اخبار السودان
موقع كل يوم -نبض السودان
نشر بتاريخ: ٢٥ أب ٢٠٢٥
متابعات- نبض السودان
شهدت الساحة الطبية العالمية إعلاناً مثيراً حول ابتكار ثوري قد يغير مستقبل طب العيون، حيث طوّر فريق من العلماء تقنية جديدة لتصحيح النظر دون الحاجة لاستخدام الليزر أو الخضوع لعمليات جراحية معقدة. وتعتمد هذه الطريقة الحديثة على استخدام تيار كهربائي منخفض مع تعديل مؤقت في درجة الحموضة لإعادة تشكيل القرنية، وهو ما اعتبره خبراء خطوة فارقة في عالم تصحيح الإبصار.
إعادة تشكيل القرنية بالكهرباء
التقنية الجديدة، التي أطلق عليها اسم 'إعادة التشكيل الكهروميكانيكي' (EMR)، تمكن الباحثون من خلالها من إعادة تشكيل القرنية عبر تيار كهربائي خفيف. وقد طوّرها علماء من جامعة كاليفورنيا بالتعاون مع كلية أوكسيدنتال، وجرى عرضها لأول مرة خلال اجتماع الجمعية الكيميائية الأميركية لخريف 2025، بحسب ما أورده موقع 'New Atlas'.
دقيقة واحدة فقط لإصلاح النظر
المثير في هذه التقنية أنها لا تحتاج سوى دقيقة واحدة فقط لإتمام العملية كاملة، حيث يتم تمرير تيار كهربائي منخفض عبر أقطاب كهربائية دقيقة على هيئة عدسات لاصقة بلاتينية، مما يؤدي إلى جعل أنسجة القرنية مرنة بما يكفي لإعادة تشكيلها. وبمجرد توقف التيار الكهربائي وعودة درجة الحموضة إلى وضعها الطبيعي، تستعيد القرنية صلابتها وتحافظ على شكلها الجديد دون الحاجة لأي تدخل جراحي.
بديل محتمل لجراحة الليزك
رغم أن عمليات الليزك كانت لسنوات طويلة الخيار الأبرز لتصحيح النظر، إلا أن هذه التقنية الحديثة قد تصبح البديل الأكثر أماناً وفاعلية. فالتجارب الأولية على العينات لم تُظهر أي تلف أو موت للخلايا، ما يعزز التوقعات بأن تصبح تقنية EMR ثورة طبية تحل محل الليزك في المستقبل القريب.
اكتشاف جاء بالصدفة
اللافت أن هذا الابتكار جاء بمحض الصدفة، حيث أوضح البروفسور برايان وونغ، الجراح في جامعة كاليفورنيا، أن الاكتشاف بدأ عندما كان يتعامل مع الأنسجة الحية باعتبارها مواد قابلة للتشكيل، ومن ثم قادته التجارب إلى فكرة التعديل الكيميائي عبر الكهرباء، التي أثبتت نجاحها بشكل مبدئي.
طريق طويل أمام الاستخدام التجاري
ورغم الحماسة الكبيرة التي رافقت الإعلان عن هذه التقنية، إلا أن الباحثين أنفسهم أكدوا أن الطريق ما زال طويلاً قبل الوصول إلى الاستخدامات الطبية الواسعة. وأوضح مايكل هيل، أستاذ الكيمياء في كلية أوكسيدنتال والمشرف الرئيسي على الدراسة، أن التجارب ما زالت في مراحلها المبكرة، وأن الانتقال من المختبر إلى التطبيق السريري يحتاج إلى سنوات من الدراسات والاختبارات.
مزايا اقتصادية وعلاجية واسعة
إذا أثبتت هذه التقنية نجاحها في التجارب السريرية، فمن المتوقع أن تحقق قفزة نوعية في قطاع طب العيون. فهي لن تكون فقط أكثر أماناً مقارنة بجراحات الليزر التقليدية، بل ستكون أيضاً أقل تكلفة، مما يتيح لعدد أكبر من المرضى إمكانية الحصول على علاج لتصحيح النظر دون تحمل أعباء مالية ضخمة.
احتمالية عكس النتائج
من بين المزايا المدهشة التي أشار إليها العلماء، أن التقنية ربما تكون قابلة للعكس، أي أنه يمكن إعادة النظر إلى حالته السابقة في حال رغبة المريض أو ظهور أي مضاعفات مستقبلية، وهو ما يمنحها ميزة إضافية تجعلها أكثر مرونة مقارنة بجراحة الليزك الدائمة.
نقلة نوعية منتظرة
ويجمع الخبراء على أن هذه التقنية، في حال اعتمادها رسمياً، ستفتح باباً جديداً في عالم طب العيون، وتغير من مفاهيم العلاج التقليدية، لتجعل من تصحيح النظر عملية بسيطة وسريعة وخالية من التعقيدات الجراحية.
الخلاصة
تقنية EMR لإعادة تشكيل القرنية بالكهرباء قد تكون البداية الحقيقية لمرحلة جديدة في علاج مشاكل النظر، لكنها في الوقت ذاته ما زالت بحاجة إلى دراسات معمقة وتجارب موسعة قبل أن تصبح واقعاً يومياً في العيادات. ومع ذلك، فإن الأمل بات كبيراً لدى الملايين ممن ينتظرون حلولاً بديلة عن الليزر وجراحات العيون التقليدية.