اخبار الاردن
موقع كل يوم -زاد الاردن الاخباري
نشر بتاريخ: ١٠ حزيران ٢٠٢٥
زاد الاردن الاخباري -
كتب : الدكتور احمد الوكيل - يُشكّل عيد الجلوس الملكي في الأردن مناسبة وطنية ذات دلالات راسخة في وجدان الأردنيين، حيث يجدد الشعب ولاءه ووفاءه للقيادة الهاشمية، ويستحضر محطات مشرقة من مسيرة وطن لم يعرف الانكسار، ولم يتخلّف يوماً عن موقع الريادة في محيطه العربي والدولي.
في مثل هذا اليوم، يحتفي الأردنيون بذكرى جلوس جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين على العرش، وهي مناسبة تتجاوز كونها مجرد حدث سياسي أو بروتوكولي، لتكون محطة تأمل واستذكار لعقود من البناء، والأمل، والتقدم. إنها لحظة وطنية يعبّر فيها الأردنيون عن فخرهم بالقيادة الهاشمية التي لطالما ارتبطت في وجدانهم بالحكمة، والعدل، والانتماء العميق للأمة.
الجلوس الملكي ليس مجرد مناسبة حديثة، بل هو امتداد لتاريخ هاشمي ضارب في الجذور، يمتد من مكة المكرمة، إلى الثورة العربية الكبرى، إلى تأسيس الدولة الأردنية الحديثة على يد المغفور له الملك عبدالله الأول، ثم تثبيت أركانها في عهد الملك طلال بن عبدالله، وبناؤها ونهضتها في عهد الملك الحسين بن طلال، طيب الله ثراهم، وصولاً إلى عهد جلالة الملك عبدالله الثاني، الذي حمل الأمانة بعزم لا يلين.
هذا الإرث الهام يُجسد العلاقة الفريدة التي تربط بين العرش والشعب، علاقة مبنية على الثقة المتبادلة، والمصير المشترك، والوفاء المتجذر في ذاكرة الوطن.
منذ تولي جلالة الملك عبدالله الثاني سلطاته الدستورية، شهد الأردن تحولات كبيرة على مختلف المستويات. فقد مضى جلالته في مسيرة الإصلاح الشامل، وحرص على أن يكون الأردن واحة أمن واستقرار في إقليم مضطرب، كما عزّز مكانة المملكة على الساحة الدولية، وجعل من صوتها صوتاً مسموعاً في المحافل العالمية.
ورغم التحديات السياسية والاقتصادية والأمنية التي واجهها الأردن خلال العقود الأخيرة، فإن حكمة القيادة وتلاحم الشعب أسهما في تجاوز كل الأزمات، وهو ما يؤكد متانة العقد الاجتماعي الذي يربط الأردنيين بقيادتهم.
في كل عام، ومع تجدد ذكرى الجلوس الملكي، يؤكد الأردنيون أن ولاءهم للعرش الهاشمي ليس موسميًا أو ظرفيًا، بل هو امتداد طبيعي لعلاقة متينة بُنيت على أساس من المحبة والاحترام والثقة. فالأردنيون لم يروا في الهاشميين سوى قيادة جامعة، تُجسّد تطلعاتهم وآمالهم، وتمنحهم الإلهام والعزيمة للاستمرار في مسيرة البناء.
إن مشهد الالتفاف الشعبي حول الملك وولي عهده الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، ما هو إلا ترجمة عملية لهذا الولاء، وتجديد للعهد الذي قطعه الأردنيون على أنفسهم، بأن يبقوا الجند الأوفياء، والدرع الحصين لهذا الوطن.
في عيد الجلوس الملكي، لا يحتفل الأردنيون بذكرى فقط، بل يجددون الانتماء، ويرسخون القيم، ويستذكرون مسيرة وطن كتبها الأجداد، ويحميها الأبناء، بقيادة هاشمية أصيلة تمثل الامتداد الطبيعي لتاريخ عريق، وحاضر ناصع، ومستقبل مشرق بإذن الله.
كل عام والأردن بقيادته وشعبه بألف خير، ومزيداً من التقدم والازدهار في ظل راية آل هاشم.