اخبار السودان
موقع كل يوم -نبض السودان
نشر بتاريخ: ٢٦ أب ٢٠٢٥
كادوقلي- نبض السودان
شهدت مدينة كادوقلي، يوم الاثنين 25 أغسطس، كارثة صحية مروعة عقب وفاة 22 مواطنًا جراء إصابتهم بالكوليرا داخل مستشفى كادوقلي التعليمي، وسط ارتفاع لافت في أعداد المصابين الذين تجاوزوا 200 حالة داخل مركز العزل بالمستشفى، مقارنة بـ46 حالة فقط قبل أسبوع واحد. وأكد مصدر طبي بالمستشفى، فضّل حجب اسمه لعدم تخويله بالتصريح، أن حصيلة الوفيات منذ بداية الأزمة تخطت حاجز 105 حالات، بعد أن كانت لا تتجاوز ثلاث وفيات في الأسبوع الماضي
مركز العزل عاجز رغم التوسع في التجهيزات
المصدر الطبي أوضح أن إدارة المستشفى خصصت تسع غرف لاستيعاب الحالات المتزايدة، مع فرض إجراءات صارمة بمنع الزيارات عن المرضى كخطوة احترازية، فيما يتواجد فريق طبي مكتمل التجهيزات الوقائية لمتابعة الحالات. ورغم ذلك، فإن النقص الحاد في الأدوية والمحاليل الوريدية يعمّق المأساة، حيث لا يتمكن العديد من المرضى من تلقي العلاج المناسب
اتهامات لوزارة الصحة بالتقاعس
من جانبه، وصف الناشط عبد الباقي إدريس الموقف الصحي في المدينة بأنه 'استهتار وتجاهل تام' من وزارة الصحة، متهمًا السلطات بمحاولة التعتيم على الأرقام الحقيقية وعدم إعلانها للرأي العام. وأشار إلى أن المدينة ترزح تحت وطأة نقص حاد في الغذاء والدواء بسبب الحصار المفروض من قوات الدعم السريع والحركة الشعبية، مما يزيد من معاناة المواطنين
غياب المواصلات يحرم المرضى من العلاج
مصادر من غرفة الطوارئ أكدت أن الإحصائيات الحالية أُجريت بواسطة غرفة الطوارئ بالتعاون مع جهاز الإحصاء بالمستشفى. ولفتت إلى أن العديد من الإصابات ظهرت في الأحياء ومراكز الإيواء ومعسكرات النازحين، لكن انعدام وسائل النقل وبعد المسافات حرم المرضى من الوصول إلى المستشفى لتلقي الرعاية الطبية الأولية، الأمر الذي انعكس في ارتفاع عدد الوفيات بشكل مقلق
نزوح جماعي هربًا من المرض
تفاقم الأزمة دفع العديد من المواطنين إلى النزوح من كادوقلي باتجاه مناطق سيطرة الحركة الشعبية عبر امدولو، فيما توجّه آخرون إلى منطقة الكويك، بينما لجأ أغلبهم إلى حجر جواد تمهيدًا للانتقال نحو مناطق الجبال الستة في كرتالا وكلدجي. ويأتي ذلك في محاولة للنجاة من انتشار الوباء، وسط تحذيرات من انهيار الوضع الصحي بشكل كامل إذا لم يتم التدخل العاجل
المنظمة الدولية للهجرة تحذر
وكانت 'مصفوفة تتبع النزوح' التابعة للمنظمة الدولية للهجرة قد أعلنت في 12 أغسطس الجاري نزوح 3,070 شخصًا من مدينة كادوقلي خلال الفترة من 6 إلى 10 أغسطس، بسبب تدهور الأوضاع الاقتصادية ونقص السلع الأساسية بالتزامن مع استمرار الصراع. وتُضاف موجة النزوح الجديدة بسبب الكوليرا إلى المشهد المعقد، ما ينذر بكارثة إنسانية مضاعفة
مستقبل غامض وأزمة إنسانية مفتوحة
الأوضاع في كادوقلي تعكس مأساة إنسانية متصاعدة، إذ تتقاطع الأزمة الصحية مع الأوضاع الاقتصادية والأمنية، ما يهدد حياة الآلاف من السكان. ومع استمرار العجز في الخدمات الطبية، وغياب أي تدخل رسمي فاعل، يخشى مراقبون أن تتحول الكوليرا إلى وباء شامل يجتاح المنطقة بأكملها، ليزيد من تعقيدات الوضع الإنساني الكارثي
