اخبار الاردن
موقع كل يوم -جو٢٤
نشر بتاريخ: ٢١ تشرين الأول ٢٠٢٥
عين الحر ميزان لمن يعقل ويسمع
خلود العجارمه
على إثر المشاجرة التي وقعت داخل الحرم الجامعي يبرز سؤال لا بد أن يطرح بوضوح أين صوت العقل حين تصدر القرارات وأين ميزان العدالة حين يدان أحد قبل أن يسمع صوته
لقد اختل الميزان حين غاب الإنصاف وحين سبقت النتائج على التحقيقات وحين فرضت العقوبات وكأنها أحكام نهائية لا رجعة فيها
نحن لا ندافع عن الخطأ ولا نبرر المشاجرات ولكننا ندافع عن العدل كقيمة إنسانية ووطنية يجب أن تكون فوق كل انتماء وفوق كل اعتبار
المشاجرات في الجامعات ليست ظاهرة جديدة فهي تحدث في كل المجتمعات التعليمية حتى في أعرق جامعات العالم ولكن الفرق الحقيقي يكون في كيفية التعامل معها
ففي بيئات الوعي تكون العقوبة وسيلة إصلاح وفي بيئات الغضب تتحول إلى وسيلة انتقام
إن اتخاذ قرارات الفصل قبل استكمال التحقيقات يعد إجراء متسرع يفتقر إلى الرؤية التربوية ويعكس ضعفاً في إدارة الأزمات
فالجامعة ليست مؤسسة عقابية بل بيت تربية وفكر ومكان يبنى فيه الوعي قبل أن تفرض فيه الأحكام
الطلبة أبناء العشائر والمخيمات والمدن هم جميعاً أبناء الأردن الواحد تجمعهم هوية واحدة وحق واحد في العدالة والتعليم
ولا يجوز أن تفرق بينهم القرارات أو تقاس الأخطاء بمعايير الانتماء
العدل لا يتجزأ والمساواة ليست شعاراً بل ممارسة
ندرك أن الانضباط ضرورة وأن الحزم مطلوب لكن الحزم لا يعني الظلم والشدّة لا تعني الإقصاء
فالعقوبة التي تفقد الشاب مستقبله لا تردعه بل تدمره ولا تصلح السلوك بل تعمق الإحباط وتزرع في النفوس شعوراً بالقهر بدل المسؤولية
نحن بحاجة إلى إجراءات إصلاحية تربوية تعيد الأمور إلى نصابها وتحقق العدالة دون أن تغلق أبواب الأمل
فالجامعة التي تحتضن أبناءها وتعلمهم بالحوار والعقل تبني وطنًا أما الجامعة التي تطردهم وتكسرهم فهي تهدم جيلًا
المسؤولية اليوم تقع على عاتق إدارة الجامعة ووزارة التعليم العالي ووجهاء المحافظات فالمطلوب ليس الانتصار لطرف بل الانتصار للحق والإنصاف
نريد قرارات تبنى على العقل لا العجلة وعلى الحكمة لا الانفعال
أيها الأحرار
إن الوطن الذي ينصف أبناءه يظل قويًا والعدالة التي تنصف الشباب تبقى أساس الثقة بين المواطن ومؤسساته
فلْتكن عين الحر ميزانًا للحق ولْيسمع صوت العدل قبل أن تضيع البوصلة