اخبار السودان
موقع كل يوم -نبض السودان
نشر بتاريخ: ٢٧ أب ٢٠٢٥
متابعات- نبض السودان
أشعل منشور كتبه قائد فيلق البراء بن مالك، المصباح أبوزيد طلحه، على صفحته بفيسبوك، جدلاً واسعاً على منصات التواصل الاجتماعي وأوساط الناشطين والسياسيين، بعد أن تحدث فيه عن اقتراب عودة القيادي المثير للجدل إبراهيم بقال، الذي كان قد نصب نفسه والياً على الخرطوم خلال فترة سيطرة قوات الدعم السريع على العاصمة.
تصريحات مثيرة من المصباح
كتب المصباح في منشور مختصر قائلاً: 'الأستاذ بقال قريباً في حضن الوطن'، وهو ما فتح الباب أمام تساؤلات عديدة حول دلالات هذه العبارة وإمكانية عودة بقال للسودان. وعندما ازدادت الاستفسارات حول مغزى المنشور، عاد المصباح ليكتب موضحاً: 'للتاريخ.. الأستاذ بقال لم يحمل سلاحاً بمعركة ولم يوجه ذخيرة أبداً تجاه القوات المنضوية في معركة الكرامة منذ بداية التمرد، بل اقتصر دوره على الظهور أمام عدسة موبايل باستيكر مكسور'.
تلميحات سابقة عن الهروب
لم تكن هذه المرة الأولى التي يثير فيها المصباح الحديث حول بقال، فقد سبقتها تغريدة في الثاني من أغسطس الجاري، كشف فيها عن معلومات تؤكد أن بقال بدأ الترتيب لمغادرة السودان عبر تشاد ومنها إلى أوروبا بغرض طلب اللجوء السياسي، بعد أن شعر بأن موقعه أصبح مهدداً وأن حياته قد تكون في خطر. وأشار المصباح حينها إلى أن بقال أجرى اتصالات مع ناشطين في الخارج لترتيب عملية خروجه وتأمين الحماية له.
قانونياً.. هل يحق لبقال العودة؟
أثار المنشور تبايناً كبيراً بين معارض بشدة للفكرة ومؤيد لعودته بشروط. فبينما اعتبر البعض أن بقال كان متمرداً وساهم في معاناة المواطنين بالخرطوم عبر ظهوره في مقاطع مصورة وصفوها بالمستفزة، ورأوا أن عودته مرفوضة، ذهب آخرون إلى القول إنه حتى لو ارتكب جرائم، فله الحق في العودة إذا اعترف بأخطائه. وفي هذا السياق، أوضح المحامي د. ناجي مصطفى أن القانون لا يمنع عودة المتمردين شريطة أن يأتوا تائبين نادمين معترفين بجرائمهم، وأن يتحملوا تبعاتها أمام العدالة، بينما تلتزم الحكومة بتعويض المواطنين في حال إصدار عفو عام.
خلفيات سابقة
سبق أن تناول المصباح قضية بقال في مايو الماضي عندما نشر الأخير صوراً ومقاطع فيديو يهاجم فيها قيادات المليشيا بسبب تخليهم عنه في أم درمان حتى كاد يقع في قبضة الجيش. حينها أكد المصباح أن بقال كان يعمل 'مصدر' منذ سنوات طويلة قبل تمرد المليشيا، وأنه كانت له علاقة مباشرة بالمدعو ياسر عرمان، حيث اعتاد لقاءه في فندق كانون بالخرطوم 2. وأضاف أن بقال واصل عمله كمصدر حتى سقوط مدني، لكنه بعد سقوط سنجة قرر التمرد ورفض الاستمرار في عمله السابق.
رفض واسع للتصالح
على الرغم من محاولات بعض الأصوات الدعوة لفتح باب العودة، فإن غالبية التفاعلات على منصات التواصل الاجتماعي ذهبت في اتجاه الرفض القاطع للتصالح مع بقال. واعتبر ناشطون أن الحديث عن عودته قد يكون محاولة لجس نبض الشارع السوداني لتمرير أفكار مشابهة تخص شخصيات وقيادات أخرى. وربط بعضهم ذلك بالحديث عن إمكانية العفو عن رموز قوى الحرية والتغيير، بما فيهم عبد الله حمدوك، الذين يواجهون قضايا جنائية تصل عقوباتها إلى الإعدام.
هل هو اختبار للشارع؟
الجدل المتصاعد دفع مراقبين للتساؤل عما إذا كان منشور المصباح مجرد رأي شخصي أم جزء من اختبار أوسع لمدى قبول الشارع لخطوات تصالحية مع شخصيات مثيرة للجدل مثل بقال. في المقابل، يرى آخرون أن مجرد طرح الفكرة أثار حساسية كبيرة لدى الشارع الذي لا يزال يتذكر معاناة الخرطوم تحت سيطرة المليشيا وما صاحبها من انتهاكات ونهب وإساءات علنية لقيادة الجيش.