اخبار الاردن
موقع كل يوم -وكالة رم للأنباء
نشر بتاريخ: ١٥ تموز ٢٠٢٥
رم -
في ليلة حملت من الوهج ما يكفي ليكتبها التاريخ، أُشرِق بالأمس حفل إشهار كتاب 'شذرات من تاريخ الأردن' لدولة عبد الرؤوف الروابدة، الرجل الذي لا يُعَرَّفُ بمنصبه بل بحضوره، ولا يُوصَفُ بكلمات بل بتاريخه الممتد في وجدان الدولة الأردنية.
الامير شاكر بن زيد و رئيس الديوان الملكي، وعدد كبير من أصحاب الفخامة والمعالي والسعادة، ووجوه محبة من كل حدب وصوب، كانوا هناك. لا لأن المناسبة بروتوكولية، بل لأن الحضور كان وفاءً لرجل لم يعرف إلا الوفاء، واستحضارًا لذاكرة وطن ما زال يحمله في قلبه، ويحمله الوطن على كتفيه.
'عبد الرؤوف لا يُنصَب ولا يُكسَر... بل يُضمّ على قلوبنا.'
بهذه العبارة عبّر الحاضرون عن حبهم، فدولة أبو عصام ليس مجرد رجل سياسة، بل وطن يتجول بين الناس بهيبة وتجربة ووجدان. هو الذي لم تُغره المناصب، ولم تُبدّله الأيام، ظل كما عرفه الأردنيون: صلبًا في الموقف، نقيًا في الضمير، فصيحًا في الحق.
أما الكتاب، فهو أكثر من مجرد صفحات بين دفّتين. 'شذرات من تاريخ الأردن' ليس توثيقًا لتجربة فحسب، بل صرخة وعي في زمن تزاحمت فيه الأجندات وغامت فيه الرؤى. فقد قالها الرجل بوضوح لا لبس فيه:
> 'حاولت بعض الأجندات الأجنبية تشويه الحقائق، ونحن نحاول تعزيز الوعي وتوثيق الهوية الوطنية... الهوية التي صنعت من الكثيرين رجالاً صامدين في وجه الغوائل.'
إنها كلمات لا تُقال إلا من رجل عاش الصدق وذاق مراراته، ومشى في درب الوطن طويلًا دون أن يساوم.
دولتهُ كتب من قلبه، لا من أرشيفه، وسكب بين السطور شرف التجربة، لا زخرف الحروف.
هذا الكتاب ليس فقط عن التاريخ... بل عن الحقيقة. عن الأردن كما رآه عبد الرؤوف، لا كما أراد الآخرون أن يُرَى.
وفي حضرة أبو عصام، تتقاطع السياسة مع الإنسان، والموقف مع الحكمة، والكتابة مع الشرف.
هو رجلٌ في زمنٍ تندر فيه الرجال... و'شذراته' صفحات من ضوء، في زمنٍ كثر فيه الضباب.
واسمحوا لي أن أقولها من القلب:
بالنسبة لي، دولة أبو عصام ليس فقط رمزًا وطنيًا... بل قامة سكنت وجداني منذ نعومة اظفاري .
كل لحظة أقترب فيها منه، أزداد قناعة أن هذا الرجل خُلق ليبقى، لا في المناصب، بل في القلوب والضمائر.
تعلمت منه أن الهيبة لا تُصطنع، وأن الصدق لا يحتاج إلى تبرير، وأن الوطنية ليست شعارًا، بل مواقف تُدفع أثمانها بصمت.
دمت لنا عزًّا، ودام فكرك شاهدًا على وطن لا يموت.
بقلم : حسان هاني الروابدة للتاريخ ٨ / ٧ / ٢٠٢٥