اخبار الاردن
موقع كل يوم -وكالة رم للأنباء
نشر بتاريخ: ٨ تشرين الأول ٢٠٢٥
رم - بقلم ماجد ابورمان
يبدو أن معالي وزير الداخليه قرر أن الإصلاح في هذا البلد يبدأ من 'صيوان العزاء' لا من صيوان الدولة.
فقد خرج علينا معاليه بمبادرة عنوانها 'التقليل من المظاهر الاجتماعية'،
تحديد يومٍ واحدٍ للعزاء، وتخفيف المهور، وتقليص عدد المدعوين في الأفراح.
جميل… مبادرة تُشبه النصيحة التي يعطيها الأغنياء للفقراء: 'كونوا عقلاء في مصاريفكم'، بينما ثمن ربطة عنق أحدهم يكفي لإقامة فرحٍ في الحارة كلها!
معالي الوزير المحترم
وأنت تعلم على الصعيد الشخصي ماذا أحمل لك من تقدير واحترام وأعتقد أنك تتعامل معي بالمثل ولكن معاليك
، الشعب لم يكن يوماً ضد الترشيد،
ولعل معاليك لا تعلم أن 'الكاميرات' عندنا لا تُركّب إلا على طرق الناس،
بينما المظاهر الحقيقية تمرُّ في الشوارع الرسمية بلا رادارٍ ولا حزام أمان.
في شارعنا لا يمكن أن تتجاوز السرعة فيه عشرين، وضعت كاميرات حزام أمان وكأنها تصطاد الأشباح،
وفي الطرقات الفقيرة وضعت نفس الكاميرات كأنها تقول: 'أن المواطن هو الخطر، لا من يشرّع الخطر'.
معالي الوزير
أما المضحك المبكي، أن اليوتيوب لم يرحم أحدًا،
فهو يذكّرنا بأنّ معاليك قدت أكثر من ثلاث جاهاتٍ عرمرمية،
بكل ما فيها من زغاريد، ووجاهات، وقاعات تُشبه أكثر ما تُشبه القرارات الحكومية: كثيرةُ الحضور، قليلةُ الجدوى.
فهل يُعقل أن نُطالب الناس بالبساطة ونحن نُمارس الفخامة كعادةٍ وطنية؟
لقد أحب الناس فيك بساطتك بساطة العسكري إبن قرية الجديده فلا تجعل الألقاب تغيرك اليوم غدآ بعد غد ستغادر منصبك ولعلك وأنت كل يوم في ردهة مكتبك ترى الصور لمن قبلك فلا تجعل الخاتمه التي يتذكرها الناس مبادره تحثنا أن لا نكرم ميتنا ولا نفرح بأبناءنا
الإصلاح الحقيقي لا يبدأ من بيت المواطن، بل من بيت المسؤول.
من مكاتب تُضاء بالكهرباء على مدار الساعة دون عملٍ حقيقي،
ومن مؤسساتٍ مستقلة لا تعرف الاستقلال إلا عن المساءلة.
الإصلاح لا يحتاج إلى قرارٍ يُخبرنا كيف نُقيم عزاءنا، ونكرم موتانا وكيف نفرح بأبناءنا
بل يحتاج إلى قرارٍ يُخبرنا إلى أين ذهبت الموازنات، ولماذا ازدادت الضرائب، وأين ذهبت وعود الإصلاح الكبرى.
ثم نأتي لنقول للناس: اختصروا في المهور!
جميل. لكن يا ليتنا نبدأ باختصار المهور السياسية: المناصب التي تُعطى بلا كفاءة،
والسفرات التي تُصرف بلا مبرر، والمجالس التي تُنشأ بلا هدف.
عندها فقط سيُصدق الناس أن الحكومة تريد إصلاحًا لا استعراضًا.
معالي الوزير،
الإصلاح لا يُصنع بالتصريحات، بل بالقدوة.
ولا يبدأ من مراقبة السيارات، بل من مراجعة الذمم.
والكاميرا التي توضع على الطريق لن تُنقذ وطنًا ما لم نضع مثلها فوق ضمائرنا
اللهم احفظ هذا البلد من ازدواجية الخطاب،
ومن إصلاحٍ يبدأ في بيوت الناس وينتهي عند أبواب الوزراء.