف اللاجئين السوريين والضغوط الأوروبية المتعلقة بموجات النزوح، ما يستدعي تنسيقًا عربيًا لمعالجة الجذور السياسية للأزمة.

التحديات الإقليمية: أمن الخليج وأثر الحرب الأوكرانية

تشمل النقاشات أيضًا التحديات الأمنية في الخليج العربي، خصوصًا في ظل التوترات المتصاعدة بسبب الملف النووي الإيراني، وتداعيات الحرب الأوكرانية على أمن الطاقة العالمي. كما ستتناول القمة ملفي اليمن وليبيا، حيث يسعى القادة العرب إلى تكثيف الجهود لتحقيق المصالحات الداخلية والحد من التدخلات الخارجية التي تعقّد المشهد السياسي في البلدين.

الخاتمة : نحو موقف عربي موحد

في ظل تصاعد الأزمات، تشكل قمة القاهرة فرصة حقيقية لتعزيز وحدة الصف العربي وتكريس التعاون المشترك لمواجهة التحديات الراهنة. ومع ذلك، فإن نجاح القمة لا يقتصر على البيانات الختامية، بل يتطلب خطوات عملية ملموسة على الأرض لضمان تحقيق الأمن والاستقرار والتنمية في المنطقة.

باحث وكاتب أردني