اخبار السودان
موقع كل يوم -نبض السودان
نشر بتاريخ: ٢٦ أب ٢٠٢٥
متابعات- نبض السودان
يظل التساؤل قائمًا عند كثير من متبعي الأنظمة الغذائية: هل التمر أفضل أم التين في دعم رحلة خسارة الوزن؟ فكلاهما من الفواكه المجففة الغنية بالعناصر الغذائية والسكريات الطبيعية مثل الفركتوز والغلوكوز، ويُعدان خيارًا مثاليًا للوجبات الخفيفة الصحية وللتحكم في الرغبة الشديدة بالحلويات.
يتميز كل منهما بمذاق حلو طبيعي، وغنى بالألياف، والفيتامينات الأساسية، ومضادات الأكسدة، لكن الفارق في السعرات الحرارية وطبيعة السكريات هو ما يجعل التين يتفوق نسبيًا عند الحديث عن فقدان الوزن.
المؤشر الجلايسيمي وتأثيره على الشهية
يُعتبر المؤشر الجلايسيمي عنصرًا حاسمًا في تحديد أثر الفاكهة على سكر الدم. فالأطعمة ذات المؤشر المرتفع قد تؤدي إلى ارتفاع مفاجئ في مستويات السكر ثم انخفاض حاد يسبب الجوع مجددًا. يبلغ المؤشر الجلايسيمي للتين المجفف حوالي 61، وهو متوسط مقارنة بالتمر الذي يُصنف أعلى منه. وبالتالي فإن التين يمنح امتصاصًا أبطأ للسكر وتأثيرًا ألطف على الجسم، مما يجعله أكثر ملاءمة للأشخاص الذين يسعون لتثبيت مستويات السكر أو يعانون من مقاومة الأنسولين.
السعرات الحرارية بين التين والتمر
الفرق الأبرز بين الثمار يظهر في عدد السعرات الحرارية، حيث يحتوي التمر على ما يقارب 280 إلى 300 سعر حراري لكل 100 غرام، بينما يمنح التين نحو 70 إلى 75 سعرًا حراريًا فقط. وبذلك، يُعتبر التين خيارًا منخفض السعرات الحرارية مثاليًا للراغبين في الحفاظ على عجز سعراتي يساعد على خسارة الوزن.
الألياف ودورها في الشبع
الألياف عنصر جوهري في أي خطة لفقدان الوزن، كونها تُساهم في الشعور بالامتلاء وتدعم الهضم. يوفر التين حوالي 9 إلى 10 غرامات من الألياف لكل 100 غرام، بينما يحتوي التمر على نحو 7 إلى 8 غرامات. هذه النسبة تجعل التين أكثر قدرة على كبح الشهية، خاصة عند مقارنته بسعراته المنخفضة. ومع ذلك، تبقى الألياف الموجودة في التمر مفيدة أيضًا للهضم وتنظيم مستويات السكر والكوليسترول.
التحكم في الكميات عند الاستهلاك
الشعور بالشبع لا يلغي أهمية الاعتدال. فالتين يسمح بتناول كمية أكبر نسبيًا دون زيادة كبيرة في السعرات الحرارية، بينما يُفضل مع التمر الاكتفاء بثمرتين أو ثلاث ثمرات فقط لتفادي الإفراط في السعرات. بهذا الأسلوب يمكن إدراج كلاهما ضمن نظام غذائي صحي دون الإخلال بالهدف الأساسي وهو خسارة الوزن.
الفيتامينات والمعادن الأساسية
التين غني بالكالسيوم، البوتاسيوم، المغنيسيوم، الحديد، وفيتامين K، وهي عناصر تدعم صحة العظام والقلب والعضلات. أما التمر فيوفر البوتاسيوم، الحديد، المغنيسيوم، إضافة إلى فيتامينات B، ما يجعله مصدرًا قويًا للطاقة ومكافحة التعب.
صحة الجهاز الهضمي
يلعب كل من التمر والتين دورًا بارزًا في دعم صحة الجهاز الهضمي. فالتين يساعد على التخلص من الإمساك بفضل أليافه القابلة للذوبان، بينما يُساهم التمر في تعزيز بكتيريا الأمعاء المفيدة خاصة عند تناوله منقوعًا في الماء. وبفضل مضادات الأكسدة المشتركة بينهما، يتمتع كلاهما بقدرة على مكافحة الالتهابات وتعزيز صحة الخلايا.
التين والتمر.. أيهما أنسب للرجيم؟
إذا كان الهدف هو إنقاص الوزن بشكل فعّال، فإن التين يتصدر القائمة بفضل قلة سعراته وارتفاع أليافه، ما يجعله مناسبًا كوجبة خفيفة تُكبح الشهية وتدعم فقدان الوزن. أما التمر، ورغم غناه بالطاقة والعناصر المغذية، إلا أنه يتطلب التزامًا صارمًا بالتحكم في الكميات.
القيمة الغذائية مقابل الهدف الصحي
يُجمع خبراء التغذية أن التمر والتين كلاهما مغذي ومفيد، لكن اختيار الأفضل يعتمد على الهدف الصحي للفرد. التين أفضل لمن يريد فقدان الوزن أو ضبط السكريات، بينما التمر أنسب لمن يبحث عن طاقة سريعة أو يحتاج إلى تعزيز مستويات الحديد والبوتاسيوم.
في النهاية، لا يوجد فائز مطلق بين التمر والتين، بل يعتمد الأمر على طبيعة النظام الغذائي للفرد. فإذا كان التركيز على خسارة الوزن وضبط الشهية، يظل التين الخيار الأمثل، بينما يُمكن أن يكون التمر إضافة متوازنة إذا تم تناوله بكميات مدروسة.