اخبار الاردن
موقع كل يوم -جو٢٤
نشر بتاريخ: ١٨ تموز ٢٠٢٥
كيف أفشلت صواريخ وعمليات المقاومة 'عربات جدعون' الإسرائيلية؟ #عاجل
فشلت عملية عربات جدعون العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة في تحقيق أهدافها الإستراتيجية، وأصبحت تمثل أفشل عملية في تاريخ الجيش الإسرائيلي -بحسب محللين إسرائيليين- رغم إعلان القيادة العسكرية الإسرائيلية تحقيق جميع أهدافها وبسط السيطرة على 75% من مساحة القطاع.
ويجزم خبراء عسكريون ومحللون سياسيون على أن 'عربات جدعون' لم تترجم الأهداف السياسية إلى إنجازات عسكرية حقيقية، وفقا للخبير العسكري والإستراتيجي العميد إلياس حنا، ولم تحقق الأهداف السياسية رغم الإمكانيات الهائلة المخصصة لها.
بالنسبة لآخر ما أعلنه الجيش الإسرائيلي فإن 'عربات جدعون' حققت أهدافها بالكامل، بعد أن بسطت القوات الإسرائيلية السيطرة على 75% من مساحة غزة.
وسعى رئيس الأركان الإسرائيلي إيال زامير لطمأنة الإسرائيليين، متعهدا لهم بأن الجيش يضمن ألا يشكل القطاع أي تهديد لإسرائيل.
ومن وجهة نظر عسكرية، فإن هناك فرقا جوهريا بين القدرة على الدخول إلى مناطق معينة وبين السيطرة الفعلية عليها.
وعلى أرض الواقع، ما زالت المقاومة الفلسطينية تقاتل من بيت حانون إلى الشجاعية إلى خان يونس، وحتى في المناطق الحدودية التي كان من المفترض أن تكون آمنة.
ورغم مزاعم الاحتلال بأنه سيطر على ثلاثة أرباع الأراضي في قطاع غزة، شنت المقاومة الفلسطينية أمس الخميس هجوما صاروخيا استهدف غلاف غزة، مما يدحض مزاعم الاحتلال بالسيطرة على القطاع، حيث إن الصواريخ أطلقت من الأراضي التي يزعم الاحتلال أنها أصبحت خالية من المقاومة وأنها في قبضته.
وليس ذلك فحسب، بل إن الخبير العسكري إلياس حنا يرى أن تقطيع الاحتلال للقطاع إلى مناطق متعددة مثل موراغ وماجن عوز بالإضافة إلى مناطق أخرى، يؤكد عدم تحقق السيطرة الكاملة، كما أن الدخول إلى منطقة معينة والبقاء فيها يوفر المزيد من الأهداف للمقاومة بدلاً من تحقيق الأمان المطلوب.
البعد السياسي
وفيما يتعلق بالبعد السياسي لعملية عربات جدعون فهناك من يرى أن العملية كانت أيديولوجية بالأساس وليست إستراتيجية عسكرية محكمة، وأن الهدف الحقيقي كان احتلال قطاع غزة وتهجير السكان إلى الجنوب دون أي أفق سياسي واضح.
ورغم كل الإمكانيات والظروف التي خصصت لهذه العملية، من قبيل تغيير وزير الدفاع وقائد هيئة الأركان، وإلغاء الحظر الأميركي على الأسلحة، وتخصيص ميزانيات هائلة في موازنة مارس/آذار 2025، فإنها لم تحقق أهدافها، وكانت نقطة ضعفها الأساسية في توقيتها الخاطئ، بحسب الخبير في الشأن الإسرائيلي مهند مصطفى.
ومن وجهة نظر مصطفى، فإن السياق السياسي والاجتماعي في مايو/أيار 2025 يختلف جذريا عن أكتوبر/تشرين الأول 2023، مما حال دون نجاح العملية بسبب غياب الإجماع السياسي والاجتماعي حولها، خاصة أنها صنفت كعملية أيديولوجية وليس عملية دفاعية ضرورية.
وانحصر التفكير الإسرائيلي في كيفية تحويل العملية العسكرية إلى واقع سياسي في قطاع غزة دون النظر في موضوع الأسرى الإسرائيليين أو وقف إطلاق النار أو أي حلول سياسية أخرى، وهو ما أدى إلى إفشال العملية في نهاية المطاف.
عسكريا، أصبح جيش الاحتلال يعاني الاستنزاف المتواصل لقدراته، وبات متعبا ومستنزفا بعد 21 شهرا من القتال المتواصل، ولم يتوقف الاستنزاف على العنصر البشري، بل شمل العتاد والذخيرة، التي تحتاج لإعادة تأهيل شاملة.
لهذه الأسباب، يرى حنا أن قطاع غزة أصبح العبء الأساسي والعقبة الكبيرة أمام أي مشروع إقليمي إسرائيلي، موضحاً أن هذه الحرب في 365 كيلومترا مربعا هي حرب مدن بامتياز وليست مجرد حرب عصابات كما يُروج لها.
وانتقل الجيش الإسرائيلي إلى مستوى أمني مختلف تماما بعد 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، بحسب حنا الذي يرى أن هذه الإستراتيجية الجديدة تتطلب إمكانيات ضخمة لا تتناسب مع القدرات الفعلية، مما يستدعي إعادة هيكلة شاملة تشمل تعديل تركيبة الجيش وتعزيز قواته.
وكان المجلس الوزاري الأمني الإسرائيلي المصغر 'الكابينت' أقر مطلع مايو/أيار 2025 خطة عملية 'عربات جدعون' بهدف تحقيق حسم عسكري وسياسي في قطاع غزة، عبر عملية منظمة من 3 مراحل، مع استخدام 5 عوامل ضغط على حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في محاولة لإرغامها على القبول باتفاق لتبادل الأسرى، وتفكيك بنيتها العسكرية.
وبدأ الجيش الإسرائيلي تنفيذها عبر استدعاء عشرات الآلاف من جنود الاحتياط، وتهدف العملية إلى احتلال قطاع غزة بالكامل حسب ما أوردته هيئة البث الإسرائيلية الرسمية في 5 مايو/أيار 2025.
المصدر: الجزيرة