اخبار الاردن
موقع كل يوم -زاد الاردن الاخباري
نشر بتاريخ: ٧ تشرين الثاني ٢٠٢٥
زاد الاردن الاخباري -
خاص - في الوقت الذي تتفاقم فيه البطالة وتشتد الأزمات الاقتصادية، بدأت تظهر على مواقع التواصل الاجتماعي صفحات مشبوهة تروّج لما تصفه بـ'فرص عمل وسفر إلى أوروبا الشرقية' مقابل مبالغ مالية تصل إلى 3 آلاف دينار أردني، مستغلّة حاجة الشباب ورغبتهم في تحسين أوضاعهم المعيشية.
هذه الصفحات، التي تُدار بطرق احترافية لجذب الانتباه، تبثّ روايات مضللة تَعِد بحياة أفضل وفرص مجزية، فيما تُخفي وراءها واقعًا غامضًا يثير الريبة والخوف من عمليات اتجار بالبشر أو تجنيد مرتزقة لصالح جهات خارجية.
مخاوف من استغلال الشباب
تشير شهادات ميدانية إلى أن القائمين على هذه الصفحات يقدمون عروضًا وهمية لوظائف مغرية في دول أوروبا الشرقية، ويطلبون من الراغبين بالسفر تحويل مبالغ مالية لتأمين إجراءات السفر أو تجهيز الأوراق.
مصادر محلية في محافظات الشمال أوضحت أن أشخاصًا يُعرفون بـ'البارون' ومن معهم يستغلّون حاجة الشباب، ويقدّمون أنفسهم كوسطاء أو شركات توظيف غير مرخصة، مستخدمين صفحات بأسماء مختلفة على 'فيسبوك' وتطبيقات المراسلة.
وتحذر مصادر متابعة من أن بعض الشبان قد يُنقلون لاحقًا إلى مناطق نزاع مسلح أو يُستغلون في أعمال غير قانونية، في ظل غياب أي جهة رسمية تضمن حقوقهم وسلامتهم.
مصدر أمني: الصفحة تُدار من خارج الأردن
مصدر أمني أكد أن الأجهزة الأمنية تتابع هذه الصفحات المشبوهة وتعمل على رصد نشاطها، مشيرًا إلى أن التحقيقات أظهرت أن بعضها يُدار من خارج المملكة.
وأضاف المصدر أن الجهات المختصة تنسّق مع إدارة 'فيسبوك' لإغلاق هذه الحسابات واتخاذ الإجراءات القانونية بحق كل من يثبت تورطه.
وشدد على أن الأمن العام يتعامل 'بجدية تامة مع أي محتوى أو نشاط رقمي قد يعرّض الأردنيين للخطر'، داعيًا المواطنين إلى عدم الانجرار وراء وعود السفر المضللة أو التعامل مع وسطاء مجهولين.
مطالب بالرقابة والتوعية
خبراء اجتماعيون وأمنيون أكدوا أن استغلال الأوضاع الاقتصادية الصعبة باب خطير قد يجرّ الشباب نحو مصائر مجهولة، مطالبين بتشديد الرقابة الإلكترونية على الصفحات التي تروّج للهجرة غير الشرعية، وإطلاق حملات توعية في محافظات الشمال والوسط لتحذير الشباب من الوقوع ضحية الخداع الإلكتروني.
غياب المتابعة على المنصات الاجتماعية
ورغم تعدد البلاغات، لا تزال بعض هذه الصفحات نشطة، ما يكشف عن بطء آليات الإغلاق وضعف الرقابة التقنية من قبل المنصات.
ويرى مراقبون أن على الشركات المالكة لتلك التطبيقات مسؤولية قانونية وأخلاقية في منع استغلال منصاتها لاستدراج الشباب أو التورط في أنشطة مشبوهة، خاصة تلك التي تمس الأمن الإنساني والاجتماعي.
رسالة إلى المواطنين:
في زمن تتكاثر فيه الإعلانات المضللة والوعود الكاذبة، تبقى اليقظة والوعي هما خط الدفاع الأول أمام محاولات الخداع والاستغلال.
على الشباب الأردني ألا ينجرفوا وراء بريق 'الفرص السهلة' التي تُعرض عبر الإنترنت دون مصدر موثوق، وأن يتحققوا من أي جهة تدّعي توفير عمل أو سفر خارج البلاد عبر القنوات الرسمية فقط.
فالحلم المشروع بالنجاح لا يجب أن يتحول إلى رحلة مجهولة الثمن والمصير، والوطن الذي نعيش فيه — رغم صعوباته — يبقى أكثر أمانًا من طريقٍ لا يُعرف أين ينتهي.












































