اخبار الاردن
موقع كل يوم -جو٢٤
نشر بتاريخ: ١٧ أيلول ٢٠٢٥
لقاء ومؤتمر وبيان الدوحة
حمادة فراعنة
لم يكن متوقعاً أن يصدر من لقاء ومؤتمر الدوحة، أكثر مما وقع وحصل، ففاقد الشيء لن يعطيه، لن يُقدمه، وما حصل من استجابة الدول العربية والإسلامية، للتضامن مع قطر، بعد أن تعرضت له ما تعرضت، فهو خطوة إيجابية، وتجاوب يليق بمكانة قطر ودورها، مثلما يوجه رسالة للمستعمرة الإسرائيلية، وللأميركيين وللعالم، أن ثمة عالماً من العرب والمسلمين يمكن أن يلتقوا حينما تقع الشدائد ويتعرض أحدهم، لما تعرضت له قطر من غدر وتطاول ومس بالسيادة، مع أن العديد من البلدان العربية تعرضت ولا زالت من المس والإهانة والتطاول على سيادتها وحقوقها بل واحتلال أراضيها من قبل المستعمرة: كامل خارطة فلسطين، إضافة إلى جنوب لبنان، والجولان السوري، والاحتلال يتمدد على أراضيهما، ويتطاول على سيادتيهما ويقتل ما يستطيع الوصول إليه عبر القصف والغدر والاغتيال.
صدور بيان عن مجلس الأمن الباهت الذي أخفى هوية المجرم المعتدي، ولم يصدر قراراً لإدانة المستعمرة الإسرائيلية، ولم يسمها، واقتصاره على البيان الإعلامي، إنما يشكل مقدمة وأرضية لما يمكن أن يتم بعده، فالضغط والنفوذ والتدخل الأميركي المباشر أعطى نتائجه الملموسة.
لم يكن متوقعاً صدور عن لقاء الدوحة يوم 15/9/2025، أي إجراء عملي، بالمقاطعة أو سحب السفراء، أو تجميد الاتفاقات الاقتصادية أو السياسية أو الأمنية، فهذا يعود لمدى ما فعلته الولايات المتحدة ومدى تأثيرها على صناع القرار لدى البلدان العربية والإسلامية، التي تربطها علاقات مع المستعمرة، نصف البلدان الحاضرة لديها علاقات وتبادل مع المستعمرة، وأغلبية الحضور لهم علاقات مع الولايات المتحدة المؤثرة على سياساتها وخياراتها، وأغلبية الحضور تمنع شعوبهم نحو التوجه الى خيار الديمقراطية، ولا تستجيب حكوماتهم لمطالب شعوبهم في مقاطعة المستعمرة وإنهاء العلاقة معها.
بيان الدوحة العربي الإسلامي، إيجابي في كل مظاهره ومحتواه، إضافة إلى بيان بلدان مجلس التعاون الخليجي، وكلاهما تم رداً على تطاول المستعمرة واعتدائها على أمن قطر وسيادتها.
استشهاد المواطن القطري من جهاز الأمن: بدر سعد محمد الحميدي الدوسري، على يد قوات المستعمرة الإسرائيلية شرف كبير لأسرته، وجهازه، وللشعب القطري، سيُحتفى به بما يليق كشهيد من أجل القضية المشتركة التي تجمع قطر مع فلسطين، وتضم الشعبين معاً في خندق واحد، في مواجهة العدو الوطني والقومي والديني والإنساني: المستعمرة الإسرائيلية.
الشعب الفلسطيني، عليه أن يدرك أنه وحده سيدفع ثمن حرية وطنه وانتزاع حقوقه، وتثبيت شرعية مطالبه، وسيقدم التضحيات من أجل فلسطين، كما فعل الشعب الجزائري لحرية الجزائر، والشعب اليمني لحرية اليمن وهكذا، وما سيأتيه من أي طرف عربي أو إسلامي أو مسيحي أو إنساني، يشكل إضافة لنضاله وتضحياته، ولكن الشعوب العربية والإسلامية، وقوى التحرر في العالم، لن يخوضوا معركته، ولن يقدموا التضحيات من أجل فلسطين، بل شعب فلسطين سيدفع الثمن، والشعوب العربية والإسلامية وغيرهم سيقدموا الدعم والإسناد، حتى يتمكن من الصمود على أرضه ويواصل النضال في وطنه، ويهزم الاحتلال ومن معه ومن يدعمه مهما بدا قوياً متمكناً.
لذلك، اجتماع الدوحة وبيانها يوم 15 أيلول سبتمبر 2025، خطوة إيجابية، وإن لم تصل لمستوى ما تتطلع له الشعوب العربية والإسلامية من سياسات وإجراءات ومواقف ضد المستعمرة وحليفتها وسيدها وداعمها الأميركي.