اخبار الاردن
موقع كل يوم -زاد الاردن الاخباري
نشر بتاريخ: ٢٦ أب ٢٠٢٥
زاد الاردن الاخباري -
كتب: د. أحمد الوكيل - على امتداد سبعةٍ وثلاثين عاماً من البذل والعطاء، قدّم العميد والأستاذ الدكتور محمود أبو زيد نموذجاً فريداً لرجل جمع بين البطولة العسكرية والريادة الأكاديمية، فغدا قامة وطنية شامخة، وركناً من أركان العطاء الأردني الأصيل.
عطاء عسكري مشرّف
التحق أبو زيد في ريعان شبابه بصفوف القوات المسلحة الأردنية – الجيش العربي، متنقلاً في مواقع الخدمة والقيادة، متدرجاً في الرتب العسكرية حتى وصل إلى رتبة عميد. خلال مسيرته العسكرية، لم يكن مجرد ضابط يؤدي واجباته، بل كان قائداً ملتزماً بقيم الانضباط، ومدافعاً مخلصاً عن شرف الجندية وواجب الدفاع عن الوطن. لقد جسّد صورة 'الجندي العالم' الذي يوازن بين صلابة الميدان وحكمة الفكر.
سيرة أكاديمية متألقة
وموازاةً لمسيرته العسكرية، حمل أبو زيد رسالة العلم والبحث، فاختار طريق الأكاديميا، حتى بلغ مرتبة أستاذ دكتور (بروفيسور) في تخصص الهندسة الميكانيكية بجامعة مؤتة، الجامعة التي حملت على شعارها مقولة 'السيف والقلم'، فكان خير من جسّد هذا الشعار واقعاً وحياة.
قاد أجيالاً من الطلبة، وأشرف على أبحاث ورسائل علمية، وترك بصمته في عقول خريجي الجامعة الذين يفخرون بكونهم تلامذته.
حضور عالمي وإنجازات بحثية
لم يقتصر عطاؤه على حدود الوطن، بل حمل رسالته العلمية إلى الخارج، مشاركاً في مؤتمرات وبحوث علمية في المملكة المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية، حيث قدّم دراسات رصينة نُشرت في مجلات علمية مرموقة. لقد أسهمت أبحاثه في إثراء تخصص الهندسة الميكانيكية، وعززت حضور الباحث الأردني في المحافل الدولية.
نال خلال مسيرته العديد من شهادات التكريم والتقدير من جهات أكاديمية وعسكرية، تعبيراً عن الاعتراف بما قدّمه من إنجازات رفيعة المستوى.
تكامل السيف والقلم
إن المتأمل في مسيرة العميد الأستاذ الدكتور محمود أبو زيد، يدرك أنه لم يعرف للراحة سبيلاً، بل ظل مثالاً للعزيمة الصلبة والإخلاص الدؤوب. فقد جمع بين الانضباط العسكري وروح الأكاديمي الباحث، ليبقى اسمه شاهداً على تكامل السيف والقلم: قوةً بالحق، ورسالةً بالعلم، وعطاءً ممتداً للوطن والأمة.
كلمة وفاء
في هذه اللحظة المفصلية التي يطوي فيها أبو زيد صفحةً من حياته المهنية بالتقاعد، لا يسعنا إلا أن نقول له: شكراً على ما بذلته من عطاءات ستبقى حيّة في الذاكرة الوطنية والأكاديمية. فأنت لم تترك إرثاً شخصياً فحسب، بل تركت أثراً باقياً في مؤسسات الدولة وفي قلوب من عرفوك وتعلموا منك.