اخبار الاردن
موقع كل يوم -زاد الاردن الاخباري
نشر بتاريخ: ٢ حزيران ٢٠٢٥
زاد الاردن الاخباري -
#القضية ( 1 ) – #المشاكل_الاجتماعية
#المقدمة
في عصرنا الحاضر توجد العديد من المشكلات التي يتعرّض لها الأفراد نتيجة العديد من العوامل المختلفة ، والتي حثنا ديننا الحنيف بتجنبها وتكاثف الجهود من أجل التخلص والحد منها، كما ورد في الحديث الشريف (مثَلُ المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد ، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى ) .
في هذا الحديث الشريف توجيه لأفراد المجتمع على التعاطف والتراحم فيما بينهم ؛ لحلّ أي مشكلات قد تواجههم وبناء مجتمع قوي ومتماسك ، تجمعه روابط اجتماعية وثيقة مبنية على أسس من الأخلاق والتمسّك بالدين ، لكن قد تَحدث بعض المشكلات التي لا بُدّ من الحرص الدائم على إيجاد الحلول لها .
من الأمور التي فطر الإنسان عليها أن يجتمع مع أخيه الإنسان ويختلط به من أجل أن يتعاونا فيما بينهما ويسخّر كلّ واحدٍ منهما الآخر في سبيل إعمار الحياة وإصلاحها وضمان الحصول على حياة كريمة للإنسان يتوفّر له فيها الرّزق الطيّب والمسكن الملائم والأمن النّفسي والاجتماعي. قد تنشأ نتيجة الاجتماع مع النّاس خلافات ومشاكل يطلق عليها المشاكل الاجتماعيّة التي تأخذ مظاهراً وأشكالًا مختلفة، ويكون سببها على الأغلب اختلاف شخصيّات النّاس وطبائعهم إضافة إلى اختلاف الثقافات والقيم والأسس التّربويّة، ويلعب الدّين والقيم الأخلاقية دورًا مهمًّا في مدى انتشار المشاكل الاجتماعيّة بين المجتمعات فنلاحظ المجتمعات المتمسّكة بالدّين والقيم الإسلاميّة الأكثر تماسكًا وبعدًا عن المشاكل الاجتماعيّة .
#مفهوم_المشاكل_بشكل_عام :
هو أيّ أمر غامض أو عارض يواجه الإنسان، ويتطلّب حلّاً سواء كان صغير الحجم أو كبيراً. وحلّ المشاكل هو أسلوب وهدف يسعى إليه الإنسان لحلّ وتحقيق مراده وأهدافه والرّغبة في التخلّص من الصعاب.
#مفهوم_المشكلة_الاجتماعية :
على أنها موقف اجتماعي معين يرى عدد لا يستهان به من أعضاء المجتمع أنه يمثل مخالفة لقيم ومعايير المجتمع ؛وأنه عقبة أمام تكامل المجتمع وتحقيقه لأهدافه ؛مما يتطلب إجراء عمل معين لعلاجه والتغلب عليه وقد يحتاج الأمر إلى اعتماد معايير جديدة غير متوفرة أو معروفة في المجتمع . وبذا يمكن القول أن الفقر والبطالة والتمييز العرقي كلها مشكلات اجتماعية تتصف بصفة الشيوع على مستوى المعمورة .
وقد تختلف طبيعة ومفهوم المشكلة الاجتماعية من مجتمع إلى آخر ومن زمن لآخر باختلاف المجتمعات ، وهذا التباين يحدث بفعل عوامل وظروف عدة .
#مفهوم_حل_المشاكل_بشكل_عام :
هو أسلوب ونظام يطبّق على المواقف والمشاكل ليتمّ حلّها. وهو عمليّة تفكير يستخدمها الفرد ويعتمد على المعرفة المسبقة والخبرات، والمهارات من أجل الوصول إلى الحلول ، والاستجابة إلى المتطلّبات والمواقف غير المألوفة .
#المشاكل_الاجتماعية :
تتنوّع المُشكلات الاجتماعية نتيجة الخلافات بين الأفراد والتي قد تكون رياضية، أو فلسفية، أو علمية، أو نفسية إلى غيرها من المشاكل والتي تكون نتيجة : اختلافِ الآراء، والطباع، والثقافات، والقيم والأسس التربوية لتتوسع شيئاً فشيئاً إلى المجتمع مسبّبةً الضرر، والانفصال، والنزاع، وما يترتب على المجتمع من أضرار اجتماعية، واقتصادية، وثقافية، وسياسية .
#تتعدّد_المشاكل_الاجتماعية_ومنها :
البطالة، والفقر، وانتشار المخدرات، والأمية، والسكن العشوائي، وانخفاض المستوى الصحي، وتسريب الأطفال من المدارس، الزواج المبكر إلى غيرها من المشاكل .
#أنواع_المشاكل :
أولاً : المشاكل الأسريّة والعائلية .
ثانياً : المشاكل الشخصيّة .
ثالثاُ : مشاكل العمل .
رابعاً : المشاكل المجتمعيّة والدوليّة .
خامساً : المشاكل المالية .
#تقسم_المشكلات_الاجتماعية_إلى :
أولًا : مشكلات عامة : وهي تعم المجتمع تقريبًا ولو أنَّ العلماء يختلفون في تحديد النسبة التي يمكن من خلالها اعتبارها عامة مثل الجريمة والطلاق .
ثانيًا : مشكلات خاصة : وهي التي لا تصيب إلا شريحة معينة من المجتمع مثل: شرب الخمر ولعب القمار .
#خصائص_المشاكل_الاجتماعية :
أولًا : اتصالها بالقيم الاجتماعية والأخلاقية .
ثانيًا : تتأثر المجتمعات فيها بطريقة سلبية .
ثالثًا : الإجماع في الرأي على التخلص منها وحلها .
رابعًا : تتواجد في كل مجتمع .
#أسباب_المشاكل_الاجتماعية :
أولًا : ضعف الإيمان والتمسك بدين الله، ولجوء الفرد إلى الوحدة و الانعزال.
ثانيًا : التغير الاجتماعي المستمر والسريع.
ثالثًا : قلة الترابط بين أفراد طبقات المجتمع والأفراد مع بعضهم البعض.
رابعًا : غياب الرقابة الاجتماعية، وعدم قدرة المجتمع على حل المشكلات الاجتماعية التي يتعرض لها.
خامسًا : تعرض المجتمع للعديد من الضغوط والمشاكل السياسية والاقتصادية وغيرها..
#أسباب_الفشل_في_حل_المشكلات :
أولًا : عدم إتباع منهجية الحل.
ثانيًا : عدم الالتزام.
ثالثًا : سوء فهم المشكلة.
رابعًا : قلة الخبرة والمعرفة اللازمة.
خامسًا : عدم العمل على أسلوب مناسب ونافع .
سادسًا : عدم كفاية المعلومات وصحّتها ووضوح المشكلة ..
سابعًا : الخوف.
#أسباب_زيادة_المشكلة :
أولاً : عدم إدراك و تدارك المشكلة .
ثانيًا : عدم التعبير الصحيح للمشكلة.
ثالثًا : الانفعال والعصبيّة .
رابعًا : التفكير الخاطئ .
#طرق_حل_المشاكل :
أولًا : تمييز المشاكل: حيث إنّه يجب تمييز المشكلة وتحليلها وتعريفها ليتمّ التعرف عليها، وجمع المعلومات عنها، ومعرفة تحديد طرق حلّها .
ثانيًا : جمع المعلومات عن المشكلة: يجب جمع المعلومات وما يتعلّق بالمشكلة، وذلك بعد معرفتها لجمع المعلومات اللازمة للمشكلة .
ثالثًا : تحليل المشكلة: بعد جمع المعلومات يتمّ تحليلها وتنقيتها ورؤية ومعرفة أسبابها .
رابعاً : وضع الحلول الممكنة : بعد تحليل المشكلة توضع الحلول الممكنة، ويفضّل أن تكون غير معقّدة و ممكنة التطبيق، وتكون معالجة للمعوّقات وموصلة للهدف، ويجب أن نعلم بأنّه كلّما كانت هناك أفكار أكثر كانت الحلول أفضل .
خامساً : تقييم الحلول: يجب مقارنة الحلول مع بعضها البعض ودراستها، والأخذ بعين الاعتبار إمكانيّة العمل بها وتنفيذها، ونراعي منها الأمور التالية :
1- النتائج من الحلول .
2-الحلول التي تراعي الأنظمة و القوانين والأعراف .
3- تقييم الحلول مع النتائج والمخاطر المترتبة عليها .
ساسًا : تنفيذ الحل الذي تم اختياره ونراعي بذلك :
1- النتائج والأهداف .
2- الفترة الزمنية .
3- الإجراءات .
4-المصادر والمساعدات .
5- تقليل المخاطر .
6-إتباع خطة وآليّة ومنهجيّة الحل .
#كيفية_معالجة_المشاكل_الاجتماعية :
أولاً : تعميق أسلوب الحوار : القائم على التفاهم من أجل إيجاد حلول لأي مشكلة تواجه الأفراد في المجتمعات، ومن أبسط الأمثلة على ذلك؛ عندما تواجه الأسرة مشكلةً معينة تجمع أفرادها وتحاورهم على إيجاد حل لها، على عكس غياب عنصر الحوار الذي يؤدّي ببعض أصحاب العقول الصغيرة باللجوء لأسلوب العنف والغضب، باعتباره حلّاً لمشكلاتهم وفرض آرائهم بالقوة .
ثانيًا : التمسك بالدين : وانتهاج نهج الإسلام والأخلاق الذي يحث على التمسك والترابط بين أفراد المجتمع، وتحثهم على عدم التفرقة فيما بينهم، وتزرع في نفوسهم الإيثار وحب الآخرين، وتقديم المَصلحة العامّة على المصلحة الشخصية والالتزام بالقيم الإسلاميّة والأخلاق المأثورة التي تحثّ الإنسان على أن ينتهج منهجًا واضحًا في الحياة يضمن له أن يعيش ويتعايش مع غيره بعيدًا عن المشاكل والخلاف ففي قوله تعالى (ادفع بالتي هي أحسن السّيئة فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنّه ولي حميم ) وهنا تتقرّر قاعدة مهمة وهي عدم مقابلة الإساءة بالإساءة وإنّما العفو والصّفح والإحسان لمن أساء، وإنّ من شأن ذلك أن يوقظ ضمير المسيء فيدرك أنّه مخطئ بفعله وإساءته وربمّا تحوّل إلى صديق حميم لمن أساء إليه .
ثالثًا : محاولة حل المشكلات بالأسلوب الخماسي : وهو أسلوب قائم على أسس علمية يقتضي بحل المشكلة وله خمس خطوات كالتالي :
1- دراسة المشكلة وتحديدها .
2- جمع قدر كافٍ من المعلومات عنها .
3- محاولة استنتاج أكثر من حل لها على أن تكون الحلول قائمةً على أسس منطقية وعلميّة مدروسة أو غير منطقية، وبالنهاية محاولة اختيار الحل الصائب.
4- تجربة الحلول المستنتجة .
5- النتيجة والتي تنتهي بالخروج بنتيجة لحل المشكلة أم لا .
رابعًا : تعميق ثقافة الحوار بين مكوّنات المجتمع : وأن تكون وسيلة حلّ المشكلات والخلافات بين النّاس، فكثير من المشاكل الاجتماعيّة تحصل بين النّاس بسبب عدم إتباعهم أسلوب الحوار في حلّ مشكلاتهم فتراهم يلجئون للعنف كوسيلة سهلة للتّعبير عن الغضب ومحاولة إثبات وجودهم وإظهار أحقيّتهم في شيءٍ معين، ومن الأمثلة على ذلك ما يحصل بين المتحاورين في السّكن أحيانًا من مشاكل تتطوّر إلى العنف وقد تكون أسبابها بسيطة، والحل يمكن في تحاور كلّ طرفٍ مع الآخر والاستماع إليه لمعرفة أسباب المشكلة والعمل على حلّها بعيدًا عن العنف والغضب .
خامسًا : إتباع الأسلوب المنطقي في حلّ المشكلات الاجتماعيّة : فلكلّ مشكلة حلّ كما يقال وهذا الحلّ يتطلّب أولاً البحث عن أسبابه ثمّ تجميع المعلومات عنه بالاستماع إلى جميع أطراف المشكلة ثمّ البحث عن الحلول المناسبة واتخاذ القرار؛ فمشكلة العنف الجامعي مثلاً لها أسبابها التي تتطلّب الوقوف عليها مثل غياب التّربية والتّوجيه، وكذلك مشكلة عزوف الشّباب عن العمل في قطاعات معيّنة بحجّة أنّها لا تلاؤمهم اجتماعيًّا، والحلّ يكون بتغيير نظرة الشّباب والقضاء على ثقافة العيب التي يتربّى عليها الكثيرون منهم .
#دور_الدّولة_في_إيجاد_حلول_للمشكلات_الاجتماعيّة :
أولًا : على الدّولة أن تضع السّياسات الرّشيدة والحكيمة والخطط المدروسة : التي تُعالج المشاكل الاجتماعيّة؛ فمشكلة الفقر وانتشاره على سبيل المثال تستدعي من الدّولة أن تضع الخطط المناسبة للحدّ من هذه الظّاهرة، كما عليها تنفيذ إجراءات تضمن تطبيق تلك الخطط والقرارات، فقد تقوم الدّولة بالتّأكيد مثلًا على فرضيّة الزّكاة من خلال سنّ قوانين تلزم المقتدرين على دفع زكاة أموالهم بل وتحاسب المقصّرين في ذلك، وإنّ من شأن هذه الإجراءات أن تضمن جمع أموال كثيرة تسهم في إعانة وتشغيل الفقراء أو تأسيس مشاريع خاصّة لهم بحيث لا يبقى فقير أو محتاج في المجتمع، كما أنّ الدّولة قادرةٌ على حلّ مشاكل اجتماعيّة أخرى كالبطالة مثلًا من خلال وضع خطط واستراتيجيات تعمل على تأمين الوظائف المناسبة للباحثين عنها من خلال بناء المصانع وفتح آفاق جديدة للعمل .
ثانيًا : أن تساهم الدّولة في إرشاد النّاس وتوجيههم : من خلال قنواتها الإعلاميّة؛ بحيث تقوم ببثّ مواد إعلاميّة تحثّ النّاس على الفضيلة والتّمسك بقيم الدّين والأخلاق الحسنة، فعلى سبيل المثال تستطيع الدّولة من خلال وزارة الأوقاف بثّ النّشرات والمواد الإعلاميّة التي ترغّب في الزّواج وتحثّ عليه كوسيلة للقضاء على الانحراف الأخلاقي والفاحشة المنتشرة في المجتمع، كما قد تُسهم الدّولة في تزويج الشّباب والفتيات من خلال الدّعم المادي لهم وتوفير السّكن الملائم، وغير ذلك من أمور .
ثالثًا : أن تتدخّل الدّولة بأدواتها التّنفيذيّة لردع المجرمين وملاحقة المطلوبين : الذين يقومون بالجرائم والمشاكل الاجتماعيّة المختلفة من خلال إيداعهم في السّجون أو تقديمهم للمحاكمة العادلة .
#الكاتب_والباحث_سرهاب_البسطامي
#حقوق_النشر_محفوظة_للكاتب - ( 2020 ) .