اخبار الاردن
موقع كل يوم -جو٢٤
نشر بتاريخ: ١٦ أب ٢٠٢٥
ترامب يستعجل نتنياهو على إحتلال كامل غزة… فمتى تصحو الدول العربية والإسلامية؟ #عاجل
في مشهد يفضح زيف الشعارات الأمريكية عن 'حقوق الإنسان' و'السلام'، تكشف المواقف الأخيرة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن واشنطن لم تكتفِ بدعم حرب الإبادة على غزة عسكريًا وسياسيًا ، بل تحولت إلى محرّض علني لتسريع القتل والدمار واحتلال كامل القطاع.
ترامب، الذي يصف نفسه بحامي الحرية و'صانع السلام'، لم يجد حرجًا في الاتصال برئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو طالبًا منه ليس وقف تصريحاته التلمودية بتحقيق حلم اسرائيل الكبرى على حساب دول عربية صديقة لواشنطن بل لحثه على سرعة احتلال كامل قطاع غزة وتقريعه للتأخرعن ذلك بالطلب منه صراحة:'سرّعوا العمليات العسكرية… افعلوا ذلك بأقرب فرصة ممكنة'. هذه الكلمات ليست نصيحة عابرة، بل أمر مباشر بمواصلة المجازر، وكأن الدم الفلسطيني سلعة مجانية على طاولة السياسة الأمريكية.
المفارقة الصارخة أن ترامب، الذي يحاول تسويق نفسه عالميًا كوسيط سلام بين الهند وباكستان وأوكرانيا وروسيا، وأذربيجان وأرمينيا، وحتى بين بعض الدول الأفريقية المتنازعة، يكشف في غزة وجهه الحقيقي: ليس وسيطًا محايدًا، بل طرفًا منحازًا يدفع نحو التصعيد الدموي، ويمنح الاحتلال غطاءً عسكريا وسياسيًا وحتى أخلاقيا زائفا لاستمرار جرائمه. وما تسميه واشنطن 'نفاد صبرها' من الحرب على غزة، لم يدفعها لوقف العدوان أو رفع الحصار، بل لتسريع الاجتياح الكامل لما تبقى من القطاع، رغم أن العالم بأسره يعرف أن سكان القطاع يواجهون جوعًا جماعيًا وتدميرًا شاملًا لكل مقومات الحياة.
لكن الأخطر أن خطة اجتياح غزة التي يضغط ترامب من أجلها ليست مجرد فكرة صهيونية بحتة، بل هي جزء من تفاهمات أوسع مع دولة الإحتلال مرتبطة بمحاولات إعادة رسم خريطة الشرق الأوسط على مقاس التحالف الأمريكي – الصهيوني. إنها امتداد مباشر لسياسة التطبيع مع الكيان الصهيوني، ومحاولة لاستغلال حالة الانقسام والضعف العربي لفرض واقع جديد يُشرعن دعم توسع دولة الاحتلال لتقوم بدور'الدولة المركز' في المنطقة والحربة المتقدمة للمشروع الصهيوامريكي الإستعماري.
هذا المخطط ليس وليد اللحظة، بل حلقة متقدمة من مشروع 'صفقة القرن' الذي تبناه ترامب خلال ولايته الأولى، والهادف إلى إنهاء القضية الفلسطينية سياسيًا وجغرافيًا، وتحويل المنطقة إلى ساحة نفوذ أمريكية – صهيونية مشتركة. ومن هنا، يصبح الدم الفلسطيني بالنسبة لترامب ونتنياهو مجرد وقود لتحقيق هذا المشروع، وتهيئة بيئة عدم الاستقرار التي يعتقدان أنها الحاضنة المثالية لتحقيق 'حلمهما' المريض بتغيير وجه الشرق الأوسط لصالح الهيمنة المطلقة.
هنا، يبرز السؤال الذي لا مفر منه: كيف يمكن للدول العربية والإسلامية أن تصف واشنطن بـ'الصديقة' أو 'الحليفة' وهي ترى بعينيها أن هذه الإدارة تدعم بلا خجل قتل وتجويع وإبادة شعب عربي مسلم وإعادة رسم خريطة المنطقة بما يحقق الحلم والفكر التوراتي الصهيوني بالسيطرة على المنطقة العربية من الفرات إلى النيل؟ ألا يستدعي هذا الموقف إعادة نظر جذرية في طبيعة هذا التحالف الذي يُستخدم عمليًا لتبرير جرائم الاحتلال وإطالة أمدها وتوسيع رقعة دولة أرض الميعاد وإحكام سيطرتها على منطقة الشرق الأوسط ؟
في الختام، الم يأنِ للدول العربية والإسلامية ان تجد فلكا خاصا بها، او تبحث عن فلك آخر غير الفلك الأمريكي تدور معه او حوله يكون اكثر نفعها او أقل ضررا!