اخبار الاردن
موقع كل يوم -زاد الاردن الاخباري
نشر بتاريخ: ٢٥ أيار ٢٠٢٥
زاد الاردن الاخباري -
سألني أحد أصدقائي النرويجيين ذات مرة: 'ما هو دينك؟ إن سلوكك يروق لي.' فأجبته بتحية السلام قائلًا: 'السلام عليكم.' وتابع بسؤال آخر: 'ما هي فكرتك عن العالم السلمي؟'
فأجبت: لا يوجد أي صراع يمكن تبريره، خاصة عندما يتم التلاعب بالعواطف من خلال الدعاية المكثفة. إن مصانع وسائل التواصل الاجتماعي اليوم قد تجاوزت الحملات التقليدية وتفوقت على إرث جوزيف غوبلز. في الحروب الحديثة، تكون الحقيقة أول ضحية.
عندما تصبح الأيديولوجيات المحرك الرئيسي للعواطف، فإنها تختطف كل الأطر الأخلاقية الأخرى. وعندما توضع مصالح الأمة فوق أرواح الأبرياء على الجانب الآخر، وتُتجاهل البدائل السلمية، فإن جميع الأفعال التي تليها تكون معيبة أخلاقياً.
العالم موحد — وليس منقسماً — في محاربة الإرهاب. ومع ذلك، فإن السعي وراء الأهداف ذات القيمة العالية غالباً ما يفتقر إلى آليات فعالة لحماية المدنيين الأبرياء، من أطفال ونساء وشيوخ.
لا يوجد إطار قانوني أو محكمة دولية تحدد بوضوح القواعد حينما تكون مبادئ الاشتباك غير واضحة. التمييز بين المقاتلين والمدنيين هو أحد القواعد الأساسية في الحروب، وأي انحراف عنها يُعد خرقًا للإنسانية.
علينا أن نرتقي فوق هذه اللحظات وننظر إلى الصورة الأوسع. لا يوجد نقص في العقول العاقلة في هذا العالم، ولكن إذا بقينا صامتين، فإننا نخاطر بالانحدار المستمر. لقد حان الوقت للوقوف ورفع أصواتنا — من أجل نوعنا البشري ومن أجل إنسانيتنا المشتركة.
يجب معالجة جذور الصراعات — وفقًا لإرادة الشعوب. لقد حان الوقت لتختار ما تتمناه لنفسك ولمستقبل أطفالك. لا يمكن للعقل المضطرب أن يحقق السلام، بل فقط العقل السلمي هو من يحقق ذلك. فرض الأيديولوجيات على الآخرين لا مكان له في قيم المجتمعات المتحضرة.
علينا أن نتجاوز الأيديولوجيات القومية، وأن نضع قدسية الحياة فوق كل المصالح الأخرى. فالحقد لا يولد إلا الحقد، ولا يمكننا أن نبرر أو نحتفل بإزهاق أرواح الأبرياء كنوع من الانتقام أو النصر.
– شکیل أختَر
سفير السلام العالمي للتعاون الاقتصادي
(معهد قادة السلام الدولي)