تهددك وتسرقك .. التصرف المناسب مع التزييف العميق

الوقائع الإخبارية : لم يعد مجرمو الإنترنت يخترقون رسائل البريد الإلكتروني فحسب، بل يستخدمون فيديوهات تزييف عميق فائقة الواقعية لخداع الناس ودفعهم إلى مشاركة أموالهم وبياناتهم الشخصية، بل وحتى هوياتهم.

كذلك، يستغل المحتالون تقنية التزييف العميق لانتحال شخصيات المشاهير والمديرين التنفيذيين، وحتى أحبائك، مما يحوّل الثقة إلى فخ خطير. وتنتشر هذه الحيل بشكل كبير عبر منصات التواصل الاجتماعي، ويمكن لأي شخص أن يكون هدفًا لها.

التزييف العميق هو مقاطع فيديو أو أصوات فائقة الواقعية، تُنشأ باستخدام الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي وتقنيات تبديل الوجوه.

ومن خلال الجمع بين صور أو مقاطع فيديو أو عينات صوتية حقيقية، يُنشئ المحتالون مقاطع فيديو مزيفة مقنعة تُظهر أشخاصًا يقولون أو يفعلون أشياءً لم تحدث قط.

وتُساعد مقاطع الفيديو المزيفة بعمق مجرمي الإنترنت على بناء الثقة، مما يمهد الطريق للاحتيال. وغالبًا ما تنتحل هذه الفيديوهات شديدة الواقعية شخصيات رؤساء تنفيذيين أو أقارب أو مسؤولين حكوميين، فتخدع الضحايا لإرسال أموال أو مشاركة بيانات حساسة.

ولإنشاء تزييف عميق مقنع لا يحتاج المحتالون إلى الكثير؛ فالمحتوى متاح للعامة من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، ومواقع الشركات الإلكترونية، ومقاطع الأخبار، والمقابلات عبر الإنترنت، وصور ومقاطع فيديو وافرة.

كذلك تتوفر عينات صوتية من ملفات البودكاست والاجتماعات المسجلة، أو حتى المقاطع الصوتية القصيرة من وسائل التواصل الاجتماعي، لتقليد الأصوات.

بعد ذلك، يمكن للذكاء الاصطناعي إنشاء تزييف عميق مقنع، مما يجعل أي شخص تقريبًا هدفًا محتملًا. وعلى عكس رسائل التصيد الاحتيالي التقليدية التي تحتوي على أخطاء إملائية واضحة أو عبارات غريبة، فإن التزييف العميق يكاد يكون من المستحيل تمييزه عن الواقع.

اكتشاف التزييف

لاكتشاف التزييف العميق هناك علامات تحذيرية يجب الانتباه إليها، مثل النظر من كثب إلى ملامح الوجه الصغيرة وأشياء مثل خصلات الشعر والأذنين والشفاه، إذ يصعب على الذكاء الاصطناعي محاكاة حركات العين بدقة، خاصةً عند التحدث.

كذلك، يجب الانتباه إلى التشويش وما إذا بدت أجزاء من الوجه ملطخة، وملاحظة جودة الفيديو ووجود انخفاض مفاجئ في الوضوح، أو إذا كانت الأصوات سطحية أو خالية من المشاعر.

بالإضافة إلى ذلك، قد لا تتزامن حركات الشفاه تمامًا مع الصوت. ومن المهم أيضًا أن تثق بحدسك. فإذا بدا شيء ما غريبًا أو جيدًا جدًا لدرجة يصعب تصديقها، فمن المرجح أنه تزييف عميق.

وإذا وقعت ضحيةً لعمليات التزييف العميق، من المهم ألا تتصرف باندفاع. وابدأ بإبلاغ جهات إنفاذ القانون المحلية، وتحقق مما إذا كانت لديهم وحدة لمكافحة الجرائم الإلكترونية يمكنها المساعدة.

كذلك، أخبر مصرفك أو صاحب عملك أو أي مؤسسة أخرى ذات صلة، خاصةً إذا كان الفيديو قد يؤثر في حياتك الشخصية أو المهنية. وبالطبع، احفظ كل شيء واحتفظ بنسخة من الفيديو وأي رسائل وتفاصيل متعلقة به. وسيساعد ذلك في التحقيق.

بالإضافة إلى ذلك، أبلغ دائرة معارفك المقربة وأبقِ عائلتك وأصدقاءك على اطلاع دائم حتى لا يُفاجؤوا، ويتمكنوا من دعمك.

كما يمكنك النشر على وسائل التواصل الاجتماعي لتنبيه شبكتك الأوسع. وإذا كان لديك فيديو مُزيّف، شاركه مع تحذير واضح بأنه مُزيّف، فهذا يُساعد على منع انتشار المعلومات المُضللة.

والأهم من كل ذلك، لا تستسلم أبدًا للابتزاز؛ فالتهديدات والمطالبات عادة لا تتوقف إذا نفذت ما يطلبه المبتزون. وتذكر أنه كلما أسرعت في الاستجابة، زادت فرصك في تجنّب الخسارة المالية أو الإضرار بسمعتك.