اخبار الاردن
موقع كل يوم -وكالة مدار الساعة الإخبارية
نشر بتاريخ: ١ أيار ٢٠٢٥
في زحمة الأضواء، وتحت ضجيج الكاميرات التي لا تلتفت إلا للنجوم، هناك من يقف في الظل، صامتًا، يرفع الحياة على كتفيه ولا يطلب شيئًا. العامل... هذا الكائن المتعب الذي ننساه حين نُحصي الإنجازات، ونعود لنتذكره فقط حين تنهار طوبة من جدار، أو يتأخر رغيف عن مائدة.عيد العمال ليس زينة نضعها ليوم ثم ننزعها، ولا خطبة موسمية تليق بالمنصات الفخمة. إنه تذكرة خشنة بحقيقة ناعمة؛ أن لا وطن بلا عرق، ولا تنمية بلا يد، ولا كرامة بلا تعب. العامل هو الحقيقة حين تتجرد من كل زيف، هو المعنى حين يتهالك اللفظ، وهو الوضوح في زمن الغشاوة.قال نيلسون مانديلا: 'العمل يمنحنا الكرامة، حتى لو لم يمنحنا المال.'وهنا تبرز الحقيقة التي صغتها قلميًا وفكريًا:'اليد التي تبني بصمت، أصدق ألف مرة من اللسان الذي يهتف دون فعل، لأن المجد لا يعلو بالصراخ بل بصبر السواعد.'ليس كل من يحمل ملفًا عاملًا، وليس كل من يرتدي بدلة شريفًا، فالشرف لا يُرتدى، بل يُزرع في النفس ويُروى بالتعب. هؤلاء البسطاء، الذين لا يملكون الوقت للشكوى، هم أكثر الناس فهمًا للوجود. يعانقون الحياة من طرفها الخشن، لكنهم لا يسقطون، لأنهم ببساطة، أقرب إلى الأرض من سواهم.ليت من يتصدرون المشهد يتعلّمون من هذا الطين النبيل، من هذه القامة التي تنحني لا خضوعًا، بل لتُنهض جدارًا، أو تُسند حائطًا، أو تُخرج من التراب حياة. العامل لا يقرأ الفلسفة، لكنه يمارسها دون أن يدري.عيد العمال الحقيقي؟ ليس في الشعارات ولا في التصفيق الموسمي، بل في نظرة احترام تُمنح، وفي راتب لا يُهان، وفي وطن يعرف من بناه قبل أن يفاخر بمن يدّعي رفعه.
في زحمة الأضواء، وتحت ضجيج الكاميرات التي لا تلتفت إلا للنجوم، هناك من يقف في الظل، صامتًا، يرفع الحياة على كتفيه ولا يطلب شيئًا. العامل... هذا الكائن المتعب الذي ننساه حين نُحصي الإنجازات، ونعود لنتذكره فقط حين تنهار طوبة من جدار، أو يتأخر رغيف عن مائدة.
عيد العمال ليس زينة نضعها ليوم ثم ننزعها، ولا خطبة موسمية تليق بالمنصات الفخمة. إنه تذكرة خشنة بحقيقة ناعمة؛ أن لا وطن بلا عرق، ولا تنمية بلا يد، ولا كرامة بلا تعب. العامل هو الحقيقة حين تتجرد من كل زيف، هو المعنى حين يتهالك اللفظ، وهو الوضوح في زمن الغشاوة.
قال نيلسون مانديلا: 'العمل يمنحنا الكرامة، حتى لو لم يمنحنا المال.'
وهنا تبرز الحقيقة التي صغتها قلميًا وفكريًا:
'اليد التي تبني بصمت، أصدق ألف مرة من اللسان الذي يهتف دون فعل، لأن المجد لا يعلو بالصراخ بل بصبر السواعد.'
ليس كل من يحمل ملفًا عاملًا، وليس كل من يرتدي بدلة شريفًا، فالشرف لا يُرتدى، بل يُزرع في النفس ويُروى بالتعب. هؤلاء البسطاء، الذين لا يملكون الوقت للشكوى، هم أكثر الناس فهمًا للوجود. يعانقون الحياة من طرفها الخشن، لكنهم لا يسقطون، لأنهم ببساطة، أقرب إلى الأرض من سواهم.
ليت من يتصدرون المشهد يتعلّمون من هذا الطين النبيل، من هذه القامة التي تنحني لا خضوعًا، بل لتُنهض جدارًا، أو تُسند حائطًا، أو تُخرج من التراب حياة. العامل لا يقرأ الفلسفة، لكنه يمارسها دون أن يدري.
عيد العمال الحقيقي؟ ليس في الشعارات ولا في التصفيق الموسمي، بل في نظرة احترام تُمنح، وفي راتب لا يُهان، وفي وطن يعرف من بناه قبل أن يفاخر بمن يدّعي رفعه.