اخبار الاردن
موقع كل يوم -زاد الاردن الاخباري
نشر بتاريخ: ٧ أيار ٢٠٢٥
زاد الاردن الاخباري -
حذر خبراء صحيون من أن القدرة على ثني الأصابع أو راحة اليد بسهولة وبشكل يتجاوز النطاق الطبيعي قد لا تكون مجرد مهارة جسدية.
وقال الباحثون إن ما يعتقد أنه مهارة قد تكون علامة مبكرة على وجود ضعف في الأنسجة الضامة للجسم، وهو ما قد يؤدي لاحقًا إلى مشاكل تنفسية خطيرة مثل الربو أو انقطاع النفس أثناء النوم.
وأوضحت الدكتورة تايلور غولدبرغ، أخصائية تقويم العمود الفقري في ولاية كولورادو الأمريكية، إن هذه الحالة المعروفة بـ'فرط المرونة' قد تشير إلى خلل في البروتينات التي تمنح الجسم قوته ومرونته، وهي الكولاجين والإيلاستين، والتي تدخل في تكوين الأنسجة التي تدعم العضلات والعظام وحتى الرئتين.
وأضافت أن الرئتين تحتويان على نسبة عالية من الأنسجة الضامة مقارنة بأعضاء الجسم الأخرى، ما يجعل أي ضعف فيها يؤثر مباشرة على قدرة الجهاز التنفسي في العمل بكفاءة.
وأشارت إلى أن أحد المؤشرات على فرط المرونة يمكن تحديده من خلال 'اختبار بيغتون' المكون من 9 نقاط، والذي يشمل أداء حركات مثل ثني الإصبع الصغير للخلف بزاوية 90 درجة، أو لمس الأرض براحة اليد مع الحفاظ على الركبتين مستقيمتين. ويعتبر البالغ الذي يسجل أكثر من 5 نقاط مصابا بفرط المرونة.
وربطت الدكتورة غولدبرغ هذه الحالة بمتلازمة 'إهلرز-دانلوس' (EDS)، وهي اضطراب وراثي نادر يصيب الأنسجة الضامة ويجعل الجلد أكثر تمددا والمفاصل أكثر مرونة، ويؤدي إلى ضعف في الرئتين وصعوبة في التعافي من الأمراض التنفسية.
وتقول غولدبرغ: 'تجربتي السريرية تشير إلى أن الأشخاص المصابين بمتلازمة إهلرز-دانلوس يعانون أكثر عند الإصابة بأمراض تنفسية مقارنة بغيرهم'، مضيفة أن الأعراض لا تقتصر على مشاكل في التنفس بل تشمل أيضا التعب المزمن، صعوبات الهضم، آلام المفاصل، واضطرابات في التركيز.
ورغم عدم وجود علاج شافٍ لهذا الاضطراب، إلا أن الأطباء يوصون بالعلاج الطبيعي واستخدام دعامات لدعم المفاصل، إلى جانب إجراء فحوص شاملة لتقييم مدى تأثير الحالة على أجهزة الجسم المختلفة.
وتشير تقديرات إلى أن واحدا من كل أربعة أشخاص يعاني بدرجة ما من فرط المرونة، ما يبرز أهمية التوعية بهذا المؤشر المبكر الذي قد يخفي خلفه مشكلات صحية أعمق.