لمن تقرع الاجراس ؟

لمن تقرع الاجراس ؟

محمد عربيات

عنوان المقال مقتبس من رواية الكاتب ارنست همنجواي الشهيرة والتي صدرت عام 1948 وتتحدث الرواية عن شاب امريكي والذي كان ضمن كتيبة شاركت بالحرب الاهلية الاسبانية حيث قاتل في صفوف الجمهوريين اليساريين ضد القوميين الفاشيين ولقائه بفتاة اسبانية دمرت الحرب حياتها والقصة فيها الكثير من العبر ومنها الحرص على ان تحسن اختيار الناس اللذين ستوليهم ثقتك ثم تعرف كيف ستنقاد لهم وان العالم جميل ويستحق ان نقاتل لاجله لا اريد الاسهاب بالقصة ورمزية المعركة التي جرت لنسف جسر وما يرمز له ذلك الجسر بالنسبة للفاشيين فهو رمز القوة وبالنسبة للجمهوريين فهو رمز للتمرد وعبور للمستقبل اما شخصيا فاعتير الجسر يجمع بين القوة والامل للعبور والوصول لمستقبل مشرق لوطننا وشعبنا مهما طال التحدي والمواجهة مع مجاميع الشر والفساد.

اردت من هذا الاقتباس لعنوان القصة لاقدم شهادة وشهادتي مجروحة بمواطن اردني تشرفت بمعرفته منذ عام 2009 مع زملاء حملنا مشروع لخدمتهم والدفاع عن همومهم وقضاياهم وهو انشاء الجمعية الاردنية لمتقاعدي الضمان الاجتماعي انه الاخ موسى الصبيحي مدير الدائرة الاعلامية والناطق الرسمي باسم المؤسسة العامة للضمان الاجتماعي سابقا والاعلامي والخبير بشؤون الضمان الاجتماعي حاليا ولم تنحصر معرفتي وزملائي به شخصيا فقط بل مدراء وزملاء اخرين بالمؤسسة كانوا كالجسد الواحد يعملوا على رفعة المؤسسة وتقديم كل ما يستطيعوا لخدمة المنتفعين من الضمان الاجتماعي.

منذ تقديمه لاستقالته من مؤسسة الضمان الاجتماعي بشهر حزيران 2021 تلك الاستقالة التي تعد اطول استقالة بالتاريخ وبلغت 37 صفحة على ما اذكر وادعوا ان يتم تسجيلها بموسوعة جينس للارقام القياسية بين الاخ موسى الصبيحي اسباب استقالته ومعظمها تعود لخلاف مع ادارة المؤسسة بذلك الوقت حول مواد بقانون الضمان الاجتماعي وتطبيق التعليمات الصادرة بموجبه وتحذيره من الاثار المالية على متانة المركز المالي لمؤسسة الضمان الاجتماعي هذا الخلاف الذي يدور داخل المؤسسة لا ادري ما خلفيته ولماذا وهل تقف خلفه جهات لها اهداف باشعال مثل هذا الخلاف لاسباب قد تكون خلفيتها الحرص على اموال الاردنيين ورصيدهم الاستراتيجي وجهات لا تريد الخير والحفاظ على هذا الرصيد والله اعلم .

وبعد هذه الاستقالة الطويلة هل توقف الاخ موسى عن العطاء والعمل وهل جف قلمه ؟ لم يتوقف ولا زال ونشر الكثيرحول قانون الضمان الاجتماعي وتجاوزت منشوراته الالف منشور والتي من الممكن ان تكون اكبر مرجع حول قانون الضمان الاجتماعي واتمنى ان يتم جمعها بكتاب والحفاظ على هذا الارث لخدمة الراغبين والمستفيدين من الضمان الاجتماعي بفهم ما يلتبس عليهم من القانون وتعليماته .

منشورات الاخ موسى الصبيحي لا استطيع تقديم ملخص لها وكلها مهمة ومنها لم يعجب مسؤولين على مختلف مستوياتهم ووصل الامر للتهجم على شخص الاخ موسى واستخدام عبارات غير مقبولة بدلا من تقديم ما يثيت عدم صحة منشورات الصبيحي وهذا ان دل على شيء فانما يدل على ضيق الصدر واذكر باحدى الندوات التي دعيت لحضورها وكانت حول استثمارات اموال الضمان الاجتماعي وقمت بتوجيه سؤال للسيدة المحاضرة حول منشور للسيد موسى وبدلا من الاجابة على السؤال قالت من هو موسى حتى ارد عليه منشورات الاخ موسى التي اطلق من خلالها الكثير من النصائح للمعنيين واصحاب القرار حول التعديلات المنوي ادخالها على قانون الضمان الاجتماعي للمرة الثالثة منذ عام 2014 وكذلك اشارته باكثر من منشور حول استثمارات الضمان الاجتماعي وارتفاع نسبة الاستثمار بسندات الخزينة والتي لا تقل عن نسبة 63% من موجودات الضمان الاجتماعي ومطالبته بتوزيع وتنويع الاستثمارات بمجالات اخرى مما سيكون له اثر برفع نسبة العائد على الاستثمار ويساهم بمتانة المركز المالي للمؤسسة والاستدامة المالية وان استمرار ادارة اموال الضمان بالشكل الحالي ستكون نتائجه غير مبشرة وسنصل لتساوي النفقات مع الايرادات خلال مدة لا تتجاوز العشرون عاما لا قدر الله ما لم تحصل طفرة اقتصادية .

واخيرا وليس اخرا ومن خلال هذا المقال اتوجه للاخ العزيز ابو راشد بالشكر والتقدير على ما قدمه ويقدمه يوميا متسلحا بايمانه برسالة يحملها مثلما يحمل الجرس ومهما كانت الردود من الجهات الرسمية فلا بد من البذور التي تزرعها ان ترى النور بقادم الايام ولك من محبيك كل الدعم والمساندة .