اخبار الاردن
موقع كل يوم -زاد الاردن الاخباري
نشر بتاريخ: ٨ أيار ٢٠٢٥
زاد الاردن الاخباري -
أطلق باحثان أردنيان جرس الإنذار بشأن طائر “المينا”، الذي بات انتشاره في مختلف مناطق المملكة يشكل تهديدًا فعليًا للتنوع الحيوي، وذلك ضمن دراسة حديثة أعدها الدكتور إيهاب عيد والدكتور فارس خوري، سلطت الضوء على مخاطر هذا الطائر الدخيل على البيئة الأردنية.
وتحدث الباحث إيهاب عيد، المتخصص في التنوع الحيوي والمحميات، عن خصائص هذا الطائر ومصدره ، في حديث عبر اذاعة الجيش ، موضحا أن المينا ليس من الطيور الأصيلة في الأردن، بل ينتمي إلى قائمة “الأنواع الغريبة الغازية”، حيث يرجّح أنه أُدخل إلى البيئة الأردنية بشكل متعمد أو غير متعمد من جنوب آسيا أو من مناطق الأغوار عبر فلسطين.
وأشار عيد إلى أن طائر المينا يتمتع بقدرة عالية على التكيّف، مما ساهم في انتشاره السريع، وهو مصنف ضمن قائمة أسوأ 100 نوع غازي في العالم بسبب آثاره السلبية التي طالت بلدانًا عديدة من أوروبا إلى أستراليا وأمريكا.
أكد عيد أن المينا طائر عدواني، خاصة في مواسم التعشيش، إذ يهاجم طيورا أخرى مثل البوم والشنار والعصافير الصغيرة ويستولي على أعشاشها، مما يؤدي إلى خلل في التوازن البيئي. كما أثبتت دراسات قدرته على نقل أمراض مثل السالمونيلا وإنفلونزا الطيور.
أما على الصعيد المجتمعي، فوصف عيد صوت الطائر بالمزعج، خاصة في المناطق السكنية التي تنتشر فيها أعداده، لدرجة أن بعض الأشخاص يشتكون من الضجيج الذي يسببه. وأضاف أن هناك حالات في بعض الدول هاجم فيها هذا الطائر الحيوانات الأليفة كالقطط والكلاب.
من الناحية الاقتصادية، يتغذى المينا على النفايات والفواكه، ويستغل الموارد الغذائية المتاحة للطيور المحلية، مما يزيد من خطورته كمنافس شرس على الغذاء.
ورغم خطورته، أشار عيد إلى أن طائر المينا يُعتبر ذكيا ويمكنه تعلم بعض الكلمات، لكنه شدد على أن ذلك لا يُعد ميزة كافية لتبرير وجوده في البيئة الأردنية.
وشدد الباحث في حديثه لبرنامج “هنا الأردن” عبر إذاعة جيش اف ام، على ضرورة اتخاذ خطوات استباقية بعيدة عن ردود الفعل الآنية، داعيا إلى تفعيل خطة العمل التي أعدتها وزارة البيئة ضمن “الكتاب الأسود للأنواع الغازية في الأردن”، وهو دليل شامل يتضمن تصنيفات وخطط عمل للتعامل مع الأنواع الدخيلة على المملكة، سواء كانت نباتات أو طيور أو ثدييات.
وضرب عيد مثالاً على ذلك بنبات “السلام” الغازي، الذي رغم لونه الجذاب، يُصنف ضمن الأنواع الأخطر عالميا نظرا لاستنزافه الشديد للمياه الجوفية مقارنة بالنباتات المحلية، ويشكل تهديدا كبيرا للتوازن البيئي.