اخبار الاردن
موقع كل يوم -هلا أخبار
نشر بتاريخ: ١٨ أب ٢٠٢٥
هلا أخبار – أكد خبراء ومتقاعدون عسكريون أن إعادة تفعيل برنامج خدمة العلم في الأردن، الذي أعلن عنه سمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، ولي العهد، يمثل رؤية وطنية استراتيجية تهدف إلى استثمار طاقات الشباب الأردني، وصقل شخصياتهم على المستويات البدنية، الفكرية، والثقافية.
وشددوا في مقابلات عبر 'راديو هلا' و 'جيش اف ام' على أن البرنامج يعزز قيم الانضباط، الولاء للوطن، والمثابرة، مما يعود بالنفع على الفرد، الأسرة، والمجتمع ككل، ويسهم في بناء جيل قادر على مواجهة التحديات الإقليمية والداخلية، وتحصين الشباب ضد الأفكار المتطرفة والسلوكيات السلبية.
تأثير البرنامج على الشباب والمجتمع
العميد المتقاعد ضيف الله الدبوبي أبرز أن برنامج خدمة العلم يحول الشاب من نمط حياة مدنية غير منظم إلى نمط عسكري يركز على الانضباط، تحمل الصعاب، واللياقة البدنية.
وأوضح أن البرنامج يغرس حب الوطن من خلال محاضرات توعوية وتدريبات ميدانية تشمل استخدام الأسلحة وقواعد الاشتباك، مشيراً إلى أن مدة ثلاثة أشهر كافية لتحويل الشباب إلى أفراد جاهزين لخدمة المجتمع.
وأضاف أن البرنامج يساهم في مكافحة الظواهر السلبية مثل تعاطي المخدرات، ويبني شخصية رجولية قادرة على الدفاع عن الوطن، مع تعزيز الثقة بالنفس والروح الجماعية.
من جانبه أكد أستاذ علم الاجتماع الدكتور رامي الحباشنة، أن خدمة العلم ليست مجرد تدريب عسكري، بل برنامج شامل يدمج الجوانب النظرية والتطبيقية لتعزيز الانتماء الوطني.
وأشار إلى أن البرنامج يساعد الشباب على مواجهة التحديات الإقليمية والأفكار المتطرفة الناتجة عن تأثير وسائل التواصل الاجتماعي، حيث يوفر بيئة تساعدهم على الانتقال من العالم الافتراضي إلى الواقعي.
كما أن اندماج الشباب من مختلف المحافظات في التدريب يعزز التلاحم الاجتماعي، مشبهاً ذلك بدور الجامعات في توحيد الشباب تحت هوية وطنية مشتركة.
وأضاف أن البرنامج يعكس صورة ثقافية متكاملة للجيش الأردني كجهة قتالية متنورة، مما يعزز فخر الشباب بانتمائهم.
دعم الشباب واستجابتهم للبرنامج
مدير عام هيئة شباب كلنا الأردن عبد الرحيم الزواهرة أشار للحماس الكبير الذي أبداه الشباب بعد إعلان ولي العهد، معتبراً البرنامج فرصة ذهبية لأداء رسالة وطنية حقيقية.
وأوضح أن خدمة العلم ستمكن الشباب من بناء شخصية وطنية قوية قادرة على التعامل مع تحديات العصر، بما في ذلك الرقمنة والثورة الصناعية الرابعة.
واستذكر الزواهرة الدور التاريخي للبرنامج في الماضي، حيث ساهم في مشاريع تنموية مثل زراعة الغابات، فتح الطرق، ودعم البنية التحتية، مما يعكس أهميته في بناء الوطن.
رؤية عسكرية وسيادية
وصف اللواء الركن المتقاعد عبدالله الحسنات، مدير شؤون الأفراد السابق في القوات المسلحة، قرار إعادة تفعيل البرنامج بأنه 'سيادي' ويأتي في توقيت حساس يعكس الحاجة إلى تعزيز الهوية الوطنية وإعداد رديف قوي للجيش.
وأوضح أن البرنامج يتضمن تدريباً عسكرياً مكثفاً إلى جانب محاضرات ثقافية وتوعوية، مما يرفع الثقة بالنفس ويجعل الشاب أكثر فاعلية في المجتمع.
وأكد أن البرنامج يراعي أوضاع الطلبة والعاملين، حيث سيتم احتساب فترة الخدمة ضمن ساعات الدراسة الجامعية، مع ضمان عدم فصل الموظفين من وظائفهم، مما يجعل البرنامج مرناً وشاملاً.
فوائد استراتيجية واجتماعية
أجمع الخبراء على أن خدمة العلم لن تقتصر على الجانب العسكري، بل ستمتد فوائدها إلى تعزيز التماسك الاجتماعي، تحسين الصحة النفسية والبدنية للشباب، وتقليل الانجراف نحو السلوكيات السلبية.
كما أن البرنامج سيوفر فرصة للشباب للتعرف على دورهم في بناء الوطن، وتعزيز قيم العمل الجماعي والمسؤولية الوطنية.
وأشاروا إلى أن البرنامج يتماشى مع رؤية الأردن الحديثة التي تسعى إلى تمكين الشباب وإعدادهم لمواجهة تحديات المستقبل.