اخبار الاردن
موقع كل يوم -وكالة رم للأنباء
نشر بتاريخ: ٢٧ أيلول ٢٠٢٥
رم - كتب علي السنيد:
ربما لم يشهد العالم من قبل قاتلاً رسمياً ومجرم حرب يتباهى بفصول ، واساليب القتل والترويع والارهاب التي مارسها بحق الدول والمدنيين العزل ، والدفاع عن جرائمه كما هو مشهد الارهابي رئيس الوزراء الاسرائيلي اليوم في الجمعية العامة للامم المتحدة.
وهذا الوحش المنفلت من قيم الحضارة ومبادئ العالم الحر بدا وكأنه قادم من اشد عصور التاريخ المظلمة، ومن اسوء حقبه قتامة، وليمارس تبرير البطش، والعدوان وسفك الدماء بلا رادع من ضمير انساني او منظومة دولية ترعى السلم والامن الدوليين.
وهو مصمم على مواصلة نهج الجريمة التي يتبعها في حق الفلسطينين العزل تحت الاحتلال، ومستغلاً خلل المنظومة العربية، وتردي واقعها السياسي .
وهو بذلك يعكس التوجهات السياسية والدينية للمجتمع الاسرائيلي الموغل بالتطرف والارهاب، وانكار حقوق الفلسطينيين .
ويكاد ان يكون في حكم المستحيل دون توفر ضغط دولي حقيقي، وتغير في موازين القوى العالمية ان يدرك قادة الكيان الصهيوني الغاصب الحقوق الوطنية المشروعة للشعب الفلسطيني، او ان يعترفوا بحق الفلسطينيين في دولتهم التي تم احتلالها ، والذين جرى اخضاعهم لمخططات الإبادة الجماعية و التهجير، وقتل الطموحات، والتطلعات الوطنية المشروعة .
وقد تحولت فلسطين الموشحة بالدماء ، والارواح الى هوية نضالية.
ومحال ان تترك الحركة الوطنية الفلسطينية مطالبها الوطنية المشروعة، او ان تتوقف عن مقاومتها الممتدة عبر الأجيال الفلسطينية مهما كانت التضحيات نظراً لقسوة المحتل، وايغاله بالقتل والدمار، وكون قادة الكيان الصهيوني ووزرائه وحكوماته مقتبسون من الموروث الاجرامي للعصابات الصهيونية التي تسببت في مأساة الشعب الفلسطيني تاريخياً .
وهم نتاج التنشئة العنصرية التي يتلقونها من قبل رجال الدين المتعصبين، والجماعات الصهيونية، والمدارس المتطرفة، والتي تورثهم الاستعلاء، والاستكبار والبغي على أبناء ادم، وانكار ادمية الفلسطينيين.
وهي تربية عنصرية تحكم نظرتهم للحياة على العموم ، وتترسخ في اطار مجتمع صهيوني مغلق لا ينتمي للحضارة، وقيم العصر الحديث، رغم كل وسائل الحياة الحديثة التي بين أيدي الصهاينة ، وذلك لان أفكارهم مستقاة من كم كبير من الخرافات، والاساطير التي تضعهم فوق مستوى البشر.
وقادتهم السياسيون والامنيون القتلة تحركهم نوازع الكراهية، والانتقام تبعاً لدوافع الاحتلال الدموية.
وهم كما شهد العالم يرتكبون المجازر بدم بارد ، وليست لديهم ضمائر او محرمات ، ويستسهلون ازهاق الأرواح البريئة، وتمزيق الجثث، ولا يتورعون عن قتل الأطفال، والرضع، والمدنيين ، ويجهزون على المرضى في المستشفيات، ويطاردون الموتى في المقابر، ولا حرمة عندهم للأموات .
ولا حصانة للصحفيين ، ويهدمون الكنائس، و المساجد ، ويدمرون الاحياء السكنية فوق رؤوس ساكنيها دون ان يرف لهم جفن، ولا تهمهم اعداد القتلى، وهم يتماهون في سلوكهم الاجرامي مع اكثر الجماعات البدائية الموغلة في التطرف، والعنف، والكراهية .
ولا شك ان هؤلاء القتلة يشكلون خطراً ماحقاً على الإنسانية، وحضارتها، وعلى العالم ان يتحرك لوقف العدوان، وحالة التنكيل بالشعب الفلسطيني صاحب الأرض والشرعية قبل ان تفقد هذه الانسانية قيمها ومبادئها السامية التي انجزتها عبر قرون في مسيرتها نحو التحضر.
ولا مناص من دعم تحقيق المتطلبات الوطنية المشروعة للشعب الفلسطيني الذي سيبقى يدافع عن ارضه، ومقدساته، وحريته، وكرامته الوطنية مهما كانت التضحيات، واستمر امد الصراع.